أوفى كلاسيكو الكرة السعودية بين الكبيرين الهلال والاتحاد بكامل وعوده، حيث المتعة والإثارة والأهداف والجماهير والمتابعة العالمية في كل أقطار العالم.
ونُقل الكلاسيكو الكبير عبر أكثر من 140 قناة تلفزيونية وكان حديث العالم والبرامج الغربية ووسائل التواصل الاجتماعي في أصقاع المعمورة، ولذا فقد كشفت هذه المتابعة التاريخية للكلاسيكو بُعد نظر الدولة بقيادتها الحكيمة في دعم الأندية كمشروع وطني قدمنا للعالم بالشكل الذي نتمناه في فترة وجيزة، وكشف أولئك المحتجين على دعم الرياضة وأن أهدافهم الشخصية انفضحت على الملأ، فالنجوم العالمية في الفريقين وبتحكيم أجنبي مميز فرغ وصيف العالم وبطل الدوري إلى تقديم كرة قدم في الميدان، فتألق الاتحاد في فترات وتألق الهلال في فترات أخرى وإن كان يسجل للزعيم العالمي أنه لم يهتز ولم يستسلم وهو يتأخر بثلاثية اتحادية، فلعب لاسمه وتاريخه ومواقفه ليعود في «ريمونتادا» عالمية تاريخية، كما يسجل للاتحاد أنه قدم شوطاً أول مثالياً وأسعد جماهيره بثلاثية وإن لم تدم الفرحة كثيراً.
في مساء الجمعة الجميل حضوراً وأداءً حضرت المتعة والإثارة وكشفت كثير ممن انتسبوا للإعلام فقد ظهروا كقصيري نظر ونظرة وفهم لكرة القدم الحقيقية وأحداثها وتاريخها، كما أنها فضحت محللين تحكيميين أكل عليهم الدهر وشرب ولم يعودوا يواكبون كرة القدم الحديثة والسريعة.
العالم كله يتحدث عن متعة كرة قدم حقيقية قدمها الاتحاد والهلال وفوز أي منهما في الـ114 جقيقة كان متوقعاً وممكناً، فهذه كرة القدم تحكمها تفاصيل صغيرة ودقيقة ويديرها مدربون كبار وينفذ خططهم نجوم كبار داخل الميدان، لذا نجح جيسوس وبونو في تقديم ليلة كروية ماتعة وجميلة وسعد بها عشاق المتعة والأداء الجميل وتمنوا لو أن الحكم زاد أكثر من 24 دقيقة كوقت بدل ضائع في الشوطين.
المباراة الكبرى لم تنته فقد بدأت بعد نهايتها في كل لغات العالم وفي كل وسائل الإعلام و»السوشيال ميديا».
* في حمى ليلة السبت تألق بنزيما وكانتي وحمدالله وفابينهو وكورنادو ورما من العميد، ونجح الهدافون الاتحاديون الثلاثة بهز الشباك الزرقاء بمهارة، فيما تألق من الجانب الهلالي بونو وقلبي الدفاع كولابالي وقلب الأسد البليهي وسعود في أوقات كثيرة من اللقاء ونيفيز ومالكو وسالم الذي استعاد مستواه الكبير والمثير ميشيل وإن خرج مصاباً بعد أن ساهم في قلب موازين اللقاء، أما عريس حمى ليلة السبت فقد كان الهداف الكبير ميتروفيتش الذي أعاد الزعيم العالمي للمباراة في ثلاث مناسبات فخطف نجومية اللقاء وإن كان هدفه الأول يعد الأجمل حتى الآن في الدوري وكان حديث القنوات العالمية ومحلليها العالميين.
ويسجل لجمهور الهلال والمدرب واللاعبين أنهم تعاملوا مع خطأ سافيتش في تقديمه لكرة الهدف الثالث لهداف حمدالله كخطأ عادي رغم فداحته في التوقيت والنتيجة. وهذه صفة -أقصد التعامل مع الخطأ- هي من جعلت من الهلال مختلفاً فصنع الهدف الثالث بمهارة لم يكن لو عوقب على خطئه موجوداً في اللقاء وفي أندية كثيرة يحدث ذلك ولكن لأنه الهلال التاريخ والإنجازات والخبرة فقد استعاد معنوياته ونجح في فرض نسيان خطئه بأن ساهم في الريمونتادا العالمية التاريخية.