رمضان جريدي العنزي
الكثير يتغنون بالمبادئ والقيم، يرسمون لوحاتها على جدار الحياة بألوان براقة وزاهية، ينظرون بها ولها، يتشدقون بملء أفواههم عن محاسنها وفضائلها، ويدعون بأنهم الأجدر والأحسن والأفضل والأكثر تمسكاً بأهدابها، لكنهم عند أول اختبار، يسقطون سقوطاً مريعاً، ويذبلون كما تذبل أوراق الشجر في فصل الخريف، وتصبح المبادئ والقيم التي يتغنون بها ويتباهون لا وزن لها ولا ميزان ولا قيمة، ويصبحون مثل الضعيف الذي فقد حجمه وتوازنه، ينكشف كذبهم، وتتعرى إدعاءاتهم الزائفة، يصبحون نرجسيين وذاتيين والأنا تصير عندهم كبيرة، تختل توازناتهم وانسجاماتهم مع حقيقة المبادئ وواقع القيم، ويبدأ عندهم الخور والضعف والهوان، أن المبادئ الزائفة ليس لها قيمة فهي تبنى على أساس جرف هار، إذ تستمد قيمتها من عقول واهية هشة مشوهة لينة، محدودة الفكر والبعد في الزمان والمكان، أن العجز الذي يعيشه البعض في المبادئ والقيم وفي التصور والتطبيق، مجرد حالة انفصام حادة يعيشونها، فالتطبيق العملي للقيم والمبادئ التي يتفوهون بها ليل نهار تصبح عندهم معدومة، إنها إشكالية عجيبة ومقلقة، أن للقيم والمبادئ أهمية عظمى، وأثرًا كبيرًا في حياة الناس، فهي تشكل المصدر الثمين، والطريق القويم، وتعكس درجة رقي الإنسان وتحضره، وكلما ارتفع الإنسان بقيمه ومبادئه دل ذلك على تطوره ورقيه وتمدنه وإنسانيته، أن المبادئ والقيم الحقيقة أشياء لا تشترى ولا تباع ولا تتجزأ وغير قابلة للنقاش، والتخلي عنها خسارة، والدفاع عنها جسارة.
وما قيمة الناس إلا في مبادئهم
لا المجد يبقى ولا الألقاب والرتب