محمد سليمان العنقري
ذكرى اليوم الوطني ليست مجرد يوم يحتفل به الوطن والمواطن بتوحيد هذا الكيان العظيم على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله إنما هو تجديد عهد وبيعة باستمرار مسيرة البناء والنماء خلف قائد الوطن الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، فالمملكة أصبحت مضرب المثل في تعزيز استثمار طاقات وإمكانيات الوطن ويستشهد بها عالمياً فالمملكة اليوم دولة رائدة وقائدة في العالم فهي عضو دول مجموعة العشرين الاقتصادات الأكبر عالمياً وهي إحدى أهم الدول التي تساهم بدعم نمو الاقتصاد العالمي من خلال دورها الفاعل والإيجابي باستقرار وتوازن أسواق النفط والطاقة عموماً فالجميع يسعى لتمتين العلاقة معها فكبرى التكتلات الاقتصادية بالعالم تدعوها للانضمام لها نظراً لمحورية الدور السعودي في كل شأن يعزز من نمو الاقتصاد العالمي, وفي قمة العشرين الأخيرة في نيودلهي كان إعلان سمو ولي العهد عن مشروع الممرات الخضراء العابر للقارات من الهند مروراً بالشرق الأوسط إلى أوروبا أهم حدث اقتصادي أعلن في هذا العام والذي سيغير وجه المنطقة بل والعالم اقتصادياً وتجارياً.
فالمملكة اليوم تنتقل باقتصادها لآفاق القرن الواحد والعشرين عبر رؤية 2030 التي هدفها الارتقاء بالوطن وبدور المواطن إنتاجاً وتأهيلاً فهي لكل مواطن ودوره في إنجازها رئيسي ولذلك أطلقت كل البرامج الممكنة لتعزيز هذا الدور من خلال برنامج تنمية القدرات البشرية والبرامج والمبادرات التي تفعل دور القطاعات الاقتصادية كافة من الصناعة للخدمات وغيرها لجذب الاستثمارات وتوليد فرص العمل الجيدة فالمواطن هو المستفيد الأول من نجاح توجهات وأهداف الرؤية ولذلك فإن تفانيه في الإنتاج والعمل وتكاتفه مع كافة القوى العاملة في تحقيق تلك الأهداف والحفاظ على مكتسبات الوطن والمبادرة لتقديم كل ما يفيد المجتمع والتكامل مع محيطه بالعمل أو المدرسة أو الجامعة على مبدأ روح الفريق الواحد سيصنع النجاح والتقدم المنشود فالتعاون ووحدة المصير قوة تدفع الجميع لتحقيق أفضل النتائج وهو ما قامت عليه المملكة وحققت من خلاله التقدم الذي وصلت له منذ توحيدها, فقيم التكاتف والوحدة بالمجتمع السعودي خلف القيادة الحكيمة عبر كل العقود الماضية تعد مصدر رئيسياً لقوة المملكة ومدرسةً تتعلم منها دول العالم هذه القيم العظيمة والتي تتعزز أكثر حالياً بما تشهده من نهضة بكافة المجالات. فالدول لا يمكن أن تتقدم إلا بتكامل الأدوار بين أبنائها لذلك وفرت الدولة المنشآت التعليمية الجامعية والمهنية بكافة المناطق والمدن لتأهيل الشباب وإعدادهم للعب أدوار متنوعة تتكامل من خلال تنوع التخصصات فهم حاملو مشعل التنمية وكلما كسب الوطن شباباً متخصصين ومؤهلين بمختلف المجالات فإن ذلك سيعني توطين الخبرات وتعظيم منافع الإنجازات, فكل مواطن أياً كان تخصصه أو مهنته يعد دوره مهماً وأساسياً في إنجاح أهداف التنمية فلا تقوم صناعة إلا بخدمات تقدم لها ومنظومة مالية تعزز خطوط تمويلها وقطاع نقل يوصل منتحاتها لكل موقع داخلياً أو خارجياً ولا ينهض اقتصاد إلا بجودة حياة وأنسنة مدن وكل ذلك يحتاج لتخصصات وخبرات متنوعة, فالمهندس والعامل بأي قطاع يحتاج للمعلمين وللطبيب والممرض وخدمات موظفي للتجزئة والنقل والتقنية والاتصالات فالأدوار بالمجتمع لكل نشاط ولكل مهني ومتخصص تكاملية ولذلك فإن تركيز الفرد على رفع مستوى تأهيله بأي مجال يختاره وتعزيز خبرته سيحوله لفرد مميز ويحقق نجاحات كبيرة تنعكس على المجتمع، فهذه الأدوار التكاملية هي من عوامل تعزيز الوحدة الوطنية فالجميع سيكون حريصً على أن يقدم أفضل مالديه من علم وخبرة ليتميز, ومحصلة هذا العمل التكاملي يصب بالمجتمع والاقتصاد ويعزز من قوة ومكانة الوطن, فالوحدة بالأهداف الرئيسية قوة جبارة تنعكس بتعظيم الناتج الإجمالي وزيادة الرفاه الاجتماعي واستدامة التنمية، فالمجتمع السعودي تتأصل فيه صفة العطاء والإخلاص بالعمل وكذلك التكاتف والتعاون بينهم مشهود حيث تتوسع دائرة العطاء لتشمل المسؤولية الاجتماعية والتضامن مع من يحتاج لمساعدة وأعمال الخير تعد سمة أساسية بالمجتمع السعودي وهي نابعة من تعاليم الإسلام ومساعداتهم لا تقف عند حدود الوطن بل وصلت لعشرات الدول.
الوفاء والعطاء ووحدة الصف صفات متجذرة بالمحتمع السعودي ورؤية 2030 وكزت على تقييم هذه الصفات والأدوار والهوية الوطنية والاستفادة من كل طاقات المجتمع بمختلف المجالات والنتائج تتحقق تدريجياً حيث تجاوز الناتج الإجمالي للمملكة حاجز التريليون دولار لأول مرة تاريخياً وزادت إنتاجية الفرد وارتفعت مستويات التأهيل له والفرص متاحة ليكون له دور واسع بالتنمية سواء كان موظفاً أو رائد أعمال فكل الإمكانيات سخرت له واليوم مع ذكرى اليوم الوطني ينطلق المجتمع السعودي لمرحلة متقدمة من الإنجازات للمشاريع العملاقة والتي سيكون لها دور كبير بتنويع الاقتصاد ومصادر الدخل وتوسيع ضخم لدور المواطن بمختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية مما يعزز من قوة الوطن ومكانته العالمية.