د.عبدالعزيز بن سعود العمر
المدن يمكن أن تتوحش، ويمكن أيضا أن تتأنسن (أي ذات طابع إنساني). تتوحش المدينة عندما تزدحم بسكانها وبمركباتها وبمبانيها الاسمنتية المتلاصقة، تتوحش المدينة عندما ينفرد المهندسون والسياسيون ورجال الأعمال المؤثرون بصنع قرارات تخطيطها وتصميمها وبنائها.
من جهة أخرى تتأنسن المدينة عندما يتاح لطيف عريض من المفكرين والمبدعين والفنانين فرصة المشاركة في صنع قرارات تصميم وتخطيط مدينتهم. وعندما تكثر بها المسطحات المائية والمساحات الخضراء، وممرات المشي، وممرات عبور المشاة، وأماكن الترفيه، تتأنسن المدينة عندما تستجيب لحاجات الإنسان البيولوجية والإنسانية عموما، وعندما تستجيب لحاجات ذوي الحاجات الخاصة، الذين يقضون إجازاتهم الصيفية في مدن متعددة خارج أوطانهم يكتشفون الفارق الكبير بين المدن من حيث قربها أو بعدها عن تلبية حاجات الإنسان. معلوم أن توحش المدينة يمكن أن يكون سببًا في زيادة توتر وقلق سكانها، بل وسببًا في زيادة معدلات الجريمة. نحن سكان مدينة الرياض فخورون جدًا بعاصمتنا الحبيبة، لكننا نخشى عليها أن تنزلق نحو التوحش. ولعلي في هذه اللحظة أدعو بالرحمة لمعالي الدكتور محمد الرشيد الذي وقف بقوة وبدعم من القيادة العليا خلف اقتطاع مساحة من أرض تعليمية على شارع الملك عبدالله لتكون مضماراً للمشي أسعد كثيرا من أهل الرياض.