د. محمد عبدالله الخازم
في الرياض يوجد مركز الملك سلمان الاجتماعي يخدم كبار السن وقد أسس كمبادرة لتكريم خادم الحرمين الشريفين، حينما كان أميراً للرياض وافتتح عام 1417هـ، وفي الباحة أسست جمعية إكرام الأهلية للمسنين. تلك الأبرز وهناك مؤسسات أخرى تخدم هذه الفئة الغالية، بغض النظر عن المسميات وطبيعة الخدمات التي تقدمها كل منها. على غرار ذلك، أسأل ماهي المبادرات التي قدمتها مدينة جدة في هذا الشأن؟ متى نرى مركزاً مماثلاً وأفضل في ثاني أكبر مدن بلادنا ونسبة المسنين فيها تتجاوز الـ 5 % من سكانها قياساً على الإحصاءات الوطنية. هذه النسبة تتزايد ومع ارتفاع نسب التعليم والرفاه تتزايد اجتياجاتهم ومتطلباتهم. أي أننا لا نتطرق فقط إلى نسبة تحتاج رعاية صحية تمريضية بل إلى نسبة - من الجنسين- تتنوع احتياجاتها مابين اجتماعية وترفيهية وثقافية ورياضية وغيرها.
الاقتراح الذي أطالب أهالي جدة تبنيه، بالذات تجارها وأعيانها ومؤسساتها المختلفة، هو المبادرة بتأسيس مركز الأمير خالد الفيصل لكبار السن. مع ترك المسمى النهائي الرسمي لما يختارونه. إدارياً، قد يكون تحت مظلة جمعية أهلية تؤسس لهذا الغرض وبالتالي يحصل على الاعترافات والدعم المطلوب من قبل وزارة الموارد البشرية والشؤون الاجتماعية وأمانة المدينة والجهات الأخرى، وفق أنظمتها الداعمة في هذا الشأن. ولا ننسى بأنه توجد في منطقة مكة المكرمة خمس جامعات حكومية وأخرى أهلية، وتوجد قطاعات صحية واجتماعية وثقافية عملاقة، ستكون رافداً في تقديم ما يحتاجه المركز من دعم علمي وفني واستشاري. بالطبع نقدر وجود عيادات أو مراكز فردية مهتمة بهذا الشأن في جدة، لكن ليس في الحجم والشمولية التي نطمح بوجودها في مركز خالد الفيصل لكبار السن، المقترح.
بحكم تخصصي المهني وخبراتي والمراجع ذات العلاقة، أستطيع وضع تصورات وتفاصيل أخرى لما يجب أن يكون عليه مثل ذلك المركز، لكن هذه مقالة تقدم فكرة ولا تفرض رؤية فنية مفصلة ومحددة. التفاصيل أمرها سهل طالما تم القبول والاتفاق على الفكرة. هناك مبررات عديدة لاقتراحي إطلاق اسم سمو الأمير خالد الفيصل على ذلك المركز، فسموه أحد رجالات الدولة والتنمية الذين خدموها في مواقع مختلفة على مدى أكثر من خمسين عاماً، وفي منطقة مكة المكرمة تحديداً خدمها سموه كأميرٍ لها على مدى ستة عشر عاماً، باستثناء مرحلة قصيرة كان فيها وزيراً للتعليم. إضافة إلى أن سموه ذو علاقة دائمة بمثل هذه الأعمال، حيث أسهم ورعى ودعم ولازال العديد من المؤسسات الأهلية والخيرية وغير الربحية محلياً وعربياً وإسلامياً، عبر مبادرات شخصية أكثر من كونها متطلبات وظيفة روتينية يقوم بها سموه. من هنا ليس غريباً اقتراح مثل هذا التكريم الرمزي بتأسيس مركز يحمل اسم سموه، حفظه الله.
أعلم تواضع سمو الأمير خالد الفيصل وكونه لا يعمل لينتظر المكافأة لذلك أنا لا أقترح هناك مكافأة بقدر ما أقترح تقديراً رمزياً، رغم استحقاق سموه ماهو أكثر. وأرجو أن يكون هذا المقترح محفزاً ودافعاً لأهالي منطقة مكة ومحبيه سرعة المبادرة بدعم الفكرة، وتأسيس المركز الذي نرجوه أحد الشواهد الحضارية بمدينة جدة، وربما بفروع مستقبلية في مدن المنطقة الأخرى.
الخلاصة، كبار السن في مدينة جدة يستحقون وجود مركز يخدم احتياجاتهم وخالد الفيصل صاحب البصمات الكبرى في تنمية الوطن والسيرة العطرة في دعم العمل الأهلي والخيري يستحق تكريماً رمزياً بتسمية مثل هذا المشروع باسمه الكريم.