د.شامان حامد
سكان الكرة الأرضية قد تخطوا 7.888 مليار عام 2021م، بناتج محلي إجمالي 96.51 تريليونUSD، يعيش نصفهم في الحضر.. ووفقاً لبيانات البنك الدولي عام 2021م، ستصل نسبتهم إلى 60 % بحلول عام 2030م، كان سكان الدول العربية للمدن ما يقارب 59 % عام 2019م بمعدل أعلى من المتوسط العالمي.
للمدن دور كبير في التنمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة منذ اعتماد الأهداف عام 2015، وتحقيق الهدف الحادي عشر الذي ينص على جعل المدن آمنة وشاملة ومرنة ومستدامة بحلول عام 2030. فمدن المستقبل هي التي ستشكّل عالمنا القادم وفقاً لقواعد الحداثة والعصرنة الرقمية القائمة على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء التي يستخدمها السكان فيها بكثافة معرفية ومعلوماتية لتحسين الخدمات الحكومية والتنمية الاقتصادية ونوعية الحياة، بل وستؤدي إلى أتمتة العملية التنظيمية للمدن، وهذا يوفر الوقت والجهد ويجنب الأخطاء المكلفة أيضًا، حيث دخل العالم سباقًا محمومًا على بناء المدن الذكية Smart Cities، جاعلًا التوجه إلى المدن الذكية في هذا القرن خيارًا حتمياً تشرئب إليه الأعناق بعد أن فرضت التغيرات الديموغرافية والثورة التكنولوجية نفسها على العالم واكتظَّت المدن بالسكان؛ لذا فالمدن الذكية تُعدُ بمثابة السهل الممتنع في حيّزها وعالمها الافتراضي، ليكون التحدي الأكبر في تصميم المدن الذكية وجود كثير من البيانات المُتاحة، التي لا يمكننا فهم تأثيرها على بعضها بعضًا، لهذا نلاحظ في كثير من المدن الحديثة عملية دمج بين الذكاء الاصطناعي والقطاعات الخدمية، مما يوسع دائرة المعرفة التي يعوّل عليها في تبنّي سياسات ومخططات مُدن تضم مجتمعات بشرية ضخمة تجمع ما بين رأس المال البشري والاجتماعي والبنية الرقمية والمعلوماتية.
وهناك تحذيرات متزايدة مما يطلق عليها «الجغرافيا غير المتكافئة» لنشاط الذكاء الاصطناعي، وفق دراسات عدة وجد أن اللجوء للذكاء الاصطناعي في مجال تحديث المدن لا يسير بشكل متوازن كونه يتركز بشكل كبير في عدد صغير من المدن الثرية، كما وُجد في المدن الساحلية الغنية للولايات المتحدة مما قد يُؤدي لاتساع الفجوة العالمية، ورغم ذلك هناك مؤشرات دولية تُساعد في تحول المدن التقليدية إلى ذكية عبر خمسة مرتكزات رئيسة هي: البنية التحتية، والشمولية في الخدمات، وجودة الحياة، والاستدامة البيئية، واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات التي حققت فيها السعودية كمثال مراكز متقدمة وفق اتحاد (ITU) عام 2023م، إذ حصلت على المركز الثاني دول g20 والرابع عالميًا في جاهزية التنظيمات الرقمية، برز منها في المنطقة العربية 24 مدينة من أصل 115 ترَكّز 46 % منها في (السعودية، والإمارات، وقطر). وسيسكنها أكثر من ثلثي سكان العالم المدن الذكية بحلول عام 2070م لكن بشرط بناء مجتمع معرفي يمكن اندماجه ويُجاري حجم تبادل المعلومات الهائل مثلما كان إجراء أول تجربة ناجحة بالمملكة على مستوى العالم بتوفير تغطية شبكات g5 عبر المنصات عالية الارتفاع (5G HAPS)، مما أثر على زيادة الاهتمام بالاستدامة والركائز الثلاث لها، وهي: الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مع زيادة فرص تحسين الكفاءة في عمليات التصنيع وتعزيز ربحية الأعمال، ومدينة نيوم تخطت ذلك.