عبده الأسمري
يرتبط تطور المجتمع بارتفاع الوعي لدى الإنسان وارتقاء المسلك لدى الفرد وتنمية السلوك من خلال «استنارة» العقول و»إدارة» الأقوال والأفعال والتصرفات الأمر الذي يوظّف «الحضارة» بكل «الفصول» وشتى «الأصول» التي تبني صروح» التحضر» وتوظف طموح «التغير» إلى الأفضل والأمثل لبناء «مستقبل» عامر بالرقي البشري و»غدٍ» غامر بالتغير الحياتي.
في كل «مجتمع» تظهر «سلوكيات» تدعو للاستغراب وتستدعي «الاندهاش» وتثير «الغرابة» التي تتجلى من صوت «العقل» وتتعالى من صدى «الفكر» في منظومة من «الرفض» ونظام من «الاستهجان» تصدح من «أفواه» العقلاء وتتسامى من «عقول» النبلاء لتخرج في «هيئة» فكرية توظف «المنطق» وتعاكس «الأخطاء» وتطلب «الصواب» وتنشد «الهداية» وتطالب بالعقاب.
فتحت تلك «الكاميرات» الجائلة و»العدسات» المتجولة وركب «الحمقى» وجمهور «السفه» مساحات من «الحماقة» في اتجاهات مجتمعية متعددة يقوم عليها «ثلة» من السفهاء وجمع من البلداء الذين يصنعون «البؤس» وينشرون «العته» ويسخرون أنفسهم لصناعة «الغباء» الاجتماعي المثير للسخرية والذي يملأ «صفحات» الحياة «البيضاء» بسوادٍ مقيتٍ من التفاهة المنظمة والسفاهة المنتظمة.
ووفق تحليل «نفسي» ودراسة سيكولوجية لتفاصيل سلوك «الحمقى» وإبحار في أعماق شخصيات «التافهين» فإن الأمر يتعلق بعدة اتجاهات وأبعاد أدت إلى صناعة مثل هذه «المهازل» السلوكية والتي يتنافس فيها «لاهثون» وراء المال و»راكضون» خلف الشهرة و»متعطشون» لنيل الظهور وسط «تأكيدات» مهنية و»مؤكدات» تخصصية تتلخص في وجود «عقد» نقص عميقة في أنفس هذه «العينات» من البشر و»خلل» فكري في عقليات هؤلاء «الأشخاص» واعتلالات نفسية مكبوتة في العقل الباطن و»سمات» شخصية تتعلق بميولهم نحو «الهزل» وارتباطهم بالسخف وتعلقهم بالتخلف.
تعددت مراحل سلوكيات «الحمقى» التي اتخذت «أطواراً» متغيرة خلال السنوات الأخيرة ونظراً لارتباط بعضها بتصفيق «التافهين» وتشجيع «الفارغين» ودعم أصحاب المال الباحثين عن ترويج سلعهم «الكاسدة» وبيع منتجاتهم «الفاسدة» فقد تمادى الكثير من السفهاء في صناعة «التشوه البصري» وصياغة «التشويه السمعي» والإساءة إلى صفاء المجتمع بمهازل السلوك وتجاوز الأمر ذلك إلى الإمعان في إظهار «السفاهة» على حساب القيم وانتقل الموضوع ليشكل ظاهرة أطرافها من الصبية والكبار والشباب والفتيات وأبناء الذوات وبعض المنتمين إلى الأسر التجارية وآخرون من أوساط المدن وأطراف الهجر ونوع بلا جنسية ودون هوية فظلت الساحة «مختلطة» وجمعت «المتردية» و»النطيحة» و»الضائع» و»الشارد» و»المتخلف» و»الأرعن» و»الفاسد» و»المفسد» تحت مظلة «الحماقة» التي خرجت في أشكال متعددة وهيئات متجددة وأبرزت لدينا «أجيالاً» و»جموعاً» من المرضى والمختلين والمعتلين من الجنسين.
بنظرة ثاقبة ومتفحصة إلى «المتورطين» في مثل هذه السلوكيات فإنهم ينقسمون إلى عدة «فئات» و»شرائح» و»عينات» تفرقهم «السبل» ويجمعهم «الهدف» البعض منهم من «حديثي النعمة» الذي يستأجر جمعاً من «شلته» الذين يتوافقون معه في السلوك والمسلك للحصول على «الدعم اللوجستي» و»التصفيق» و»تولي مهام الإبراز والظهور» وآخرون من سلالة «أصحاب المال» الذين يكفرون بالنعم ويبددون «الأموال» في مقاطع مرئية وصوتية مثيرة للسخرية والبؤس أو ظهور بائس مكتظ بالغباء لإشهار مصاريفه أو نوع ملابسه وقيمة أغراضه ونوع ثالث قد يدخل في «الأمور الدينية» بحثاً عن الشهرة وآخرون قد يتمادون في «تصرفات» مشينة مخلة بالآداب والقيم ولا ضير لديهم في «استعراض» الأجساد و»التعري» وأصناف تتفاوت سلوكياتهم ما بين «بثوث» مخزية تتعالى فيها القهقهات والإيحاءات والإيماءات أو تصرفات مخالفة للنظام ومسيئة للمجتمع.
تعددت السلوكيات والحمق «واحد» وأراهن وأتحدى أن كل من تورط في تلك السلوكيات ما هو إلا باحث عن «شهرة» ليعوض نقصاً لديه أو أن يكمل فراغات في شخصيته المهتزة وسماته المهترئة وهم لا يعلمون أنهم يحصلون على أرقام «متابعين» من ذات الهيئة وفي النهاية ينالون «الاشتهار» بأصوات «نشاز» تحت مظلة «التفاهة».
سنوات ونحن ننصدم يومياً بهذا الحجم من الغباء السلوكي وسؤالي. ماذا تبقى من سلوكيات الحمقى؟ وماذا في «جعبة» التافهين خلال الأيام القادمة.. وبطبيعة الحال إن هذه «الفقاعات» البشرية ستتلاشى مع الوقت ولكن الضرر موجود والإضرار حاصل بأجيال حاضرة وأخرى مستقبلية ولا زلت أكرر أننا بحاجة ماسة إلى توظيف فعلي للأنظمة الحالية التي تمنع وترفض مثل هذه الظواهر والمظاهر ونتطلع إلى «بنود ولوائح ومواد» ضمن أنظمة جديدة لمعاقبة مثل هؤلاء ورفض أي سلوك من شأنه المساس بحياة الآخرين والإساءة إلى منظومة القيم المجتمعية والتعدي على حرياتهم الشخصية للدخول في خصوصيات الغير والتعدي أو التمادي على مساحات العيش والحدود الحياتية الآمنة في المجتمع أو التجاوز على منطلقات وثوابت الشرع.. أو النيل من القيم وهدم أصول التربية الأسرية القويمة.