عدت إلى أستراليا مؤخراً بعد أداء فريضة الحج، حيث شهدت بنفسي التقدم والتطور الذي قامت به المملكة العربية السعودية في تقديم كل أنواع التيسيرات بهدف راحة الحجاج في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة والمسجد النبوي الشريف.
كانت جميع مناسك الحج سهلة وميسرة في الأداء بفضل التسهيلات والتطورات الحديثة التي وفرتها المملكة للحجاج لمساعدتهم على أداء الفريضة بكل يسر وسهولة. هذا جعلني وأهلي نشعر بالامتنان والشكر للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وعلى يقين أنني وكل الحجاج مدينون للمملكة على هذه التسهيلات، وقد لمست أيضاً الدور المتميز الذي تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية ووزيرها القوي والنشط د. عبد اللطيف آل الشيخ واهتمامه الخاص ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذي يحظى برعاية شخصية من معاليه، وكافة القائمين على البرنامج.
ولفت نظرنا أيضاً الاهتمام العظيم بالحجاج من كافة أجهزة الحكومة في المملكة مثل رجال الأمن والصحة والدفاع ورجال الدين وغيرهم.
هناك قابلت العديد من المسلمين من جميع أنحاء العالم، وفي محادثاتنا عبّر غالبية منهم عن شكرهم العميق للمملكة على رعاية راحتهم خلال فترة إقامتهم.
ووقفنا في صعيد عرفات الطاهر وأيضاً في منى تحت أشعة الشمس الحارقة، ولكن بفضل التجهيزات المريحة التي قامت بها المملكة قبل موسم الحج، شعرنا بأن الحرارة أقل بكثير. كانت المكيفات متوفرة وتعمل بكفاءة عالية في كل خيمة، وكان الماء متوفراً بكثرة. نسيت الناس اختلافاتهم الاجتماعية ليسود بينهم روح التعاطف والمحبة المخلصة. شعرت وكأنني أعيش تجربة للأخوة الصادقة التي عاشها المسلمون الأوائل بمبادرة من النبي (صلى الله عليه وسلم).
رحب المواطنون السعوديون، رجالاً ونساءً، بنا بابتسامات على وجوههم، وكان ذلك واضحاً منذ وصولنا إلى المملكة وحتى يوم مغادرتنا. كانوا مضيافين جداً وخدمونا بإنسانية وأخوة. شعرت بأن هناك تغييراً في تعاطي السعوديين مع الأجانب خاصة وأنني درست في جامعة المدينة المنورة قبل أربعين عاماً.
وجعلوني أؤمن بأن التغيير الذي يحدث في تعاطيهم مع جزء من التطورات الإيجابية التي تحدث في المملكة العربية السعودية.
علاوة على ذلك، شهدت أن المملكة عبر وزارة التجارة توفر رقابة على المتاجر للتحقق من أنها لا تفرط في تحديد أسعار السلع المباعة للحجاج المغتربين. هذه الممارسة المثالية لم أر مثيلاً لها في أي بلد آخر في تعامله مع ضيوفه.
بهذا الحد، تكفلت المملكة بضمان رفاهية ومعاملة عادلة لضيوفها. يتجلى تعليم الإسلام «احترام وإكرام الضيف» بوضوح في تعامل المملكة مع ضيوفها، خاصةً خلال موسم الحج.
أنا واثق تماماً أن الأشخاص الذين كانوا يحملون أفكاراً سلبية عن المملكة قبل رحلتهم إليها، سيعودون بصورة إيجابية عن المملكة بعد مشاهدة الحقيقة بأم عينيهم بأن المملكة تتقدم نحو الأفضل وهناك تطورات ملموسة.
خلال إقامتي هناك، رصدت بعناية النظام والبرنامج الذي تنفذه المملكة بتوجيهات وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد باشراف مباشر من معالي الوزير د. عبد اللطيف آل الشيخ في نشر رسالة الإسلام السمحة وأنه يرفض الغلو والتطرف وأن الوسطية هي سمة الإسلام التي يجب أن يعيها العالم وتسود المجتمعات.
إن المملكه كانت وما زالت تعمل بجد لنشر العقيدة والإيمان، مستمدة من القرآن الكريم وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وترفض البدع والخرافات.
صراحة، قبل أن أغادر إلى المملكة العربية السعودية، كانت لدي بعض الأفكار السلبية نتيجة تأثري بالمعلومات المغلوطة التي قرأتها عبر الإنترنت ومن أقوال الناس. ولكن بعد أن شاهدت الحقيقة بأم عيني، عدت إلى بلدي أستراليا بشعور كبير من السعادة والامتنان للمملكة، التي تشهد تحولاً إيجابيّاً كبيراً تحت قيادة حكيمة ورؤية واعية وديناميكية. وتذكرنا القرآن الكريم قائلاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} (الحجرات الآية: 6).
وكذلك الحديث النبوي: «إن كل ذي نعمة محسود».
رسالتي للجميع هي أننا يجب أن نعمل معاً كمجتمع مؤمن واحد للحفاظ على الصورة الطيبة للاسلام متمثلاً في المملكة التي مهدها مكة المكرمة.