إيمان حمود الشمري
كان ومازال التراث مصدر قوتنا وفخرنا وتمسكنا بجذورنا، فنحن نتعرف على أنفسنا من خلال تاريخنا، إذ يعتبر التاريخ أرشيف بطولات، ومصدر بيانات ومعلومات، رسمت ملامح العهد السعودي القديم، وبوصلة ترشدنا للعهد الجديد، وتجعلنا نقيس مراحل التطور التي نعيشها، والتي هي امتداد لمراحل متسلسلة منذ أن بدأنا وحتى يومنا هذا.
حظي التراث باهتمام بالغ ضمن رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وشملت عدة عمليات ترميم واسعة النطاق في المناطق التاريخية في محاولة لتوثيق المواقع الأثرية، وكشفت المملكة عن كنوز وطنية أعيد تسليط الضوء عليها من جديد، لذا عندما نتجول بالأماكن التاريخية مثل الدرعية وتحديداً حي طريف، يُهيأ لنا أننا نسمع أصوات الأبطال وهم يتقاتلون مع العدوعلى أرضها، وحينما نتجول بمتحف حي طريف ونشاهد تفاصيل تاريخ الدولة السعودية بجميع مراحلها نشعر أننا نتصفح مجلداً كبيراً يحمل أرشيفاً كاملاً عن تاريخنا وتفاصيل حياة السابقين، ابتداءً من الأواني والأسلحة المستخدمة والأزياء، وشجرة العائلة المالكة وغيرها من تفاصيل تاريخ المملكة العريق، تلك البلد التي هي هبة من الله إلينا.
21 دولة منتخبة، مهمتها دراسة اقتراحات الدول الراغبة في إدراج مواقعها في قائمة التراث العالمي ومساعدة الخبراء لرفع التقارير حول المواقع.
وتقديم التقييم النهائي للحسم في قرار إدراج المواقع المقترحة ضمن قائمة التراث العالمي.
وتستضيف المملكة حالياً الدورة الـ45 للجنة التراث العالمي التابعة لـ»اليونسكو»، التي سينتج عنها تسجيل مواقع أثرية جديدة، حيث ستنطلق من الرياض وتتزامن مع قمة العلا العالمية للآثار في شهر سبتمبر الجاري، والتي تعد حدثاً دولياً يهدف إلى مناقشة وتعزيز الحفاظ على التراث الثقافي والآثار العالمية.
جاء انعقاد المؤتمر بعد انتخاب لجنة التراث العالمي المملكة رئيساً للدورة الجديدة الموسعة للجنة التراث العالمي، وستترأس اللجنة صاحبة السمو الأميرة هيفاء المقرن، المندوبة الدائمة للمملكة العربية السعودية في منظمة اليونسكو، وسيقوم المشاركون في أعمال اللجنة بزيارة ثلاثة مواقع ضمن أهم المواقع السعودية الستة المدرجة في قائمة اليونسكو، وهي: حي الطريف التاريخي في الدرعية، وواحة الأحساء شرق المملكة، وموقع الحِجر في محافظة العُلا.
وتضم قائمة التراث العالمي 1157 موقعاً تراثياً منتشرة في 167 دولة حول العالم، تشمل قصوراً تاريخية، وغابات، وآثاروغيرها من بينها أماكن تراثية في أراضي المملكة.
خفايا وخبايا تاريخية وأثرية عريقة، تبذل المملكة جهوداً كبيرة لدعمها، وكتابات جدارية ونقوش محفورة على الصخور يتم فك رموزها بالاستعانة مع أهم خبراء الآثار من داخل وخارج السعودية.
تاريخ شامخ يسندنا بالوقوف ومستقبل باهر ينتظرنا، ونعده بالمزيد من الأمجاد التي سنسطرها.