مها محمد الشريف
من أجل تحقيق أهداف مشتركة، فإن التركيز على التواصل سيحفز على مبادرات وقرارات تحقق نتائج مدهشة، فخلال قمة العشرين، تم توقيع اتفاقية لإنشاء ممر اقتصادي دولي جديد يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، وكان ذلك بحضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ضمن زيارته إلى الهند لحضور قمة مجموعة العشرين حيث وقعت المملكة عددًا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة مع عددٍ من الدول المشاركة في القمة، فضلًا عن توقيع اتفاقية لإنشاء ممر اقتصادي عالمي.
عند اختيار الأهداف يكون التركيز على معيار أساسي يبدو أكثر فاعلية لأنه يتمتع بالكفاءة، و20دولة من أكبر اقتصادات العالم، تشاركها أهم المنظمات العالمية في الاقتصاد والتجارة الدولية، لديها قدرة استثنائية للاستثمار والتعاملات التجارية وزخم كبير من التأثير، تمثل 65 % من سكان العالم، بالإضافة إلى 84 % من الناتج المحلي للاقتصاد العالمي، وهي تستحوذ على 79 % من حجم التجارة العالمي، وتضم كل دول مجلس الأمن وكل دول مجموعة السبع وكل أعضاء مجموعة بريكس، وتعقد قمة مجموعة العشرين اجتماعًا سنويًّا ورئاسة دورية بين الدول، وتتحرك لأمام إذا أصبحت المهام واضحة فالمجموعة تركز على الاقتصاد بشكل عام.
وكذلك تمتلك الضرورة الاستراتيجية المهمة عند التخطيط للمستقبل، في كل مرحلة من مراحل الأزمات المهددة للاقتصاد العالمي ونموه، وتناقش تغير المناخ، وكيفية تقليل الآثار السلبية للحرب الروسية الأوكرانية، وتقليل الفقر في العالم، وركزت المجموعة على نمو الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية وتنظيم أسواق المال العالمية وتقوية النظام المالي العالمي وتعزير آليات الرقابة عليها، وتحقيق نمو دائم ومستمر ومتوازن للاقتصاد العالمي وتعزيز فرص التشغيل والتوظيف، والحد من البطالة، والتغيير المناخي، سياسات التنمية، وأسواق العمل وقوانينها، نشر التقنية، والهجرة وقضية اللجوء ومحاربة الإرهاب.
وفي كثير من الأحيان يكون تحرك العالم بأسرع ما يمكن، في ظل حضور الإحساس بالضرورة، حيث تمتلئ الأفكار بالاستراتيجيات المناسبة لكل الاحتمالات، وهكذا قادت المملكة برنامجًا ماليًّا طموحًا لمجموعة العشرين استهدف تخفيف أضرار الجوائح خاصة، وفي قمة هذا العام دعت إلى صياغة نظام اقتصادي عالمي يتسم بنمو متوازن ومستمر، وهو الأعلى نموًّا بين دول مجموعة العشرين، بمنجزات ضخمة ترتبط بـ «رؤية 2030» وتأثيراتها الملموسة، فالأمر ليست رؤية عظيمة أبهرت العالم فقط. بل حققت الكثير من المكاسب السياسية والاقتصادية ومن هذه المكاسب ما تحقق على أرض الواقع من إنجازات هائلة، ومن ثم توقيع مذكرة تفاهم لمشروع اقتصادي كبير بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، تتويجًا لعمل شهور.
ولذا، فالسعودية اليوم وبعد إطلاق رؤية 2030 تتوافق وبشكل مباشر مع أهداف مجموعة العشرين الدول الأكثر تطورًا في العالم، بحكم مكانتها الاقتصادية وقيادتها للدول المصدرة للطاقة لعبت دورًا أساسيًّا في تحقيق الاستقرار الاقتصادي الدولي، وبالنظر لهذه التقييمات في قائمة النجاح ساهمت في تعزيز التنمية المستدامة وتمكين المرأة وتعزيز رأس المال البشري وجذب الاستثمارات.
على ضوء ذلك، تميزت الجهود بالأهمية والعمق في اتفاق جديد لتوسيع العلاقات التجارية والأمنية، لخلق حراكٍ اقتصاديٍّ من بداية إنشائه حتى تشغيله في المستقبل، ويهدف إلى توفير روابط لوجستية بين الدول المشاركة فيه لتحقيق التكامل الاقتصادي، والارتقاء بالبنى التحتية من خلال بناء شبكات طرق وسكك حديدية وتطوير الموانئ لزيادة تدفق السلع بين الدول وتعزيز التبادل التجاري فيما بينها، وقد تحققت نجاحات كبرى لقمة العشرين لهذا العام 2023 بشراكة استراتيجية لجميع الدول المشاركة فيه، وإنشاء الممر الاقتصادي الذي يربط بين الشرق والغرب بمشاركة دول الخليج فكل ما يحدث تجاوز التغيير إلى تحولات استراتيجية جديدة تسهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرةٍ للقارات، من خلال موقع المملكة الذي يربط قارتي آسيا بأوروبا.