منصور بن صالح العُمري
وحين تفتح نافذة الذكريات، لتطل على باحة الماضي الذي مررت بين أطلاله وسلكت دروبه بخطواتك المتقاربة صغيراً ثم الوثابة كبيراً وتستعيد صور وجوه عايشتها، منهم من رحل ومنهم من يفتح مثلك نافذته بين آن وآخر، تقلّب أوراق المواقف معهم، منهم من آذاك ومنهم من ظلمته، منهم من أعانك ومنهم من ساندته، منهم من أحببت أوقاتك معه ومنهم من قضيتها على مضض. تود لو أنك تستطيع القفز من نافذتك لتعيد رسم بعض خطواتك لتصحح أخطاءك. تبتسم تارة بإشراق سعيد ويرتسم الوجوم على محيَّاك لحظات أخرى. وقد توفق لذلك في قادم خطواتك لا فيما مضى منها. ولكن تذكر أنك ستقف يوماً ما لتطل على أيامك كلها إطلالة أخيرة، حيث لا مجال للتصحيح، فإما حبور وسرور أو حسرة وندم. ولن يكون تقييم المواقف سارها وضارها باختيارك وتقديرك، بل بحكم أعدل الحاكمين الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين أو يراك حيث لا يحب أن تكون. الآن حين تغلق نافذتك تعود لترسم خطوات أخرى ثم تلقي بها من هذه النافذة لتلتقي بها لاحقاً، أما نافذتك الأخيرة فلن تقودك إلى معاقرة ما تنوي مجدداً، حيث تأخذك خطاك إما إلى جنة أو نار. ولا زالت صحيفتك تقبل التدوين فسطِّر ما تراه يناسبك.