ليلى أمين السيف
ظاهر البيوت العربية هو الاستقرار.. التربية القويمة.. التدين.. الحرص على التحصيل العلمي..
يكبر الأبناء.. يتزوجون.. يبتعدون عن بيوت أهاليهم..
ثم تجدهم كأنهم غرباء..
ما كأنهم عاشوا في بيت واحد ولا تقاسموا صحناً واحداً ولا تدثروا بحضن واحد..
هناك شيء ما.. شيء غريب..
نعم هو الحضن الواحد..
معظم الآباء والأمهات يحرصون على التربية والدين والأخلاق والعلم ولكنهم يغفلون جانباً مهماً..
يغفلون الجانب العاطفي..
في غربتي هنا.. ندمت أني لم أحضن أبي بقوة.. ولم أتزوّد من حنان أمي..
واشتقت لحضن أبنائي وزوجي..
تذكّرت ابنتي مرام التي كانت تقول لي:
«احضنيني بضمير»
ثقافة الأحضان الحقيقية بين أفراد العائلة يجب أن تتداركها الأجيال القادمة..
فيما مضى كان الكثيرون يخجلون من إبداء مشاعرهم رغم حبهم لبعضهم بعضاً.. فمعظم بيوتنا تفتقد الدفء العاطفي.
هذا الاحتياج لا يقل أبداً عن باقي احتياجات الحياة، بل هو ركيزة من ركائزها..
أيتها الأم جربي أن تحضني ابنتك قبل لومها.. وأنت أيها الأب احضن أولادك بذراعيك حقيقة لا مجازاً..
وأحبائي الأبناء لا تبخلوا على والديكم وأخواتكم بأحضانكم الدافئة..
فالحياة حضن وبالحضن تهون كل المصاعب..
أيها الأقارب من أعمام وأخوال وخالات وعمات وأجداد وجدات أسبغوا حنانكم على صغار العائلة.. فبكم تستقر الأنفس وتطيب بوجودكم الحياة..
فكونوا ركائز أمان وبوصلة استقرار للأبناء والأحفاد..
ما زلت أتذكر جدتي الحنونة وهي تحك لي شعري وأنا متمددة على رجليها وهي تحكي لي حكايات أسطورية..
أعتقد لم يفت القطار بعد لنحضن بعضنا..