«الجزيرة» - الرياض:
ساد جو من الحزن العميق في الوسط الفني والثقافي اليومين الماضيين، بسبب رحيل الشاعر العراقي الشهير، كريم العراقي، الذي وافته المنية فجر الجمعة، عن عمر ناهز الـ68 عاماً، بعد معاناة طويلة مع طيلة أربعة أعوام، صارع الرجل الستيني معها مرض السرطان، دون أن تفارق الابتسامة وجهه.
وكريم العراقي المولود في 18 فبراير 1955، بمنطقة الشاكرية كرادة مريم بالعاصمة بغداد، شاعر معروف له عشرات المؤلفات والأعمال الأدبية، ومن بينها الشعر الشعبي والأغنيات والمسرحيات.
كما أنه حاصل على جائزة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) لـ»أفضل أغنية إنسانية»، وذلك عن قصيدة «تذكر» التي شدا بها الفنان العراقي، كاظم الساهر.
وأصيب العراقي بمرض السرطان منذ أكثر من عام، حيث خضع لأكثر من عملية جراحية وتلقى جرعات من العلاج الكيماوي، وفقاً لتقارير إعلامية محلية.
واشتهرت أشعار كريم العراقي بشكل كبير، بسبب تعاونه مع كبار النجوم، مثل كاظم الساهر وأصالة وصابر الرباعي وماجد المهندس وعاصي الحلاني.
ولاقت الأغنيات التي قدمها مع الساهر نجاحاً كبيراً، بشكل خاص، ومن أبرزها «كل ما تكبر تحلى» و»دلع النساء» و»المستبدة».
وأكثر من 90 جرعة كيمياوي، وما يزيد عن 25 عملية جراحية، لم تجهض عزيمة أبو ضفاف»، حسب ما أكده نائب رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي في بغداد، عبدالرزاق الربيعي.
واشتهر العراقي بتأليف كلمات المئات من الأغاني، حيث تعاون مع كبار المطربين، أمثال حسين نعمة وسعدون جابر ورضا الخياط.
كما شكل ثنائياً ناجحاً مع كاظم الساهر الذي ألف له نحو 70 أغنية.
إلى ذلك، كتب الراحل الذي عُرف بقربه من الطبقة الفقيرة، قصائد وطنية عديدة انتشرت خصوصاً في فترة الحصار الاقتصادي على العراق في تسعينيات القرن الماضي. ومن أبرز تلك الأغنيات الوطنية التي ألّفها إلى جانب «الشمس شمسي» بصوت الملحن الغنائي العراقي جعفر الخفاف، «عراق الكرامة» بصوت المغنية المغربية سميرة سعيد.
كذلك اشتُهر بقصائده الحماسية الموجهة إلى المقاتلين العراقيين إبان الحرب العراقية - الإيرانية.
كما يُعد العراقي الذي بدأ مسيرته الفنية بكتابة أغاني الأطفال مطلع السبعينيات، واحداً من أهم كتّاب أدب الأطفال في العراق في مجال السيناريو والقصص والمسرحيات المخصصة للأطفال. وفي رصيده أيضاً عدد من الدواوين والألبومات الصوتية.
وحصل الراحل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد، ثم عمل معلماً في مدارس العاصمة لعدة سنوات.
أما أشهر قصائده فلا تزال دون منازع «الشمس شمسي والعراق عراقي/ ما غير الدخلاء من أخلاقي/ داس الطغاة على جميع سنابلي زمان فتفجر الإبداع من أعماقي/ أجريت في الصخر العقيم جداولا وحملت نور الله في أحداقي/ ألأنا منذ فجر الأرض ألبس خوذتي ووصيتي الفقراء فوق نطاقي.