ليلى أمين السيف
آسرني اليوم موقف حدث لي مع زميلتي في العمل.. المفترض أن العمل يبدأ السابعة إلا خمس دقائق.. وحضرت في وقتي فأنا عادة لا أحب لا أن آتي مبكرة أو أتاخر في عملي ولو حتى دقيقة.. أعطيهم حقهم وآخذ حقي.. وكان من عادة زميلتي الحضور خمس إلى عشر دقائق أبكر تصعد لقسم آخر لتأخذ التقرير عما حدث ليلاً..
جئت ولم تأتِ هي مبكرة كعادتها.. صعدت للقسم الآخر في الدور الأعلى وكتبت التقرير ثم جهزت القهوة السويدية..
وبدأت في تجهيز بعض الأمور وبعد عشر دقائق اضطررت للاتصال بها من تلفوني الخاص وليس تلفون العمل للتأكد من أنها قادمة.. قالت إنها لم تنتبه للوقت وكانت تعتقد أنها مبكرة ساعة. وعدتني بالمجئ سريعاً فهي تعيش في قرية تبعد عنا حوالي 40 كيلو متراً.. لكنني طلبت منها ألا تسرع.
عندما جاءت كنت تقريباً قد أنهيت كل العمل لوحدي الذي لا يتطلب وجود شخصين.. شكرتني بشدة وأبلغتني أنها تحب العمل معي.. وأخبرتها أنني تدبرت أمري لوحدي ولم يعلم أحد بتأخرها..
الأمر الذي آسرني بها أنها قالت إنها ستعوض ذلك بعدم أخذ راحتها فقلت لها لكنني أنهيت العمل ومن حقك الراحه لم يأتِ أحد ليعمل بدلاً منك. قالت إذاً خذي ساعة ونامي بها بدلاً من نصف ساعتك أنت حيث أصبح لدي ساعة كاملة. في الحقيقه الساعة الـ8 والنصف كنا قد انتهينا من كل شيء وفي العادة ينتهي زملاؤنا ويكونون بعدد 3 أو أربع موظفات الساعة التاسعة أو التاسعة والنصف. ونحن فقط اثنتان أخذنا على عاتقنا عمل القسم كاملاً..
ذهبت للنوم في فترة راحتي ولكنني استيقظت على رائحة جميلة ووجدتها خبزت كوكيز بالزبيب لذيذ جداً وبالطبع كان لنزلائنا الكرام حيث يتناولونه مع كوب من القهوة ولكننا استمتعنا معهم بقرقشة كم حبة مع احتساء كوب من القهوة.. ثم قالت لي خلينا ننتهي من الغداء ويمكنك بعدها أداء صلاتك بهدوء. وفي نهاية دوامنا أوصلتني لبيتي بعد أن أعطتني من مزرعتها كيسين من الخبز العضوي الذي خبزته أمها وتفاحاً وكمثرى وتوت أزرق وأحمر من مزرعتهم..
هذا الامتنان لموقف بسيط جعلني أقارن بينه وبين كثيرات ممن عملت معهن سابقاً ووجدتهن للأسف الشديد لسن فقط ناكرات للجميل ولكن أيضاً كاذبات ومؤذيات.. فقد أردت لهن النجاح والوصول وأردن هدمي وتدميري..
فشتان بين الأمرين..
والحمدلله أن وفقني الله لزميلات عمل طيبات في هذه الغربة فسبحانه الذي أجّل مكافأتي حين أكون لوحدي في بلد غريب ولغة غريبة ودين غريب وزملاء عمل جديدات بثقافات مختلفة فالحمدلله على عطاياه المدهشة والتي قد تأتي متأخرة حسب اعتقادنا ولكنها تأتي منسجمة مع ظروفنا..