ناهد الأغا
المجدُ للوطن الأشم الذي يحتفل بكل فخر واعتزاز بيومه الوطني الثالث والتسعين، والمجد يليق بالوطن الغالي إذ يستعيد بكل نقاء وطهارة مسيرة البناء والإنجاز بهمة شعب حر موحد كريم متلاحم مع حكمة القيادة الحصيفة الرشيدة.
حقا إنَّ هذا اليوم ليس مجرد مناسبة وطنية عابرة، يُكرس يوما واحدا للاحتفاء بها، ثم تمضي، إنما هو تعبيرٌ دائم عن الحرية، والديمقراطية، والعزة، والكرامة، والإباء، وهو الإصرار المستمر على مواصلة العطاء الذي بدأه الأجداد، والآباء، إبداعاً بعد إبداع، وتميزاً إثر تميز، وإضافة نوعية للإنجازات، تلي ما قبلها، وتؤسس لما بعدها، حتى النهاية.
الوطن الكبير يا من أحببته وعشقت ذرات ترابه، ونسمات هوائه منذ الصِبا فأنت الحب الذي لا يتوقف، والعطاء الذي لا ينضب، نستلهم في هذا اليوم ما ينطوي عليه من قيم سامية وغايات نبيلة، كخدمة للوطن، وإعلاء مكانته وصيانة وحدته،والمحافظة على وحدته ومقوماته، والحفاظ على قدسيته ومقدساته، وتعزيز نهضته، ورؤيته الواثقة.
يَا سائلاً عَن موطني وبلادي
ومفتشًا عن موطن الْأَجْدَاد
وطني بِهِ الْبَيْتُ الْحَرَام وطيبة
وَبِه رسول الحق خير منادي
وطني بِه الشرع الْمُطَهِّر حَاكِم
بالحق ينهي ثورة الأحقاد
وَطَنِي عزيز فيه كل محبة
تَعْلُو وتسمو فوق كل سواد
وَطَنِي يَسِير الْخَيْرُ فِي أرجائه
ويعم رغم براثن الحساد
قَوْمٌ بَغَوْا وتجبروا فِي أرضنا
وَرَمَوْا بِسَهْم الْمَوْت قَلْب بِلَادِي
لكنها رغم المصاعب هَامَة
تَعْلُو بدعوة مَعْشَرَ الْعِبَادِ
مُسْتَمْسِكِين بدينهم وتوجهوا
لِلَّهِ ذِي الْإِكْرَامِ والأمجاد
أَنْ يَحْفَظَ الشَّعْب الْكَرِيم وَأَرْضِه
ويديم أمن الدين والأجساد
ويرد كيد الكائدين بنحرهم
ويعيد مِن ضَلُّوا لنهج الهادي
صدق بوح الشاعر حمود الغانم، وشعوره وإيمانه بوطنه وأرضه وقدسيته، ومن أُكرمت هذه البطحاء وأهلها بأن ولاهم الله أمرها وقيادة ركبها، والمضي بها إلى أعالي المجد والكبرياء.
وكم أجد جميلا الوقوف جليا أمام أبيات شعرية جميلة جاست في وجدان شعراء سعوديين أفذاذ، قالوها بلسانهم العفوي والشعبي، باللهجة النبطية، وهو يتغزلون ويمدحون أجمل المعشوق والمحبوب، وطنهم العزيز والغالي المملكة العربية السعودية الغراء، فكم لأبيات سمو الأمير الشاعر خالد الفيصل «دايم السيف» في قصيدته ((أنا السعودي)) من عزة ورفع شأن بالغ في أعماق النفس، حينما أنشد قائلا:
أنا السّعودي رايتي رمز الإسلام
وأنا العرب واصل العروبة بلادي
وأنا سليل المجد من بدأ الأيام
الناس تشهد لي ويشهد جهادي
دستوري القرآن قانون ونظام
وسنة نبي الله لنا خير هادي
امشي على الدّنيا وأنا رافع الهام
وأفخر على العالم وأنا أجني حصادي
إذا تأخّر بعضهم رحت قدّام
وإذا توارى خايفٍ قمت بادي
بلادنا منار الهدى، ونور السالكين في دياجير مظلمة منذ فجر التاريخ، أرضٌ كرامة وتضحية وفداء، وعزيمة وحزم وعزم، بالأمس واليوم والغد، فيه حكاية الآباء والأجداد، الذين امتزجت قطرات دمائهم وحبات عرقهم بتراب هذه الأرض الطيبة، وروته لتشيد بناء الوطن العتيد بأرضه وأبنائه، والحرص على بقاء رايته مرفوعة عالية خفاقة بشموخ الجبال السامقة المرتفعة، ويبقى الوطن عزيزا منيعا حصينا بعون من الله العلي العزيز، الذي أعز هذه البلاد وكرمها بعظيم جوده وفضله، واستذكر مرددا أبيات الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن آل سعود:
الله الأول وعزك يا الوطن ثاني
لأهل الجزيرة سلام وللملك طاعة
حنا جنود الحرس للقايد الباني
رمحه ودرعه وكف الشيخ وذراعه
مثل السيوف البواتر وان جنى الجاني
يضرب بها ارقاب من بالدار طماعة
من بان عبد العزيز وصبحنا باني
ما عاد نقبل ظلام الليل لو ساعة
في السلم يشهد لنا عمر الاوطاني
وفي الحرب لأرواحنا للموات بياع
مبارك يوم عيدك الوطن الكبير، العزيز في الوجدان، مواصلا ًالسير في ركاب المجد والفخر، بنصر وتوفيق من الله العزيز الجبار، وحكمة قيادة أمينة لما مضى وما سيأتي، ووعي شعب محب لأرضه وأمته وتاريخه وإرثه وموروثه.