مها محمد الشريف
عندما سألت وكالة «برس أسوسيشن» وزيرة التعليم البريطانية «غيليان كيغان» عمَّا إذا كانت الاختبارات التقليدية بالقلم والورق ستبقى معتمدة في الامتحانات، أجابت: «هناك طرق لإجراء الاختبارات بالاعتماد على أجهزة الكومبيوتر»، فهل تقصد الوزيرة أن مرحلة التطوير والإطار الجديد للاختيارات والتوجيهات تعتبر مكوناً رئيسياً في بناء المناهج التعليمية واكتساب القدرة على تنظيم العمل والتفكير باستخدام التقنيات المعلوماتية الحديثة؟.
أم أن منطلق التطور ووسائل العلم الحديثة فرضت نفسها لتظل علاقة التعلم بالذكاء الاصطناعي علاقة دمج التقنيات والممارسات الحديثة من أجل تحسين التجربة التعليمية الشاملة التي تعتبر مساراً للتحول العملي للواقع الذي يولد الأفكار الجديدة مع أدوات العصر الحديث، وأتمتة المهام الإدارية، مثل تقدير الواجبات وتقديم الملاحظات، وتطوير مخرجات التعلم، بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات كبيرة من البيانات لتحديد الأنماط والرؤى التي يمكن أن تفيد في تطوير إستراتيجيات وسياسات تعليمية جديدة.
لقد أصبح الاستثمار فيه من أبرز أهداف وتطلعات المملكة العربية السعودية في مختلف مؤسساتها وقطاعاتها، ومن أهمها قطاع التعليم، كجزء لا يتجزأ من رؤية المملكة 2030 فالإنسان هو الذي يكوّن العالم على حسب مطالبه ويسعى ليرى تأثير العالم فيه وفي مصيره، فالعقول السابقة كانت مخترعة وتركت للعالم حقائق مقبولة عند عامة الناس وانحصرت قيمتها في النتائج التي تعلموها فكانت أوسع نطاقاً من الواقع لأنها حسمت جميع العلوم بمواد فكرية تثري المنهج العلمي وأكملته بالفلسفة والاستنباط المنطقي.
ويعتبر نظام التعليم في المملكة متطورًا وحديثًا مقارنة بالدول العربية، وقد مر بمراحل عديدة حتى وصل إلى درجة عالية لمسايرة البناء والتقدم ويوفر قدراً هائلاً من الأبحاث والمصادر الأكثر إيجابية، والتطوير الذي تشهده المملكة في جميع المجالات، يعتبر مرحلة إنتاج تسعى دائماً للتفوق، حيث تولي الدولة اهتمامًا كبيرًا بالتعليم وقد وضعت الخطط الكفيلة بنهضته وتطوره حتى يواكب أحدث النظم التعليمية في العالم.
بوصف هذا التطور بناءً لمفاهيم التحولات والرهانات التي تواجه المجتمعات في بعدها المحلي والكوني وبوصفها أيضاً تأملاً نقدياً في العلم ونتائجه، أصبح المنهج العملي لتلك العلوم اتجاهاً وموقفاً وأوليات ومبادئ وغايات. وهذا ما وصلت إليه الجهود من أجل مستقبل زاخر بدراسات متأنية عميقة لرفع كفاءة التعليم في المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 وتطوير المناهج والخطط الدراسية وتطويرها.
فهناك العديد من الأمثلة على الأدوات والمنصات التعليمية الناجحة التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي المستخدمة حالياً وتعتبر نقلة مدروسة إلى مرحلة جديدة من مراحل التطور الذي يتناسب مع رؤية 2030 وكيفية تنظيم العلم والعمل، وإيثار مباهج الحياة وتثقيف النفس وتنمية الشخصية، لأن الإنسان بصفته موجوداً عاقلاً يريد بالضرورة أن تبلغ قواه تمام النماء، حيث تسعفه في تحقيق غايات مختلفة، وبذلك يكون التأكيد على أهمية الذات باعتبارها وعياً وقدرات في المعرفة وبناء النظريات الملائمة للحرية الإنسانية مع الآلية العلمية، حينها تنشأ واجبات الإنسان نحو نفسه ومجتمعه.
كل ذلك يمنح القدرة على إحداث ثورة في طريقة تفكيرنا في التعليم، والانتقال إلى ما هو أبعد من مواضيع مدرسية عادية، اليوم نعايش رؤية طموحة شهد لها العالم بوافر من التقدير والإشادة، وقد رسمت خطوطها وأهدافها بدقة وإتقان، والكل يشارك في التطور والمواكبة من مبدأ القناعة والإيمان بالنجاح وستكون البداية من داخل المدرسة وخارجها متوخين المكتسبات وتطوير الكفايات والقدرات المنهجية والمعرفية التواصلية والارتقاء بالتعليم ليشد الانتباه ويفتح لمن حوله آفاقاً جديدة، وذلك بوفرة الخيارات وتعدد المهارات والمواد التي يجدها المرء في الخطط التعليمية الحديثة.