خالد بن حمد المالك
انتهتْ مشاركة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي بالهند، وبدأت زيارته ليوم واحد في اليوم التالي لاختتام اجتماعات القمة، وتحديداً في يوم الاثنين الماضي؛ وللعلاقات السعودية-الهندية تاريخ وطيد، وتعاون مشترك على الصعد كافة السياسية والاقتصادية والأمنية منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في العام 1947م بعد استقلال الهند.
* *
المملكة هي اليوم الشريك التجاري الرابع للهند، حيث تستورد نحو 20% من حاجتها للنفط من المملكة، كما تُعَدُّ المملكة ثامن أكبر سوق للصادرات الهندية، ويعمل في المملكة حوالي 3.5 مليون هندي، وهي أكبر جالية أجنبية تعمل في المملكة، وأكثر عمالة في تحويلاتها المالية إلى بلدها، حيث تحوِّل ما مقداره 11 مليار دولار.
* *
وزيارة الأمير محمد بن سلمان للهند هي ثاني زيارة لسموه، فقد سبق له زيارتها في العام 2019م، وتأتي هذه الزيارة ضمن الاهتمام السعودي-الهندي في تطوير العلاقات بين البلدين، والتركيز على القواسم المشتركة بين المملكة والهند التي يمثل المسلمون فيها ما نسبته 14% من معدل عدد السكان، حيث يبلغ عدد السكان المسلمين في الهند 172 مليون نسمة، وهي بذلك ثاني أكبر تجمع سكاني للمسلمين في العالم بعد إندونيسيا.
* *
بدأت زيارة ولي العهد بلقاء جمعه برئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو في القصر الرئاسي (راشتر ابتي بهوان) بنيودلهي، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمي لسموه، وإقامة مأدبة عشاء ألقى كل من سموه ورئيسة الهند كلمة خلال حفل العشاء أكدا على أهمية العلاقات وتعميق التعاون الثنائي والارتقاء به إلى آفاق أوسع، منوهَيْن بالزيارات المتبادلة ودورها البارز في تعزيز العلاقات الثنائية ومجالات التعاون، وما سيحققه تأسيس مجلس الشراكة السعودي-الهندي من أثر كبير في العلاقات بين الدولتين.
* *
وفي المقابل، فقد كان هناك لقاء لسموه مع رئيس وزراء جمهورية الهند ناريندرا مودي في قصر حيدر آباد بنيودلهي، وخلال اللقاء ألقى ولي العهد كلمة قال فيها إن الهند بلد صديق، والعلاقات التاريخية طويلة جداً بين العرب والهند، وبين السعودية والهند، وأنها علاقات مفيدة لكلا البلدين، مضيفاً بأنه لم يكن هناك خلاف بتاتاً طوال تاريخ هذه العلاقات، بل كان هناك تعاون لبناء مستقبل شعوبنا، وخلق الفرص.
* *
وقال سموه خلال الزيارة إن البلدين يعملان الآن على الفرص القادمة في المستقبل، وأنه يوجد الكثير من الأجندة التي يتم العمل عليها، وأن الأمل من خلال مجلس الشراكة الإستراتيجي السعودي -الهندي أن يتم تحقيق هذه المستهدفات في القطاعات كافة، وأنها واعدة للغاية، مضيفاً بأن للجالية الهندية دور كبير جداً في النمو الاقتصادي في المملكة، وأنها تمثل 7% من تعداد سكان المملكة، ونعتبرهم جزءاً منَّا، نراعيهم كما نراعي المواطنين.
* *
وهكذا تكون الزيارة قد عززت من العلاقات الثنائية التاريخية بين بلدينا، وفتحت آفاقًا جديدة للشراكات القادمة في جميع المجالات.
- يتبع -