عبد الله سليمان الطليان
الفنتازيا هي معالجة إبداعية خارجية عن المألوف في الواقع المعاش، تعد نوعاً أدبياً يعتمد على السحر وغيره من الأشياء الخارقة للطبيعة كعنصر أساسي للحبكة الروائية في الثقافة الشعبية، كالفنتازيا الأدبية المأخوذة من العصور الوسطى، التي شكلت إلهاماً لعدد من الكتاب والفنانين والسينمائيين والموسيقيين في الكثير من الأعمال التي قاموا بها.
ولعل العمل السينمائي هو الأبرز في هذا من حيث الإنتاج الذي شهد زخماً وكثافةً في الأعمال، ذات المحتوى التي فيها من السحر والأساطير الخرافية، وقد استخدمت فيها وسائل وخدع سنيمائية مبهرة، جعل من تلك الأفلام مشوقة وجذابة إلى حدٍّ كبير، ويمكن الإشارة إلى فيلم (سيد الخواتم) وكذلك فيلم (هاري بوتر) كمثال على هذا، نجد هناك إقبالاً وشغفاً لمشاهدتها ومتابعتها لدى المجتمعات الغربية، وكذلك بقية الشعوب في أنحاء العالم.
الملاحظ في بعض هذه الأفلام تصويرها أحياناً على أنها من ثقافة الشعوب الغربية واعتبارها أساطير شعبية تمثل هذه الشعوب في عهد العصور الوسطى الذي يعتبر مرحلة انحطاط في الفكر لدى هذه الشعوب، لهذه الأفلام أثر في توجيه عقلية المشاهد وترسيخ فكرة ذهنية تقوم على التفوق العرقي في البطولة والشجاعة الخارقة مع تلميح عنصري أحياناً، يتضح هذا في شخصية (طرزان) التي تدعو إلى التعجب المضحك والمستغرب من خلال أن ذلك (الرجل الأبيض) الذي يعيش في الأدغال يواجه وحوش الغابة بقوة وبسالة خارقة، والمثير للتعجب أيضاً هو أن بعض العلماء الغربيين المستكشفين في مجال علم الإنسان والطبيعة يسخرون ويحتقرون من أساطير الشعوب الأخرى، بينما الأساطير والخرافات الشعبية الغربية في نظرهم أنها تعتبر عنصراً ثقافياً مهماً يسرح بعقلية المشاهد في أجواء خيالية مسلية وممتعة، وهذا بسبب امتلاك صناعة سنيمائية قوية لها إمكانيات ضخمة التي تفتقر إليها الشعوب غير الغربية، التي لا تمتلك إلا صناعة سنيمائية ضعيفة التجهيز والإخراج. ندرك تمام الإدراك أن تلك الأساطير والخرافات غير المألوفة لها أثر ثقافي على المشاهد أو المتابع وهي مسلية وممتعة بحق ولكن تبقى حقيقة أن هذه الأساطير ليست مقصورة على الشعوب الغربية، فلدى الشعوب غير الغربية تراث من الأساطير الشعبية تفتخر بها، لكنها غير منتشرة فهي محصورة في داخل محيط تلك الشعوب.
أخيراً نشير لماذا هذا الاهتمام الغربي بتلك الأساطير والخرافات؟ لنجد الإجابة التي تقول إنها تدر أرباحاً كبيرة في صناعة السينما اليوم.