المواهب المتميزة في كرة القدم المحلية أصبحت نادرة في المرحلة الحالية، ولم تعد المدارس وفرق الحواري تمد الأندية بلاعبين بجودة عالية كما كان يحدث في السابق، وهذه الحال دفعت بعض الأندية الرياضية إلى الاتجاه لإنشاء أكاديميات تقوم بتأسيس اللاعبين في مقتبل العمر على أساسيات كرة القدم وتدريبهم وتجهيزهم من النواحي البدنية والفنية والغذائية للمشاركة مع الفئات السنية في الأندية ليتم صقل مواهبهم وفرزهم واختيارالأفضل منهم لتمثيل الفريق الأول في تلك الأندية؛ ولكن كل هذه الخطوات لم تأت ثمارها في العقد الأخير من الزمن، ووجدنا الأندية تعتمد على المحترف الأجنبي في الكثير من المراكز المهمة في الفريق مثل رأس الحربة وحارس المرمى وصانع اللعب مما يؤثر سلبيًا على المنتخبات الوطنية لقلة الخيارات في هذه المراكز المهمة من اللاعبين المحليين، ويخطئ من يرى أن وجود ثمانية محترفين أجانب في الدوري السعودي له علاقة بعدم بروز مواهب سعودية بجودة عالية لكون هذا العدد موجودًا في دوريات العالم الكبرى بل ويزيد عنه، والمواهب تتكون في الأكاديميات وتصقل في الفئات السنية للأندية، وإذا كانت بجودة عالية ستفرض نفسها على الفرق الأولى في الأندية حتى مع وجود ثمانية محترفين أجانب.
إذاً التركيز في العمل يجب أن يكون على الأكاديميات الرياضية والفئات السنية في الأندية، ففيهما يتم اكتشاف المواهب الشابة وتأسيسها وصقل مواهبها.
ولتحقيق هذا الهدف فقد يكون من المناسب تحفيز القطاع الخاص في العمل على إنشاء أاكاديميات رياضية وتعليمية شاملة تكون مخصصة لمن يملكون الموهبة في كرة القدم، يتلقون فيها تعليمهم الدارسي ويتم تأسيسهم كلاعبين كرة قدم وصقل مواهبهم والاهتمام بتغذيتهم وكل احتياجاتهم ومن ثم تقديمهم للأندية الرياضية مع رفع مستويات دوريات الفئات السنية من النواحي الفنية والتنظيمية لتحقيق الهدف المنشود بإبراز المواهب الشابة بجودة عالية لتستفيد منها الكرة السعودية، ومن الممكن تعميم هذه التجربة إأذا نجحت على بقية الألعاب الجماعية الأخرى.
مقترح نقدمه للجهات المعنية للنظر فيه.
والله الموفق….،
** **
- محمد المديفر