ناهد الأغا
الأحلام الجميلة المبهجة في رؤياها، لا تتمنى الاستيقاظ منها، ونهايتها، ويتجدد الحلم لحظة لحظة، وتفسر الرؤيا الواحدة تلو الأخرى بلا انقطاع، وتبقى الحروف والكلمات عاجزة عن الوصف، وصياغة العبارات الجزلة في وصف الحقيقة الكامنة والمُطلقة في جزم محبة الشعب الصادقة لحضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، صاحب الرؤية الثاقبة والإنجازات المتوالية، والأعمال الريادية التي تترجم على الأرض الواقع تباعاً، وتبني مجدا فوق مجد، لتضاف عزة إلى محاط الفخر والاعتزاز بأرض المملكة العربية السعودية الشماء، أقف تقديرا كلما تناهت إلى مسامعي ((شايفينك حِلْمُنَا بعيوننا))، وأذهب محلقة بواقع جميل، يبهر الجميع
شايفينك حِلْمُنَا بعيوننا
وحافرين اسْمُك
بِوَسَط قُلُوبِنَا
حَظّ عَيْن الْحُرّ
هَائِمٌ فِي سِمَاك
وَلَا نَزَلَ عالأرض
أَرْضِك مَوْطِنُه
نُقِشَ الاسم الشامخ في سويداء القلوب، وسقى القلب معنى الحياة، ورسمت الدماء صورة المحيا المشرق، وتتزين وتبهج كلما تدفقت الشرايين وخفق القلب، ويعلو ذكره في النفس، ويحلق عاليا فعاليا، كما يُحلق الصقر الحر في السماء الفسيحة المتسعة، ولا يعرف حدا ولا قيدا، ويبصر بحذاقة نحو الهدف الذي يريده، بكل عزم وتصميم، لأجل الأرض التي أحبها وأحبته، وعاش عاشقا لذرات ترابها.
ما أصدق الشعور حين يُنقشُ على أعالي الجبال الشامخة، ويرسم على ترددات مياه البحار وجريانها بين المد والجزر، ويشدد لمعانها كلما اخضرت السهول ونمت وترعرعت مزهرة يانعة، وتهطل بالخير جانية أطيب الثمار، كما تجني من شجر النخل السامقة لذيذ الثمر وأطيبها وأحبها إلى النفس، وتسطع بقوة وتعكس على رمال الصحراء الفسيحة، كأنها خيوط من الذهب، التي تتلألأ بالعين كلما أمعنت فيها النظر دون الشعور ولو لبرهة بإزاحة العين عنها، بل يزداد
مِن دِفء الصحرا
إلَى عَالِي الْجِبَال
وعاشقينك
مِنْ وُجُوهٍ الطَّيب
لنخيل وظلال
وعاشقينا
حكاية تروي اليوم عن الغد، لتكون ذكرى لقادم جميل مزدهر، تناسقت حروفه وكلماته بالأمس، تلاقت في حضرة سليل أمجاد توارثت الفخار جيلا فجيلا، فكأنما رواية بطولية صيغت على مكان وزمان، يتلاحم فيه المجد المتكئ على بقاع راسية راسخة حباها الله نعيمه بخلابة مظاهرها، وبسالة بانيها، وجهود الأُلى الميامين سالف الزمان وحاضره، ليكون الخبر قبل المبتدأ، والجُملة التامة التي يستعصي على عباقرة النُحو إعرابها وتفسيرها وكشف مكنوناتها النفيسة.
شايفينك مَجْد
جِئْنَا نكمله
مِن شواطي نَيوم
لأنوار الْعُلَا
كُلِّ خَيْرٍ كَان
مِنْ أَرْضِكَ كَرِيمٌ
وَكَان بِيَد الْخَيْر
رَاعِي الْأَوَّلَة
الخير كان وظل ولا زال ودائم بعون الله ورعايته وحفظه لأمير القلوب، وسيد الوجدان، وعمدة المجد، وعراب رؤية الخير لغد يرسم بألوان لا تعرف إلا الزهو والألق الذي لا يليق إلا به.