دهام بن عواد الدهام
هلّ علينا شهر سبتمبر الحالي (شهر في ثناياه يومنا الوطني الذي صنعه ماضٍ تليدٌ وحاضرٌ مجيدٌ) بحراك على مستويات مختلفة في كافة الأصعدة، وقبل أن أسبر أحداثاً هي صناعة سعودية، لعلي أرطب الأجواء بتباشير المهتمين بالأنواء والأحوال الجوية بدخول نجم سهيل تفاؤلاً بموسم ماطر إن شاء الله يعيد بسمة الإخضرار إلى محيا هذه الصحراء الأبية.
شارك سمو وزير الخارجية في قمة (بريكس) التي عقدت مؤخراً في جنوب إفريقيا وأعلنت هذه المنظمة موافقتها على انضمام المملكة بالعضوية الكاملة لها ضمن مجموعة من الدول، اتبع هذا الإعلان تصريحٌ لسمو وزير الخارجية تضمن ترحيب المملكة بدراسة فكرة الانضمام وفقاً لرؤى ومتطلبات المملكة ومصالحها من خطوة الانضمام، أشبع المحللون والمتابعون تصريحات سموه بكثير من التكهنات والتحليل وما يمكن أن يكون عليه موقف المملكة وفقاً للأجندة السياسية والاقتصادية للمجموعة وما يمكن أن يكون من الضوابط أو المكاسب لكن غاب عن بعضهم أن خطوات المملكة إقليمياً ودولياً ليس من باب الترف السياسي أو المحاصصة لكنها تُدرس بعناية واهتمام قيادتنا أيدها الله ويديرها سمو ولي العهد الأمين بشيء من التأني وكثير من الحكمة خاصة وأن المملكة رقمٌ صعبٌ إقليمياً ودولياً.
علاقتنا تمتد من الصين إلى الأرجنتين ومن شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها وتسعى من خلال هذه العلاقات للنهضة والتنمية داخلياً وتسخر هذه المكانة والعلاقات الدولية لصنع مقومات سلام عالمي أيضاً إلى جانب الحرص بالمصالح الوطنية العليا، استقبلت واستضافت مسؤولين أطرافاً في الصراع الروسي الأوكراني لوضع حلول ترسي قواعد السلام، كما استمرت باستضافة أطراف الصراع السوداني إيماناً من هذه القيادة لأهمية السودان في الجسد العربي ولإيجاد الحلول لإنهاء معاناة الشعب السوداني الإنسانية والسياسية ومقدراته ووحدته من هذا الصراع وأن تحفظ السودان الدولة من الانقسام والتشرذم وفي خضم هذه التحركات المحمودة كانت مشاركة سمو ولي العهد سلمه الله في قمة العشرين التي عقدت في إندونيسيا ومشاركته في الحوار غير الرسمي لقادة الدول الأعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي في المحيط الهادي الذي عقد في بانكوك وكثير من التحركات والفعاليات التي تهدف إلى ترسيخ الدور السعودي الإقليمي والدولي بوضوح الأهداف والمرتكزات ولعلي أعرج بالإشارة إلى خطوات داخلية ذات بعد دولي مثل نجاح موسم الحج الماضي بقدرات تنظيمية هائلة وما أعلنه سمو ولي العهد مؤخراً المتمثل بالإعلان عن تأسيس المملكة لمنظمة عالمية للمياه مقرها الرياض تهدف إلى تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي ومن خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والبحوث والتطوير لضمان استدامة موارد المياه ولتأكيد دور المملكة في التصدي لتحديات المياه حول العالم والتزامها بقضايا الاستدامة البيئية، كما أعلن سموه الكريم المخطط العام للمراكز اللوجستية الذي يهدف إلى تطوير البيئة التحتية للقطاع اللوجستي في المملكة وتعزيز مكانتها كواجهة استثمارية رائدة ومركز لوجستي عالمي (يتوسط القارات الثلاث) بعد حضاري بقيادته الحكيمة ومن خلال رؤية شاملة 2030 لوضع المملكة بالمكانة اللائقة بهذا البلد العظيم حتى من خلال أدواتها ومقدراتها الناعمة من خلال استقطاب السياحة من خلال تطوير البنية السياحية الأساسية لمناطق أثرية تاريخية وسواحل وجزر خلابة، كما كانت الخطوة الجريئة في المجال الرياضي من خلال استقطاب أبرز لاعبي كرة القدم العالميين للمشاركة ضمن الدوري السعودي والذي تسابقت عليه محطات تلفزيونية وصحافة عالمية لتغطيته كما توج هذا الحراك باستضافة المملكة لبطولة العالم للأندية لكرة القدم بعد أقدم نادي الهلال السعودي المستويات المشرفة على الساحة الآسيوية وفي البطولة الماضية للأندية أبطال العالم حين احتل وصافة بطل العالم كما يمتد هذا الاهتمام والحراك إلى الساحة العالمية من خلال الاندماج مع منظمة الجولف الأمريكية وإقامة البطولات العالمية والذي من المتوقع إقامة التصفيات المؤهلة لنهاية الألعاب الأولمبية السعودية بلعبة الجولف قريباً وتمتد أنشطة الحراك السعودي في معرض سيتي اسكيب الذي سيقام في الرياض هذا الشهر، طلاب وطالبات سعوديون يرفعون راية الوطن في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة (آسيف 2022) وبالحصول على 94 جائزة عالمية تترجم هذا التفوق المحمود لأبناء الوطن استشرافاً لإيمانهم بنجاعة ووضوح رؤية 2030.
هذه التحركات الدولية والمحلية وبشكلها الموجز لابد للمراقب والمتابع أن يضعها في أولويات طرق التقدم والنجاح بعون الله لخير هذا الوطن والعالم.
قبل الختام..
لعلي بمسيري الرياضة وأي هيئات ومؤسسات ذات علاقة بالشأن الرياضي إيلاء البنية التحتية للمنشآت الرياضية اهتماماً أكبر في ظل هذا الوهج العالمي لمتابعة السعودية الدولة والرياضة بشكل خاص إضافة إلى الاستثمار في إنشاء الأكاديميات الرياضية في جميع مناطق المملكة واستقطاب النشء سواء من داخل المملكة أو من الخارج (تنشئة تدريب استثمار).
يومك يا وطن غالي حب
ورثته من أبي أورثه لعيالي