عبد العزيز الهدلق
أغرب نقد يوجه للمدرب خورخي خيسوس أنه لا يلعب بأسلوب الهلال؟ ويسعى من يتبنى هذا الرأي إلى التقليل من قيمة العمل الفني للمدرب، واستغلال أي عثرة للفريق بتعادل أو حتى هزيمة للزعم بأن هذا عائد لابتعاد خيسوس عن اللعب بأسلوب الهلال.
فما هو أسلوب الهلال الذي يقصدونه؟
هو الاستحواذ، وتدوير الكرة، وفرض الهيمنة على وسط الميدان.
هذا الأسلوب كان يتبعه الهلال في مرحلة سابقة وانتهت.
اليوم الهلال مختلف تماماً، لا المدرب هو المدرب، ولا اللاعبون هم اللاعبون. فقد تغيرت خارطة الفريق تماماً ودخلت ثمانية عناصر جديدة، لاتعرف أسلوب الهلال السابق، وبالتالي لم يعد شيء اسمه أسلوب الهلال على أرض الواقع، بل هو أسلوب في مخيلة بعض الجماهير، تحبه ويطربها، وتريد العودة إليه.
لذلك على جماهير كبير آسيا أن تدعم فريقها ومدربها، وتنسى شيئاً اسمه أسلوب الهلال. فالأسلوب اليوم هو أسلوب خيسوس، وأسلوب نيمار وميتروفيتش ومالكوم وسافيتش. ادعموهم وسترون البطولة الآسيوية تتجدد، والعالمية تعود مرة أخرى، وربما تجدون أنفسكم في أعلى منصة الذهب، ولاعبوكم يصطفون ممراً شرفياً يصفقون لصاحب المركز الثاني، إن كان الريال، أو البرشا، أو السيتي.
تمبكتي الهلالي
كسب الهلال لاعباً كبيراً بقدرة إدارته الذكية على إبرام صفقة انتقال المدافع المتميز حسان تمبكتي بنجاح. وصاحب الصفقة ضجة كبرى مصدرها الذين كانوا يمنون أنفسهم باستقطاب اللاعب وعجزوا. ومن محاسن هذه الصفقة أنها كشفت للشبابيين الوجوه المندسة والمتغلغلة في ناديهم تحت غطاء الانتماء المزيف للشباب. فقد كانوا هم مصدر الضجيج، وكانوا يخططون لنقل اللاعب لناديهم المفضل، وكان المخطط يسير وفق ما رسموه، حتى اللحظة الأخيرة التي تراجع فيها ذلك النادي عن عرضه الذي قدمه وبدأ في تقليص بعض المميزات، وقتها دخل الهلال بسرعة وقدم عرضه الذي اقتنع به واللاعب وإدارة النادي فتم التوقيع مباشرة. وقد احترمت إدارة الشباب جدية الإدارة الهلالية ورغبتها الصادقة بعيداً عن المماطلات، والمساومات، التي انتهجها صاحب العرض الأول.
والتهنئة للطرفين للاعب وللنادي. وللجماهير الهلالية كذلك التي كسب فريقها مدافعاً عملاقاً. بعد مفاوضات اتسمت بالجدية والمصداقية والوضوح. والذكاء من جانب الإدارة الهلالية بسرعة الحسم.
زوايا
** بعض القانونيين الذين (انبرشوا) على قضية انتقال تمبكتي للهلال، وقرروا عدم قانونية الإجراءات التي تمت، هؤلاء طغت العاطفة والميول لديهم على المهنية والتخصص القانوني. فكيف يزعم قانوني متخصص بعدم صحة الانتقال وهو لم يطلع على الأوراق الرسمية؟ وجاءت النهاية لتؤكد أن أولئك تحدثوا بعواطفهم وميولهم وليس بمبادئ القانون. وقد كان حرياً بأي قانوني لم يطلع على أوراق الانتقال أن يعتذر عن إبداء الرأي، احتراماً لتخصصه.
** في زمن الصندوق والدعم الملياري للأندية واستقطابات النجوم العالميين من الصعب تقبل وجود ميشيل في القائمة الهلالية. فيما الأندية الأخرى تتمتع بلاعبين من فئة A. فميشيل نجم مميز ولكن في مرحلة ما قبل الصندوق. حيث يقابله في النصر ماني، وفي الأهلي محرز، وفي الاتحاد صلاح إذا حضر. فهل المقارنة واردة ومنصفة للهلال؟
** مهاجمة خيسوس والمطالبة بإبعاده نغمة استخدمتها بعض الجماهير الهلالية لأنها تحقق تفاعلاً وتجذب متابعين.
** محمد جحفلي لديه ميزة فنية من الصعب أن تجدها في أي لاعب آخر، عندما يحتاجه الهلال يكون جاهزاً أكثر من اللاعب الأساسي، فنياً وبدنياً وذهنياً. هذا اللاعب قدم للهلال الشيء الكثير ويستحق أن يجد من الهلاليين التقدير الذي يتوازى مع عطائه، وإخلاصه.
** الملاحظ أن موقف نادي الهلال إعلامياً في القضايا الرياضية التي يخوضها ضعيف جداً، رغم قوة موقفه قانونياً. وهذا يجعل الرأي العام يقف في صف الطرف الآخر, يجب على إدارة الهلال أن تراعي هذا الجانب، وأن تتنبه إلى أن قوة الموقف إعلامياً في أي قضية لا يقل أهمية عن قوة موقفه القانوني. فكل منهما مكمل للآخر.