د. محمد عبدالله الخازم
بعيداً عن تفاصيل الملاعب وصخب الفوز والخسارة، أكتب عن تطلعاتنا من استحواذ أرامكو على نادي القادسية، محاولاً رسم خارطة طريق تساعد أرامكو في هذا الشأن. المبدأ الأساسي الذي نرجو أن يكون راسخاً لدى شركة أرامكو هو أنها ليست شركة استثمار رياضي ولا تحمل أهدافاً مماثلة لتلك التي يسعى خلفها صندوق الاستثمارات العامة ولا تنافسه من خلال استحواذه على أربعة أندية. بمعنى آخر الصورة الذهنية التي يجب أن تعيها أرامكو وتروجها مجتمعياً وإعلامياً، هي أن دور أرامكو في نادي القادسية ينبع من مسؤوليتها الاجتماعية وبالتالي فالغاية هي خدمة مجتمع المنطقة الشرقية وكثير منهم من منسوبي أرامكو والخبر (تحديداً) التي يحكي التاريخ إسهامات أرامكو في تطويرها، عند البدايات.
بناءً على هذه الصورة الذهنية نطالب أرامكو بتحقيق أهداف مهمة في تاريخ القادسية والخبر وأرامكو وفق جدول زمني واضح، ثلاث إلى خمس سنوات، مثلاً. أول الأهداف التي أطالب بها هي تطوير نادٍ يحوي ويتميز في جميع الألعاب وليس كرة القدم فقط، فهذا نادٍ مجتمعي ورياضي وثقافي. الهدف الثاني المهم يتمثل في تطوير موارد النادي لدرجة القدرة على استغنائه عن أية موارد خارجية، بما في ذلك دعم أرامكو المباشر. لا نريده أن يبقى عبئاً وعالة على الشركة يُصرف عليه وفق مزاجيتها وظروفها. الاستقلالية المادية يمكن تحقيقها عبر تأسيس شركة استثمارية للنادي تكون مهمتها تأسيس مراكز لياقية وعيادات صحية رياضية ونشاطات ترفيهية وغيرها من المشاريع ذات العلاقة بالمجالات الرياضية والترفيهية في كافة المنطقة الشرقية وخارجها وبالذات في مقرات ومنشآت ومجتمعات أرامكو.
أرامكو قادرة على دعم القادسية، لكن التحدي الذي أضعه أمامها هو أن ترينا قدراتها وخبراتها في تأسيس كيان اقتصادي رياضي منظم.
الفكرة الاستثمارية الثانية التي أقترحها تتمثل في تأسيس وقف استثماري تعود عوائده للنادي. على سبيل المثال يمكن نقل ملاعب النادي خارج مدينة الخبر وتأسيس مجمع تجاري سكني فندقي في أراضي المقر الحالي باعتباره يوجد في قلب المدينة وستكون عوائده عالية. كما يمكن تخصيص - من ضمن أراضي أرامكو- أو شراء أراضٍ ومشاريع أخرى لتكون أوقافاً للنادي.
سأحلم، بل أطالب، بأن يكتفي النادي بموارده الذاتية خلال سنوات قليلة، والاستغناء عن الدعم المباشر من أرامكو، لتتحول أرامكو إلى راعٍ ومعلن ومشترٍ لخدمات النادي مثل غيرها من الشركات التي تتنافس على قميص ومنشآت ومنتجات النادي. بمعنى آخر، أرامكو ليست مؤسسة رياضية وما نرجوه منها أن تكون المطور أو الحاضنة التي تطور النادي حتى يستطيع الوقوف على رجليه ثم تتركه وحاله. لا أحبذ الرعاية الأبوية والرعوية الدائمة للنادي من قبل أرامكو.
لا نطالب بإلغاء الاحتراف الكروي أو الرياضي للنادي لكن مع الوقت يجب أن يكون ذلك مجرد أحد منتجات نادي القادسية، الأقل إشغالاً لأرامكو. لا أريد قياس نجاح/ فشل أرامكو مع القادسية بنتيجة مباراة أو خصومات لاعب أو مدرب كرة قدم، بل بعملها المؤسسي الاقتصادي المجتمعي. والأمر ينطبق على نيوم والدرعية في رعايتهما للأندية..
ختاماً، لست أعلم التصور الذي من خلاله ألحق نادي القادسية بأرامكو، لكنني أنتظر رؤية وخطة يقدمها مجلس أمناء النادي، الذي أسس أو وجب تأسيسه. في النهاية يكون السؤال؛ هل أرامكو تبحث عن شهرة ودعاية قصيرة المدى توفرها كرة القدم أم تؤمن بمسؤوليتها المجتمعية وتخطط لها بوعي وفكر مستقبلي.؟