عبد الله سليمان الطليان
كان هناك من يقول إن بناء المنزل يقوم على الفكر، وهذا صحيح الذي يأتي عن طريق مهندس معماري متمكن يهتم بالنواحي المهمة كافة في عملية الإنشاء التي توفر المكان المريح والصحي لسكانه, هذا في حالة استعان صاحب المنزل بمهندس معماري صاحب خبرة، أما إذا استعان بمهندس معماري (مش حالك) متعذراً بارتفاع التكلفة أو مجرد فقط الحصول على رخصة البناء، حتمًا سوف يكون هناك أخطاء في الإنشاء قد تظهر آثارها بعد اكتمال البناء يمكن أن تكون لها أثر في المساحة وتوزيع الغرف وتكلفة الكهرباء والتهوية الصحية، وضعف الاستفادة من البناء ككل، والتخطيط للمستقبل. ومن هنا يأتي دور الفكر في عملية التصميم، وهذا منتشر كثيراً لدينا.
عندما ينتهي المنزل ويشغله صاحبه، تبدأ الأسئلة تنهمر عليه من أقاربه وأصحابه: هل يوجد في الحي الذي أنت فيه خدمات صحية وتعليمية وبلدية ومراكز تسوق؟، هل منزلك قريب من عملك؟ وهذا هو الأهم، طبعًا هذه الأسئلة هي التي تزيد في معاناة صاحب المنزل الذي وفره بحسب إمكانياته وقدراته المالية. لنأخذ المثال في العاصمة الحبية في كيفية الوصول لمقر العمل التي تشهد ازدحماً خانقًا بفعل تزايد عدد سكان العاصمة على نحو كبير، في البداية أنت تخسر المال عندما تستهلك وقودًا وكذلك تخسر الوقت ليس بسبب الزحام فقط، إن الأمر يزداد سوءًا مع وجود تحويلات وإغلاق (بخرسانات إسمنتية) بشكل عشوائي أحياناً ولوحات إرشادية غير واضحة. وأعتقد أن (نظام تحديد المواقع GPS) يعد منقذ للكثير منا، في إحدى الدول الغربية تم تصميم شوارع تخدم المواطن بحيث وضعت المراكز الحكومية الأكثر خدمة ومراجعة للمواطن على شارع واحد من أجل توفير الوقود والوقت على مدى طويل، إن بعض الشوارع لدينا تفتقد إلى التصميم المناسب الذي لم يراع المستقبل خاصة الزيادة في الكثافة السكانية، قد تكون هناك صعوبات في توفر المساحة أو الإمكانات المالية، ولكن ندرك تمام الإدراك أن هذا الوضع الذي نحن فيه لا يخدم العمل وإنتاجيته من خلال الأثر النفسي الذي يقع من يتوجه إلى عمله ويقابل هذه المعوقات, والتي يجب أن تؤخذ في الاعتبار بجد لكي نرتقي بالإنتاج في العمل الذي يحتاج إلى الحضور المبكر بنفسية مرتاحة مقبلة عليه بجد ونشاط.
أخيراً أتمنى أن أرى ذلك المشروع الجبار الذي سوف يغير واجهة العاصمة إلى عاصمة عالمية ذات جذب سياحي من خلال إزالة الأحياء العشوائية في التخطيط والتي تشكل تشويهًا بصريًا وكذلك سكن غير صحي، فيه الأفكار التي تجعل من الوصول إلى العمل يتم في أريحية ويسر وسهولة.