د.عبدالعزيز الجار الله
بدأت تظهر على السطح مشروعات رؤية السعودية 2030، بعد أن كان العمل خلال السنوات الماضية منذ إعلان الرؤية عام 2016 وهي سنوات الخطط والبنية التحتية للمشروعات، ومن هذا الظهور الذي نراه شاخصاً في المدن ونعيشه في الحياة اليومية يحتاج إلى إعلام لنقلة من مرحلة المشروع وتحت الإنشاء إلى مرحلة الاستثمار الاقتصادي والاجتماعي ليكون جزءاً من الحياة العامة.
ومن الأدوات الإعلامية الجديدة الإعلان عن بدء بث القناة الثقافية في سبتمبر القادم التي وقع وزير الثقافة، في 16 أغسطس 2023 مع مجموعة MBC اتفاقية لتدشين وتشغيل قناة تلفزيونية ثقافية تحتفي بالثقافة السعودية عبر برامج متنوعة على مدار الساعة، وتسعى لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية.
القناة الثقافية التي ستطلقها وزارة الثقافية ربما هي واحدة من البرنامج الإعلامي للرؤية السعودية 2030، إضافة إلى أكثر من ذراع لاستيعاب مشروعات الرؤية، وقد يكون من المناسب البدء في معالجة أوضاع المؤسسات الصحفية السعودية التي ينتظرها التغيير لأن وضعها المهني الحالي لا يتناسب مع حجم الأعمال التي تقدم لخلق واقع تنموي منافس في المسارات الدولية، رغم أن المؤسسات الصحفية لديها مرتكزات وتمتلك:
- الأرشيف الضخم لسنوات طويلة.
- الكوادر الإعلامية المهنية والأكاديمية المدربة.
- إمكانية مراكز الدراسات لتقديم التحليلات والبحوث.
- التدريب الفني الإعلامي الشامل المكتبي والميداني.
- بنية تحتية من العقارات والممتلكات والاستثمارات.
- لديها القدرة الفنية والمهنية على الانتقال السريع إلى خط إنتاجي جديد الأعمال التلفزيونية والنشر الإلكتروني مماثل للمؤسسات العالمية التي ما زالت تعمل وبتفوق، ولم تتأثر بالتغيرات التي طرأت على الصحافة.
يمكن للصحافة السعودية أن تتعاون في مشروع واحد، بدل العمل المنفرد وتقدم باقة متنوعة من النشر الإلكتروني الصحفي ومقاطع الفيديو، وإنتاج الأفلام، وتوثيق المناسبات، وإنشاء مراكز للدراسات والبحوث، تقدم نفسها عبر بوابة إعلامية واحدة، لتشكل تكتلاً إعلاميًا قويًا لمرحلة سياسية واقتصادية وتنموية وتنافسية بين الدول في الشرق الأوسط والعالم.
فالصحافة الورقية والإلكترونية لا تسطيع الصمود أمام قوى تجارية تستخدم جميع وسائل النشر وصنع المحتوى وسرعة الوصول إلى المتلقي المحلي والجمهور العالمي.
الرؤية السعودية 2030 تحتاج إلى حشد إعلامي للحديث عنها ومشروعاته عام 2030، عن أبعادها وما تحقق، والتغيرات التي أحدثته، لانعكاسها على المجتمع وعلى الجذب الاستثماري، وأيضاً عن الخطط القادمة لمرحلة 2040 و2050.