كم كنت سعيداً كل السعادة خلال الفترة الماضية بتلبية دعوة رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. أحمد العامري لحضور مؤتمر للإعلام السعودي الوطني.. المؤتمر الحيوي والهام.. والذي كان يعتبر حدثاً علمياً وإعلامياً الأهم لأنه يستهدف بالدرجة الأولى:
تحقيق التأصيل العلمي والمنهجي لمفهوم الإعلام الوطني.. وبالتالي بلورة الأدوار الوطنية لوسائل الإعلام التقليدية والحديثة.. بالإضافة إلى ذلك حرصت كلية الإعلام بالجامعة بأن يناقش المؤتمر الإعلامي سبل تعزيز وتقوية دور الإعلاميين والإعلاميات الشباب في منظومة الإعلام الوطني في المملكة.. والتّركيز على الأدوار المنتظرة من القطاعات المختلفة في المجتمع السعودي..
وفي الوقت نفسه جاءت رؤية المملكة 2030 بصفة عامة لتدفع بالدور الإعلامي إلى الواجهة في ظل الأدوار المنتظرة لتعزيز الرؤية وضمان تحقيق وتأصيل أهدافها السامية كل هذه المنهجية كانت حاضرة.. للعمل على تعزيز تواجد المملكة في خارطة الإعلام الوطني المؤثر والفعال...
خاصة بعد أن أتاح المؤتمر مشاركة متحدثين من داخل المملكة وخارجها في العديد من المجالات والجهات والمعنيين بقطاع الإعلام.. بالإضافة إلى نخبة من المؤثرين في صناعة الأفلام والسينما والتواصل الاجتماعي..
وكان البرنامج العلمي للمؤتمر والذي حمل في طياته العديد من الجلسات بصفة عامة وورش العمل المتعددة في موضوعاتها وضيوفها.. الأفاضل حيث شارك في المؤتمر حوالي ( 70 ) متحدثاً من القيادات الإعلامية السعودية الأكاديمية والمهنية والنخب الثقافية والفكرية للمناقشة خلال أكثر من 16 جلسةً حوارية و4 ورشِ عمل..
كما تضمّن المؤتمر عدة جلسات تناولت الكثير من المحاور من أهمّها:
- الإعلام الوطني وتحديات الممارسة المهنية، والإعلام الوطني والتنمية المستدامة. بالإضافة إلى القوة الناعمة والعلامة الوطنية، والاستثمارات السعودية في الإعلام العابر للحدود.
- إعلام المؤسسات الحكومية، وخاصة تشكيل الرأي العام الوطني. وكذلك الدراما السعودية والقضايا الوطنية، والمسؤولية الوطنية للتأهيل الإعلامي.
- إعلام الدبلوماسية وخدمة القضايا الوطنية، ومستقبل الإعلام الحكومي، في ظل توجهات الرؤية.
- الحضور السعودي في الإعلام الأجنبي والشأن الوطني في اهتمامات مشاهير وسائل التواصل.
ومن وجهة نظر خاصة بل وما ذكره الكثير من حضوره.. بأن هذا المؤتمر قد حقق نجاحات أخرى تمثلت في الجمع ما بين الأكاديميين وأرباب المهنة وأصحاب التجارب الرائدة ضمن برنامج المؤتمر حيث كان وجودهم حافلًا بالإجابة عن العديد من التساؤلات والخروج بالرؤى المختلفة حول الكثير من الجدليات العلمية نظريًا ومهنيًا مما ستؤدي انعكاساتها على الوضع والواقع الإعلامي الذي أتوقع أن يشهد بعد هذا المؤتمر تغييراً لصالح الإعلام الوطني وغيره من وسائل الإعلام العربي.
باختصار
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برئيسها معالي د. أحمد العامري الذي تبوأ منصبها منذ فترة.. حضر لها وفي تفكيره العديد من الطموحات ومنها التّغيير بمختلف توجّهاته.. للوسطية وتطوير مايمكن تطويره.. على أن لايمسّ جوهر تأسيس وكيان جامعة رائدة تحمل اسم (الإمام محمد بن سعود ونجح في ذلك بعد أن منحه ولاة الأمر ثقتهم به.. لتحريك وتغيير أمور تحتاج وبهدوء بإحداث برامج ومؤتمرات تواكب رؤية 2030 وساهم في ذلك بإعطاء سمو الأمير الخلوق الفاضل سعد سعود آل سعود عميد كلية الإعلام والاتصال بالجامعة ومساعديه بطرح أفكار بحنكة وهدوء وكان نعم الأمين بتحقيق رغبات طلاب وطالبات الجامعة وأيضاً لمجتمع يحتاج إلى مواكبة الإعلام اليومية والتى كنا بأمسّ الحاجة لها.. إننا نعيش عصر التطوير الذي يحافظ على التّمسّك بعقيدتنا وتقاليدنا وهذا عكسته مداخلات أبنائنا وبناتنا منسوبي الكلية خلال جلسات المؤتمر والتي تستحّق الإشادة والتّقدير.. كفانا وبجيل الإعلام الحاضر انطوائية واجتهاد ساهم وللأسف في تأخير عجلة السباق الإعلامي.. اليوم نحن الآن أمام جيل نتجدّد ويتجدّد ويحلم بمستقبل يحقّ له بأن يرفع رأسه ويردّد ((ارفع رأسك أنت سعودي تحيّة وتقديراً وحماساً لمنسوبي جامعة الإمام رئيساً وعميداً ومنسوبي الكلية من إدارة وأكاديميين ولطلاب وطالبات الإعلام..
وأخيراً موجز القول إن مؤتمر الإعلام الوطني لقد حقق نجاحاً باهراً وأتمنى من هذه الجامعة الطّموحة مزيداً من هذه الأفكار التى ساهمت في تحريك ماكان راكداً وأنتظر نتائجه وانعكاساته على طلابها وطالباتها والأهم على إعلام الوطن..
والله من وراء القصد
** **
Alsheikhabdullah@yahoo.com