محمد العبدالوهاب
كما توقعت وقلت وكتبت بمقالي السابق.. بأن مواجهة الاتحاد والهلال ستكون (شعلة) الانطلاقة نحو مصاف الدوريات الأقوى عالمياً .. بيد أن ماتناقلته القنوات الفضائية حول العالم عن اللقاء وأحداثه الماتعة من الجمال والإبداع لحد الإشباع.. تجعلني لا أدعها -بالنسبة لي- أن تمر مرور الكرام.. دون أن يكون لي وقفة معها حتى لو بعض الكلام، كانت أمسية كروية شيقة بالرقي والفن والإثارة كمستوى ونتيجة..تسيدها العميد في البداية وتمكن سيطرةً ومهارة ومتعة وبتسجيل وفرة من الأهداف، يصعب على أي خصم كسر الفارق فما بالكم بقلبها لصالحه, جاءت وبمثابة (بالون) اختبار عن قدرة الزعيم العودة من جديد والتي جاءت هي الأخرى أشبه بالامتحان، فاجتازها بتوهج وبكل إبهار سواء بمعزوفة الألحان أو بكسر الأوتار - قصدي - الفارق وقلب النتيجة لصالحه بكل ديناميكية وجمال، ليؤكد الفريقان الكبيران تحقيق جزء من أحلامنا بأن يرتقي دورينا لمسمى الأقوى عالمياً
* * * *
امتداداً للحديث نفسه ومن حيث الجمال والتميز والإبداع المرتقب، فقد استمتعنا عبر منصات السوشال ميديا المتعددة بمقاطع فيديوهات عن -كلاسيكو الوطن- والدوري السعودي بشكل عام وصدى مكانته من حيث المتابعة وتفاعل الشعوب الكروية العالمية بأحداثه، إحداها مع نجم ريال مدريد (فينيسيوس) يدعم ويؤازر رفيق دربه السابق بنزيما، وأخرى بالنجم البرازيلي خوسيه يتحدث عن الدوري السعودي وتأثيره على العالم، بينما كان هناك مشجعون برتغاليون في إحدى المقاهي يتحدثون عن جمالية أحد الأهداف، وأخيراً مطار الأرجنتين وعلى طريقة - يحدث الآن - تعرض على الشاشات كلاسيكو الهلال والاتحاد، مما يعكس مدى انتشار الدوري السعودي وأصدائه عالمياً.
* * * *
ماذا دهاك يالرياض؟
أن تخسر مباراة أو أكثر فتلك ليست بالمشكلة، فجميع فرق العالم تتعرض لها .. لكن أن تظهر بصورة مهزوزة ومستوى متواضع وهزيل في وقت لايزال محبو الفريق يشعرون بنشوة التأهل لمكانه الطبيعي كواحد من الكبار، فأعتقد تلك هي المصيبة، والتي تعكس حقيقة حال مدرسة الوسطى منذ أن تم التفريط بوجوه واعدة وأخرى تم ركنها على دكة الاحتياط رغم إسهامهم المباشر في تأهل الفريق, وياليت كان البديل هو الأفضل بل المفجع برجيع أندية (ربما) لن يجدوا موطئ قدم لهم في فرق بالدرجة الثالثة فما بالكم بدوري محترفين.
ففي الوقت الذي أحترم فيه قرارات إدارة النادي وعلى رأسهم الرئيس الخلوق بندر المقيل، بإعادة الفريق الكبير الرياض بعد انتشاله من الدرجة الثانية إلى يلو إلى روشن، في زمن لايتجاوز الثلاثة مواسم كإنجاز - غير مسبوق - في عهد إدارات النادي منذ عشرين عاماً، إلا أنه وبهذه الفترة تحديداً بدأ الهدوء والتراخي ينتابها, ربما يكون لقلة الدعم المادي من وزارة الرياضة (المستغرب) دورٌ في ذلك، أو أن ابتعاد رجالاته عنه في وقت أحوج مايكون بوقفتهم معه سبباً آخر، كل الأمنيات والتطلعات بأن تتجاوز مدرسة الوسطى الخلل الفني بالفريق أولاً، خصوصاً بهذه الفترة التي تشهد التوقف الدولي، الذي جاء مكسباً لإدارة الفريق بإعادة وترتيب أوراقها المقلوبة رأساً على عقب.
* * * *
آخر المطاف
قالوا:
أصحاب الأنفس العظيمة دائماً مايواجهون مقاومة عنيفة من أصحاب العقول البسيطة.