انتهت بنهاية يوم أمس فترة الانتقالات الصيفية والتي شهدنا فيها عدداً من الصفقات العالمية والإضافات التاريخية التي تمت لدورينا قد يطول الحديث عنها، ولكن الملفت بالنسبة لي هو انتقال بعض اللاعبين السعوديين والذين يُعدّون ركيزة مع أنديتهم بسبب رغبة مدرب النادي بذلك، وهنا ليست المشكلة لكونه من الطبيعي والمنطق أن يتم الأخذ بتوصيات المدير الفني بذلك، ولكن المشكلة أن يتم الأخذ بتوصية المدرب على قرارات استراتيحية ومصيرية كتلك وتتم إقالته أو يستقيل خلال نفس الموسم، وإن أردنا استعراض بعض الحالات فنجد بأن على رأس القائمة يأتي النجم محمد الدعيع بنهاية موسم 2009 والذي أبلغه المدرب جيريتس بأنه لن يعتمد عليه في الموسم القادم على الرغم من أنه قد بدأ في ذلك الوقت مفاوضاته لتدريب المنتخب المغربي والكل يعلم بأنه لن يستمر للموسم الثاني كاملاً وهذا ماحصل عند رحيله بعد خروج الهلال من بطولة آسيا لنخسر بذلك استمرارية أعظم حراس آسيا نتيجة قرار مدرب لم يستمر بعد قراره أكثر من أربعة أشهر.
وذات الحال ينطبق على نادي الشباب ومدربه برودوم والذي حقق معه النادي بطولة الدوري دون أي خسارة ليأتي في الموسم الذي يليه ويطالب بإبعاد هداف الفريق ناصر الشمراني والمهاجم مختار فلاتة وبيع عقد المهاجم تيجالي ليرحل بعد هذا القرار بأسابيع قليلة ليخسر بعدها النادي هذا الثلاثي الهداف، واستمرت تلك الحالات حتى وصلنا إلى هذا الموسم حيث نرى رغبة مدرب الاتحاد سانتو برحيل الثلاثي البيشي والعبود والشمراني في ظل حاجة الاتحاد لتعزيز صفوفه بالمحليين ولاضمان لبقاء المدرب مع الفريق، وختاماً مع الهلال ومدربه جيسوس الذي أصرّ على التعاقد مع حارس أجنبي في ظل تواجد نخبة من أفضل حراس الدوري بالفريق ليخلق بعد هذا القرار حالة من الإرباك داخل النادي بعد خروج الحارسين من النادي لضمان فرصة المشاركة بشكل أساسي، وإن عدنا إلى العقد الذي يربط الهلال بالمدرب نجده لموسم واحد فقط وعلى الأغلب لن يتم تجديده إذا استمر حتى نهاية الموسم لعدة أسباب يأتي أهمها أنه عُرِف عن جيسوس عدم الاستقرار مع أي نادٍ لأكثر من موسم واحد أو أقل، ومن خلال هذه الأمثلة يأتي سؤالي الذي أود طرحه منذ زمن طويل لماذا نتعامل مع المدربين على أنهم باقون على الرغم من أن الإدارة قبل غيرها تعلم بأنه لايوجد مدرب في دورينا ومع الأندية ذات النصيب الأوفر من البطولات يبقى لديها مدرب لموسمين كاملين على الأقل؟ كيف لهذه الإدارات أن تثق بأي مدرب لدرجة تجعلها تقبل منه مثل تلك القرارات وهي التي لاتستطيع أن تثق به بعد خسارته لبعض المباريات لتسارع بإقالته, هل تملك أنديتنا صبراً كصبر ليفربول على كلوب وارتيتا مع أرسنال للقيام بتلك التضحيات والتي قد تضرّ الفريق على المدى القريب؟ الجواب بكل تأكيد لا، إذن فتلك الإدارات بدأت بالشكل الصحيح بالاستجابة لهذه القرارات وستنهيه بالشكل الخاطئ لتصبح المحصلة أن ما أقدمت عليه خطأ وخطأ كبير جداً يصعب معالجته أو حتى تداركه.
رسالتي : أحسنوا الاختيار وتحملوا القرار فالثقة لاتتجزأ، فإن بلغت ثقتكم بمدرب أن تقبلوا منه رحيل أبرز اللاعبين فمن الأولى أن تستمر ثقتكم به عند أي هزة تحُل بالفريق.
** **
محمد العويفير