سهم بن ضاوي الدعجاني
«نيوم» ليست جغرافيا فقط، لكنها حالة حضارية، تنتظر أبناءنا وأحفادنا في المستقبل القريب، لينعموا بمستقبل سعودي مختلف إنها وجهة ضاربة في التاريخ وغنية بالتراث، بل عليك أيها الزائر لهذه البقعة من خارطة «الإعجاز السعودي» أن تنغمس في عالم الألوان والدهشة في أعماق «نيوم» حيث تتآلف الشعب المرجانية والحياة البحرية لخلق مشهد ساحر في أعماق مياه البحر الأحمر، ففيها المساحات الخضراء والساحات النابضة بالحياة، إنها المعنى الحقيقي للطموح الحضاري المصنوع هنا في السعودية، لصناعة مدينة المستقبل التي ستجمع إلى جمال الطبيعة عمق التاريخ وأصالة الحضارات الغنية بمحبة الإنسان والتواصل الحضاري مع شعوب الأرض، من أجل بناء مستقبل نقي وآمن للبشرية الحالمة، من خلال «أوكساچون» التي ستكون موطناً لـ 90.000 نسمة و»تروجينا» وجهة نيوم البحرية و»ذا لاين» مدينة المستقبل و»سندامة» تلك الجزيرة الحالمة والساحرة التي تغفو على ضفاف البحر الأحمر، والمشهد البنائي في «نيوم» لا يقف عند حد، إنه حلم يتلوه حلم لتكتمل خارطة «الحلم السعودي».
متى تصبح «نيوم» حالة حضارية مستدامة في العقل السعودي ومنجزاً حضارياً عالمياً؟ إذا نجحنا نحن السعوديين في «التعليم العام» والعالي في أن تستلهم «نواتج التعلم» في المستقبل هذا النموذج الحضاري، ومتطلباته للمنافسة العالمية، كمثال حيوي على تحقيق مستهدفات رؤية 2030، هذا الاستلهام يقود أجيالنا المعاصرة إلى التفوق والإبداع في إدارة تلك المشاريع والمدن الحالمة لينجحوا في تشغيلها وإدارتها بعقول وطنية وطموح سعودي بمواصفات حضارية عالمية، لتستمر الحياة ونحقق رؤية المملكة عبر التنمية المستدامة
وأخيرا، عندما قرأت قبل أيام خبرا أسعدني وأفرحني كما أفرح كافة شرائح المجتمع السعودي: «الملك سلمان يصل إلى نيوم» أيقنت بنجاح وتفوق أبناء وبنات الوطن في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة.
السؤال الحلم
لماذا «نيوم»؟، لأن خادم الحرمين الشريفين أيده الله، اختار جوهرة المستقبل وأيقونة «الإعجاز السعودي» «نيوم»، على غيرها من بقاع الأرض، ايماناً منه - رعاه الله - بأن شمس التغيير ستشرق يوما ما من «نيوم»، من خلال تغيير الطرق التقليدية للتجارة والأعمال، وتغيير أسلوب معيشتنا، وتغيير طريقتنا في حماية البيئة والطبيعة لتصبح «نيوم» بصمة السعوديين في «جبين» الكون، ورسالة «السعوديين» لعواصم القرار ومراكز القوى في العالم، بأن «السعودية» فاعلة ومشاركة وقائدة للإنجاز الحضاري المختلف، على كافة المستويات لتبقى بلادنا مهبط «المنجز البشري» المنافس في عقول الحالمين على مستوى البشرية، كما قال الأمير محمد بن سلمان ولي العهد: هذا المشروع فقط موقع ومكان للحالمين الذين يريدون خلق شيء جديد في هذا العالم».