سهام القحطاني
«نحاول أن لا نعمل إلا مع الحالمين الذين يريدون خلق شيء جديد في هذا العالم»
سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود
-1 المثلث الذهبي.
من الصحراء إلى الفضاء حكاية ليست كالحكايات، أسطورة في زمن غياب الأساطير، ومعجزة في زمن لا معجزات؛ فعندما تخترق حكايات البطولات والإنجازات حاجز الصوت والضوء فنحن ها هنا كما قلت سابقاً أمام أسطورة ومعجزة لا بالمعنى الرمزي فقط بل والقيمة المضافة لتلك الرمزية لمثلث القدرة؛ القدرة على الحلم، القدرة على التخطيط، القدرة على التنفيذ. هذا المثلث الذهبي الذي أصبح علامة حضارية خاصة بالسعودية والسعوديين، والذي أبهر العالم، وما يزال يبهره كل يوم بشروق منجزات تُضيء نهار وليل العالم.
لكن هذه ليست بداية أسطورة الحلم وإن كان فصلاً مهماً ترعاه شمس المنجزات العظيمة، فللحلم جذور تمتد عبر عقود تبدأ قبل ثلاثة وتسعين عاماً وحلم المُخلّص المنتظر.
-2 المُخلِص المنتظر.
من قبل.
الليل هو الليل والنهار هو النهار، لكن هاهنا الحياةَ بدون أحلام، يتساوى الليل والنهار في صحراء قاحلة تمتص عرق المكافحين لكن لا زرع ولا حصاد، براثن الخوف تطبعُ آثارها على وجه الصحراء الصامت بلا ملامح.
وتدور الأيام تحت مظلة شمس وقمر الصحراء لا فرق بين ليل ونهار، فعطش الألم يزداد يوماً بعد يوم والأكفُّ كل ليلة ينعكس ظلها في السماء، لتشق أصوات الدعاء والابتهالات جوف الليل تناجي ظل المُخلِّص وتنتظره.
هو حلم لكنه ليس مستحيلاً ويترقب الجميع على أطراف الصحراء الحلم المنتظر.
فارس ملثمّ يشق ظلمة المجهول يحمل سيف الخلاص والأمل والحياة لصحراء طال عليها ليل الأوجاع، ثم تشرق شمس الخلاص يقودها صوت النجاة «المُلك لله ثم لعبد العزيز».
وبعد.
تمرّ الأيام تنشرُ السلامَ و الأمنَ و الخيرَ تحت قيادة المُخلّص الذي كان حلماً و تحقق.
هذا الحلم الذي حوّل الصحراء إلى غابات نخيل تغازل السماء، والأخوة الأعداء إلى وحدة وطنية يباركها مبدأ العدل والمساواة بين الجميع، والتطرف إلى وسطية اندماج ومشاركة، وحدة وطنية سطعت محبةً وولاءً في سماء العالم.
وحدة وطنية ظلت عبر السنوات حلماً مستحيلاً لكنها أصبحت مع خير قيادة حلماً وتحقق، في ظل قيادة عظيمة آمنت بأن إنسان هذه الأرض المباركة باختلافاته المذهبية والفكرية والعرقية هو الثروة الحقيقية الذي سيحقق كل حلم وإن كان في غيب الآخرين مستحيلاً.
وحدة وطنية بين المواطن وقيادته الرشيدة، مواطنة تستظل تحت سماء قيادة كان وما يزال أمن الإنسان وكرامته وحقوقه ورفاهيته أول الميثاق وآخره.
تمر الأيام تحت راية الخير بسيفين ونخلة رمز القوة والنماء لتغيّر كل شيء، فقمر كل ليلة يُضيئ بحلم.
لتشرق شمس كل يوم وقد تحقق ذلك الحلم بإنجاز ينمو هنا و يزهو هناك، لنظل نحلم ونحقق لا مستحيل في قاموس همتنا بقيادتنا العظيمة المباركة.
-3 زمن القائد المُلِهم.
وتمضي الأيامُ عبر الأجيال.
بقيادة عظيمةٍ آمنت بمواطن هذه الأرض المباركة وعاهدته بأن يُصبحَ شمسَ نهضة في فضاء الدنيا تعلو وتتساوى مع النجوم وتقاسمت معه حلم التحقيق كما تقاسمت معه العهد، ألم يقل القائد المُلِهم «إن طموحنا عنان السماء» قول لم يظل مجرد حروف تتناقله الأخبار، بل تحوّل إلى واقع على صفحة الفضاء ملء السمع والبصر.
في زمن القائد المُلِهم نعيش بحمد الله مع قيادة عظيمة حلِمت وحلِمنا معها، أحلاماً لا يُقيدها منطق الزمان والمكان وشواهد التاريخ خير برهان.
قبل عقود حلِمت بنهضة تحوّل الصحراء إلى رياض حضارة لا تغيب عنها النهضة وتحقق الحلم المستحيل الذي أشرك به الكثير في مشارق الأرض ومغاربها.
واليوم ها هي رؤية النور والخير تشق غيب المستحيل لتقود حلماً للتحليق نحو الفضاء محطمة أصنام الوهم، بأن الفضاء للكبار فقط، وأنه مستوطنة مطوبة باسم المستعمرين القدامى، الذين مازالوا يعيشون في ضلالهم القديم، بأنهم أباطرة الأرض والفضاء، ولم يُدركوا بعد أن المهبط المبارك كل يوم في علو.
رؤية قلبت ميزان القوى العالمية أرضاً وفضاءً، بفضل طموح القائد المُلِهم لنقتحم بكل فخر بدايات المستقبل القادم والحضارة الجديدة، ونحقق حلماً، ضحك منه الجاهلون وظنوه أضغاث أحلام.
لكن حلماً كان مستحيلاً بمقاييس المتكاسلين ومغيبي الطموح، الذين فشلوا في قراءة فاتحة هذه الدولة العظمى التي لم تؤمن يوماً بكلمة المستحيل.
وها هو الابن سر أبيه وكما هو حفيد سرّ جده، مازال وسيظل مؤمناً بالفاتحة الأولى لا حلم مستحيل على التحقيق.
«مبدأه نحلم ونحقق»؛ لأننا قادرون على الطموح، قادرون على التعلّم، قادرون على المشاركة والمنافسة العالمية، قادرون على جودة الإنجاز، ولأننا شعب جبار لا يؤمن بالمستحيل، فالقدرة مفتاح المعجزات.
هذا المبدأ الذي يؤمن به القائد المُلهم هو الذي حقق لنا حلم الريادة العربية في التحليق حو الفضاء، هذا الأمر الذي كان قبل سنوات قليلة من المعجزات وأحلام المستحيل، لكن بعد توفيق الله وبفضل طموح القائد المُلِهم وبقدرات أبناء وبنات هذه الدولة العظمى الذي لا مستحيل في قاموسهم أصبحت المعجزة حقيقة والحلم أصدق واقعاً.
وماتزال الحكاية في أولها، لا أدوار بطولة فيها إلا «للحالمين الذين يريدون خلق شيء جديد في هذا العالم» كما قال القائد المُلهم.