د.علي آل مداوي
تحتفل مملكتنا الغالية في هذه الأيام بمناسبة اليوم الوطني93، تحت شعار «نحلم ونحقق». وهو يوم غالٍ على قلوبنا ومغروسة في أفئدة الشعب السعودي المحب لقادتنا وترابه الغالي الذي نفديه بأرواحنا، فاليوم الوطني يمثل فخراً كبيراً واعتزازاً للشعب السعودي من أهم الأيام في تاريخ مملكتنا، حيث تتحقق قفزات من النجاحات والنهضة العمرانية، وإنجازات تنموية انعكست إيجابياً على مملكتنا الغالية التي تنعم -ولله الحمد- بالرخاء والرفاهية.
إن يوم الـ 23 من سبتمبر يعد يومًا وطنيًا غاليًا على قلوبنا، فقد تمّ توحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود -رحمه الله تعالى- والآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله -يكون احتفاء مملكتنا الحبيبة بتاريخ الوطن وأمجاده، والاعتزاز والفخر بما تحقق لبلادي من عزة وإنجازات تنموية وما تحقق من أمن واستقرار ولحمة وطنية.
يأتي اليوم الوطني السعودي 93 في هذا العام والمملكة تحقق قفزات من النجاحات بامتياز وعلى كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والصحية، والتعليمية، والثقافية والرياضية والتقنية، وبات يتجلى في اليوم الوطني تفاني وإصرار شعبنا السعودي على الارتقاء بوطننا الغالي، وتحقيق التقدم والازدهار وفق رؤيتها الطموحة، وفيما يلي أهم الإنجازات التي حققتها المملكة.
على الصعيد السياسي
يعد دورها رياديًا على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما تملكه من ثقل سياسي وشراكات متينة وموثوقية دولية، وأن الدور الذي تقوم به المملكة اليوم، وموقعها الإستراتيجي يؤديان دوراً خلاقاً في علاقاتها الدولية، وتلعب دورًا في صناعة السلام، ودعم الاستقرار الإقليمي والدولي.
وقد استضافت أهم القمم الإقليمية والدولية، وحراك دبلوماسيتها نشطة ومتألقة والحضور اللافت لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -، في قمة العشرين الأخيرة في الهند ودوره كان مؤثراً سياسياً وبارزاً في المحافل الدولية، وتسعى الدول بعقد اتفاقيات مع المملكة لدورها المحوري إقليمياً ودولياً.
على الصعيد الاقتصادي
يعد اقتصاد المملكة من أكبر اقتصاد العشرين في العالم، ودورها حيويًا اقتصادياً، فهي عضو دائم وقائدة في دول أوبك، وكما هي عضو دائم في مجموعة دول مجموعة العشرين.
كما أصدر صندوق النقد الدولي مؤخراً تقريراً إيجابياً أكد خلاله أن الاقتصاد السعودي يشهد حالة ازدهار ونمو، وأن موقف المملكة المالي يتسم بالقوة، مشيداً بالتقدم الذي أحرزته في تنفيذ الأجندة الإصلاحية لرؤية السعودية 2030.
وأثنى التقرير على جهود المملكة المتواصلة لاستكمال الإصلاحات الاقتصادية والمالية وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، منوهاً إلى «أن المملكة كانت أسرع اقتصادات مجموعة العشرين نمواً في عام 2022م بمعدل بلغ 8.7 %، مع نمو الناتج المحلي غير النفطي بنحو 4.8 %».
على الصعيد الاجتماعي
لا شك أن التلاحم الاجتماعي بين كل شرائح المجتمع السعودي في هذا اليوم هو الذي يجمعنا ويوحدنا حول رمزية قيادتنا في ولاء محكم وانتماء لتراب أرضنا المرتبط بمبادئ ثابتة وقيم راسخة وتقاليد وعادات أصيلة.
لهذا تحتفل بلادي بهذه المناسبة في كل مدنها ومناطقها وتتزيّن بها الشوارع والساحات العامة في كل المدن الرئيسيّة بالأعلام الوطنية واللون الأخضر تجده يتزين في كل مكان، وكذلك الأسر تحتفل في منازلها بهذا اليوم الغالي على قلوبنا وقلوب محبي مملكتنا.
وقد تراجع معدلات البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوى تاريخي لها، فقد انخفضت إلى 8 %، ومشاركة المرأة السعودية في سوق العمل وصل إلى نحو 37 % متجاوزة نسبة 30 % المستهدفة ضمن رؤية السعودية 2030.
على الصعيد التعليمي
تعمل بلادنا على توفير بيئة تعليمية متميزة لطالبات والطلاب في مُختلف المراحل التعليمية، ونجد عدد المدارس فيه يزداد لاستيعاب كل الدارسات والدارسين، وتوفير كل سبل التعليم المتميز، وبلغّ عدد المدارس في المملكة 2023 ما يزيد عن 30 ألف مدرسة، ويوجد كذلك حوالي 30 جامعة حكومية، و12 جامعة أهلية وخاصة، بإجمالي عدد 42 جامعة، وهناك 13 كلية حكومية وخاصة وأهلية وكذلك سبع كليات عسكرية، وتولي المملكة أهمية بالغة في القطاع التعليمي.
على الصعيد الصحي
أولت قيادتنا أهمية بالغة بالصحة والخدمات الطبية والتي تعد ضمن أولويات رؤيتها الطموحة، وقامت في سبيل ذلك بإعداد الخطة الإستراتيجية لوزارة الصحة السعودية 2030، لضمان تطبيق برنامج تحول القطاع الصحي، عدد المراكز الصحية هو الآن ألفان ومائة وثمانية وعشرون مركزًا، ويوجد عدد 497 مستشفى.
صُنف مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في المركز الـ 20 من أصل 250 مركزًا على مستوى العالم، والأول على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا وذلك بحسب تصنيف أفضل مؤسسات الرعاية الصحية عالميًا لعام 2023م، والصادر عن براند فاينانس «Brand Finance .1 Feb 2023».
على صعيد برنامج الإسكان
قفزة إيجابية حققتها برنامج الإسكان الذي هو ضمن برامج رؤية المملكة 2030، عبر عدد من البرامج التي أسهمت برفع نسبة ملكية المنازل إلى 60 % في عام 2023م، سعياً لتحقيق هدف الرؤية المتمثل في الوصول إلى 70 % بحلول عام 2030م.
على صعيد التحول الرقمي
تحتل المملكة مرتبة متقدمة جداً في عدد من تصنيفات الرقمنة العالمية كالبنية التحتية الرقمية ونضج التحول الحكومي الرقمي، كما أن التطور الرقمي في المملكة أدى إلى تحسين الشمول المالي، ومرونة القطاع المالي، وتعزيز فعالية القطاع الحكومي، ولا شك أن رؤية المملكة 2030 لعبت دوراً محورياً في تسريع وتيرة التحول الرقمي.
التطور العمراني والمشاريع العالمية
حققت المملكة قفزات في التطور العمراني ومشاريع عالمية تتناقلها وسائل الإعلام الجديد عنها في العالم، وكذلك العمل على قدم وساق على المشاريع الترفيهية بجميع عناصرها وإنشاء مناطق وحدائق مفتوحة، ومحميات ملكية، وكذلك العمل على إنشاء المدن الترفيهية الدولية التي بات يشار لها بالبنان وباتت تتناقلها كل وسائل الإعلام.
وأما المشروعات التطويرية التي شهدت معدلات كبيرة في مجال ترتيبها والإعداد لها وخصخصتها الناجحة والتي حققت إنجازات منقطعة النظير، فنرى الهيئات التطويرية في معظم مناطق مملكتنا، وكذلك أيضاً الهيئات الملكية المستحدثة.
وشهدنا بزوغ مدن جديدة وعصرية وعالمية متطورة لأغلبها مثل مدينة القدية ومدينة بوابة الدرعية، وأخيراً وليس آخراً مدينة ذا لاين في نيوم، وذلك بتوجيهات سمو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- الذي اقترن اسم سموه برؤية المملكة 2030م، لذا هو في نظر المواطنة والمواطن مهندس التطوير والتنمية وعراب النهضة العمرانية المستقبلية ورائد الدبلوماسية الحديثة.
بات من الواضح أن مثل هذه المشروعات العملاقة في مملكتنا الحبيبة كانت شاهداً على تطور المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وأصبحت إنجازاتها التنموية تجعل المملكة دولة عصرية متقدمة ومتطورة بما يتواكب مع العصر الحديث.
ختاماً إن هذه المناسبة الجميلة التي نعيشها هذه الأيام تعد مناسبة غالية على قوبنا واليوم تشهد بلادي واقعًا جديداً حافلاً بالمشروعات التنموية الضخمة ومشاريع تقف شاهدًا على تقدم ورقي المملكة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية.