عرفتُ أ.د. صالح بن معيض الغامدي مبدعًا ومثقفًا وأستاذًا ومرجعًا للباحثين والباحثات في الأدب العربي الحديث والقديم كذلك، وقلَّ مَن يجمع بينهما، أما في فن السيرة الذاتية فهو فارس هذا الفن، ورائده في الأدب السعودي مع مجموعة من الزملاء والزميلات الذين تبعوه وتخصصوا فيه.
ومعرفتي به توسعت وتوثقت حينما عملتُ في اللجنة الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب، وكان سعادته مديرًا للمعرض ذلك الوقت1433 هـ ومشرفًا على كرسي الأدب السعودي في جامعة الملك سعود منذ عام 1434هـ. الذي يعد من أكثر كراسي البحث في الجامعات السعودية نشاطًا، فقد عمل على تهيئة بيئة علمية، وبحثية، واستشارية، لدراسات الأدب في السعودية، كما عزز الشراكة، بين الجامعة والمؤسسات العلمية والأكاديمية والثقافية والأندية الأدبية، فاشتركتُ في اللجان العاملة في الكرسي، وقدمتُ أوراقًا بحثية في دورتين أقامهما الكرسي بالتعاون مع النادي الأدبي بالرياض، كما اشتركتُ في ورشة إدراج الأدب السعودي في المقررات الدراسية التي رعاها الكرسي بالاشتراك مع وزارة التعليم في عام 1439هـ، ومنذ ذلك الوقت حتى الآن والدكتور صالح الغامدي يمثِّل لي الأستاذ والمعلم والمحفز للكتابة والبحث العلمي، بخبرته في الإشراف على الرسائل العلمية، أو المناقشات، وتعمقه في القراءة في القديم والحديث، حتى أن بعض عناوين أبحاثي للترقية كانت من وحي كتاباته أو مقترحاته للدراسة لطلابه وطالباته. فأرجو الله أن يجزيه خير الجزاء على ما قدَّم من علم وإرشاد للباحثين والباحثات، وقبل ذلك خدمة جامعته رئيسًا لقسم اللغة العربية ثم عميدًا لكلية الآداب بالجامعة.
** **
أ.د.كوثر محمَّد القاضي - أستاذ السرديات الحديثة بجامعة أم القرى