عبده الأسمري
اعتلى «صروح» القصص واستلهم «طموح» الذات فكان «المشفوع» ببراهين «الأسبقية» و«المسجوع» بدلائل الأحقية في مساحات «الأغلبية» ضمن «أعمدة» الأدب و«أرصدة» الثقافة.
أضاء «مشاعل» الإبداع وأوقد «قناديل» الإمتاع حتى جعل «طائر العشا» يروي حكايات «القرى» وظلت «حكايته تبدأ هكذا» قصصاً قصيرة ملأ بها القلوب بالمعاني المستنيرة وأبهج «ذاكرة الوطن» بالمقالات الجديرة وبات «الخبز والصمت» وجهين لمعادلة قصصية استوطنت الأذواق.
توشمت خلايا جسده بروح القرية وتوشحت ثنايا سيرته ببوح الهوية فكان ابن قريته البار وأديب الوطن السار الذي اكتملت «سيرته» بدراً فأنارت «مسارب» التساؤلات ونثرت «الدهشة أمام انتظار المتلقي ورسخت «الاندهاش» حول انتصار النقد.
إنه الكاتب والقاص الأديب محمد علي علوان رحمه الله أحد أبرز القاصين والأدباء في الوطن والخليج.
بوجه جنوبي الملامح وطني المطامح تتجلى منه «سمات» الرقي وتتعالى وسطه «صفات» الارتقاء وتقاسيم أصيلة قوامها المروءة ومقامها الشهامة وعينان لامعتان تسطعان بنظرات «التروي» ولمحات «الإمعان» وشخصية جميلة الطباع نبيلة الطبع أنيقة الوصال شيقة التواصل وكاريزما تتقاطر منها «دماثة» الأخلاق وتتسطر وسطها «وراثة» الفضائل وصوت جهوري يتسامى من «مخزون» ثقافي مذهل ويسمو من «مكنون» أدبي فاخر يعتمد على «جمال» اللفظ ويتعامد على «جميل» القول تتوارد منه عبارات متقنة واعتبارات مقننة قضى علوان من عمره «عقوداً» وهو يؤسس «أركان» القصة ويرسخ «أصول» الرواية ويكتب «فصول» المقالة قاصاً فريداً وكاتباً سديداً وروائياً صنديداً حفر اسمه في متون «المعارف» وأبقى وسمه في شؤون «المشارف».
في أبها درة الصيف وجوهرة المصائف ولد في مساء شتوي عام 1370 وانتثر «أريج» الخبر المبارك في أركان حيه «العامر» بالألفة و»الغامر» بالتآلف المسكون بعبير «الفرح» وأثير «السرور «ودوت «المواويل» الجنوبية في منزل والده «الوجيه» والتحفت القرى المجاورة نسمات «البهجة» في منازل «العسيريين» المفعمة بالكرم والجود.
نشأ بين والدين كريمين حيث أسبغ والده عليه بموجبات «النصح» وعزائم «التوجيه» وفرشت والدته دربه بورد «الدعاء» وزهر «العطاء» فكبر وفي قلبه «رياحين» الصفاء ووسط وجدانه «عناوين» الوفاء.
ركض صغيراً بين الهضاب ملتحفاً «الضباب» مردداً «الأناشيد» الجنوبية متوشحاً «الزي» العسيري المطرز بإرث الانتماء وجال مع أقرانه بين أحياء «الخشع» و»شمسان» و»القابل» مستنشقاً نسيم «الحقول» وتعتقت نفسه بأنفاس «الريحان» و»الشذاب» وتشربت روحه نفائس «الحنين» بين منازل «الطين» ومرابع «الطيبين».
ارتهن طفلاً لتقاسيم «العفوية» في سحن البسطاء وسط حوانيت بلدته وظل يرتقب «أصوات» الترحيب من «حناجر» الأجاويد و»أصداء» الرحابة في «صدور» الصناديد في «ملاحم» ترسخت في «أعماقه فظل يكتب في كشكوله «الصغير» أولى القصص بحبر «الطفولة» وجبر «البطولة» من ثنايا «نبوغ» باكر أسر الناظرين وجذب السامعين من أبناء قبيلته وسلالة عشيرته.
ارتبط بالدراسة وولى «قبلة» أحلامه «شطر» التفوق وظل يحصد «الامتياز» في شهادات النجاح وينال «الاعتزاز» في مراسم الاحتفال التي ملأت منزل أسرته مع مواسم التحصيل..
تفاجأ خلال هذه السنين المضيئة بالابتهاج بأولى «عثرات» الحياة و»عقبات» الظروف حيث تجرع ويلات «المرض «بالقلب وأجريت له عملية قلب مفتوح وعمره 12 سنة.
لزم والده كثيراً وظل ينتهل من «معين» تجاربه ورافقه في أسفاره إلى مصر وسوريا وقضى معه وقتاً في لبنان فانعتق ذهنه من الروتين وتفتق عقله باليقين من تجارب الشعوب ونظر من «نوافذ» الاستطلاع «المشرعة» على أضواء الوعي واستمر يشحذ همته الأدبية بالقراءة والاطلاع على كنوز العلم والمعرفة في مكتبة والده الزاخرة بالمجلدات والكتب والدوريات.
مر بمحطات الحياة طاوياً «صفحات» التقليد فاتحاً «آفاق» التجديد مائلاً إلى «الحداثة» متسلحاً بالتحديث مكافحاً في دروب «التطوير الأدبي» منافحاً أمام جمود «الرؤى الأحادية» حيث واصل كتاباته المبكرة التي خرجت من «رحم» الابتكار لترى «النور» في مدارات «الضياء».
واصل تعليمه وحصل على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من كلية الآداب بجامعة الملك سعود.
بدأ حياته العملية في وزارة الإعلام منذ تخرجه عام 1394هـ وتدرج فيها حتى حصل على منصب وكيل مساعد لوزارة الإعلام للإعلام الداخلي منذ عام 1426 وعمل مشرفاً ثقافياً في عدد من الصحف والمجلات وأشرف على الصفحات الثقافية في مجلة اليمامة، وملحق جريدة الرياض الثقافي نشر وشارك في عدة أمسيات قصصية وندوات أدبية وهو عضو مؤسس بـ مؤسسة عسير للصحافة والنشر.
له عدة مؤلفات ومن أبرزها «الخبز والصمت» (قصص قصيرة) صدرت عن دار المريخ عام 1397هـ -و»الحكاية تبدأ هكذا» (قصص قصيرة)، صدرت عن دار العلوم في الرياض عام 1403هـ -و»دامسة» (قصص قصيرة) صدرت عن نادي أبها الأدبي عام 1419هـ - و»هاتف» (مجموعة قصصية) صدرت عن نادي أبها الأدبي 1434هـ - «ذاكرة الوطن» (مجموعة مقالات) صدرت عام 1414هـ.
و»إحداهن» (مجموعة قصصية) صدرت عن النادي الأدبي بالرياض عام 1439هـ و»طائر العِشا» (مجموعة قصصية) صدرت عن دار سطور عام 1440هـ -2020م. وكتب عن إنتاجه عدد من النقاد ونوقشت فيها رسالة ماجستير بعنوان «دلالة المكان في مجموعة دامسة»، لأحد الباحثين في جامعة الملك خالد.
بعد حياة حافلة بالأثر الأدبي والتأثير الثقافي والمآثر المعرفية انتقل علوان إلى رحمة الله يوم الخميس 15 صفر عام 1445 عن عمر ناهر الثالثة والسبعين عاماً وتناقلت المواقع والصحف السعودية والخليجية والعربية النبأ ووصفته بالرحيل المفاجئ ونعاه الأدباء والمثقفون وزملاء الحرف وأصدقاء القصة ورفقاء المرحلة وودعته كل الأماكن التي أسقاها بخبرته ومهارته وإنتاجه وكتب عنه وفاته وما تركه شهود «الحياد» في «شواهد» اعتمدت على «وقائع» السيرة و»مشاهد» استندت على «حقائق» المسيرة.
ظل علوان طيلة حياته منكباً على إنتاجه واضعاً «مسافات» مستوفاة من النقاش و»استيفاءات» وافية من الحوار في مساحات «الأحداث» الثقافية و»التطورات» الأدبية تاركاً في قلوب الكل وداخل أفئدة الجميع «الثناء» وعلى أكفهم «الدعاء» وفي داخلهم «الاستثناء» لأديب فارع «القامة» ومثقف «بارع» المقام».
محمد علي علوان.. القاص المبدع والأديب النوعي والكاتب المتنوع الذي أعطى للأدب عمره ووهب للمعرفة وقته فكان «المستحق» بالاحتفاء و»الحقيق «بالاحتذاء في اتجاهات الأدب وأبعاد الثقافة.