الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
استبشر المشهد الثقافي بانطلاق قناة الثقافية في شهر سبتمبر القادم من مجموعة mbc بأسلوب عصري واحترافي تقودها أيادٍ وكفاءات سعودية في بث متواصل على مدار الساعة ومجموعة MBC لها من الخبرة والموارد البشرية ما جعلها رائدة في الإعلام على المستوى العربي والعالمي لسنوات طويلة، وعلّق الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل وما تقدّمه، فقال في تغريدة عبر منصة إكس (تويتر سابقاً): هي «منصة لثقافتنا، وتراثنا، وأدبنا، تعرض فنونا بصرية، وفنون الطهي، والأزياء، وأفلاما، وكتبا، ومسرحًا، وفنونًا أدائية، وموسيقى، وعمارة وتصميما»، جاء ذلك بعد توقيعه مع رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، اتفاقية لتدشين وتشغيل قناة تلفزيونية ثقافية تحتفي بالثقافة السعودية عبر برامج متنوعة على مدار الساعة، وذلك لترسيخ مكانة المملكة بصفتها مركز الثقل الثقافي إقليمياً، وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية وقامت «الثقافية» بإجراء استطلاع مع عدد من المثقفين والشعراء والإعلاميين وأخذ مرئياتهم حول هذه القناة الناشئة ويقودهم الحنين إلى القناة الثقافية السعودية التي أُغلقت قبل أكثر من ست سنوات (1438هـ /2017م).
بث التنوير والإبداع
واستهلت مداخلة د.محمد خير البقاعي بجملة «عندما يسطع بدر الثقافة على موجات الأثير» وبارك المشهد الثقافي بانطلاقة «القناة الثقافية» التي تليق بمملكة عظمى وقيادة تعمل على بث التنوير والإبداع وقال:
تنطلق في أيلول ( سبتمبر) 2023م على موجات أثير الرؤية السعودية المباركة القناة الثقافية السعودية التي كانت تختمر في أذهان القائمين على الثقافة التي تليق بمملكة عظمى وقيادة تعمل على بث التنوير المبدع وشعب يتلهف لمكانة مكينة في تاريخ الحضارة المعاصرة. والقناة الثقافية السعودية تنتظرها مهمة صعبة في عصر الذكاء الاصطناعي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي عودت الناس على إدمان الوجبات السريعة ذات المذاق المستطاب حتى لو كان صناعيا، المأمول من Mbc أن تجعلها قناة العصر آخذة في الحسبان التطورات الخطيرة التي تحدق بالعقل الثقافي ليلبي المحتوى الطموح المجتمعي الذي يحتاج إلى حنكة في الاختيار وتجديد في طرق الوصول بجوانبها اللغوية المعبرة بلا تقهر ولا إغراب وفكر نظيف يتمسك بالثوابت ويطور المفاهيم ويحفظ الأجيال من شر التطرف ومن مغبة إنكار الآخر (تخالفني أنا لا أراك)، إن طبيعة المادة التي ستقدمها هذه القناة ينبغي أن تخضع للتقويم في مدّة يحددها العارفون وينبغي أن نفتح بابها للثقافة الوطنية التي يبحث عنها المواطن والآخر ولست أرى بأساً في أن يكون هناك تعريف بالثقافة والفنون المحلية ببرامج يتولاها من يتقنون لغات الآخر لتلبية ما يبحث عنه من ثقافة جادة لها جمهور عريض. هذه القناة حسبما أتصور ستكون لا ربحية ولا يفسدها القطع العشوائي. بل يسعى القائمون عليها إلى متعة النص وبراعة المقدم وإبداعية الصورة وكل ذلك ضمن خطة تدخل النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين. المهمة صعبة ولكن وجود أمير يتملكه الشغف الثقافي بكل أبعاده وحرصه على الاقتراب المحفز والمقاربة. العالية يجعلنا نردد:
كالبدر أفرط في العلو وضوءه
للعصبة السارين جد قريب
وفق الله هذه الانطلاقة وسدّد القائمين عليها والعاملين فيها لما فيه خير الوطن والقيادة والمواطن.
استقطاب العقول المميّزة
ورأى الشاعر المبدع جاسم الصحيح أن هذه القناة جاءت لتتويج هذا الحراك الأدبي والثقافي والحضاري الهائل الذي تعيشه المملكة العربية السعودية في الفترة الحالية ورأى أن الأستاذ مالك الروقي مدير القناة الثقافية صاحب خبرة رائعة وعميقة في الإعلام وإدارته من خلال عمله في قناة mbc وقال:
في البدء.. لم يكن من الممكن أن يبقى الحراك الأدبي والثقافي والحضاري الهائل الذي تعيشه المملكة العربية السعودية في الفترة الراهنة دون وسيلة إعلامية ثقافية تنقله إلى العالم والوطن العربي، فجاءت هذه القناة تتويجا لهذا الحراك الثقافي الذي يعيشه الوطن من الخليج العربي إلى البحر الأحمر، على أمل أن تتحمل هذه القناة مسؤوليتها الكبرى في نقل النهضة الحضارية التي تعمّ أرجاء المملكة إلى كل دول العالم. وقد اختصر وزير الثقافة هدف هذه القناة حينما قال عنها: (منصة لثقافتنا: تراثاً، أدباً، فنوناً بصرية، فنون الطهي، الأزياء، أفلاماً، كتباً، مسرحاً، فنوناً أدائية، موسيقى، عمارة وتصميم). إنها مشروع إعلامي وطني متكامل الأركان، لإيصال موروثنا وحاضرنا وحضارتنا ونهضتنا إلى أرجاء الدنيا. لذلك، يجب أن نرفع آيات الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وإلى وزير الثقافة صاحب السمو الأمير بدر بن فرحان، على هذه الخطوة المباركة المتمثلة في إطلاق هذه القناة الثقافية الجديدة لمواكبة واقعنا الثقافي الناتج عن الاستراتيجية الجديدة لوزارة الثقافة في بناء المجتمع السعودي بناءً مدنيا قائما على الحضور الأدبي الثقافي في وسط هذا المجتمع، وهذه الاستراتيجية مؤسسة على رؤية السعودية 2030 خبر إطلاق القناة هو عيد للثقافة الوطنية أدخل السرور على قلوب جميع المثقفين في الوطن، ولكنه في الوقت ذاته أثار التساؤلات بخصوص الكفاءات الإدارية التي تستطيع إدارة القناة كما ينبغي، خصوصا وأنَّ القناة الثقافية السابقة قد تعاقب عليها عدة مدراء حتى توقفت في نهاية المطاف. ولكنَّ خبر تعيين الإعلامي المتمكن الأستاذ مالك الروقي مديرا للقناة الثقافية الجديدة قد أثلج قلوب المهتمين بالشأن الثقافي، حيث إن الأستاذ مالك صاحب خبرة رائعة وعميقة في الإعلام وإدارته من خلال عمله في قناة mbc وتقديمه عدة برامج أثبتَ من خلالها أنه الرجل المناسب للمنصب المناسب، فأجمل التهاني والتبريكات له، ونتمنى عليه أن يستقطب العقول الثقافية المتميزة من أبناء الوطن، التي تعرف كيف تتعامل مع المرحلة الحضارية الجديدة.
أنظمة المملكة تهتم بالثقافة
وشارك في الاستطلاع حول القناة الثقافية الجديدة المحامي الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثر وهو يدلي برأيه من وجهة نظرة تشريعية وقانونية مشيدا بالنظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية وأنه يولي بالاهتمام بالثقافة كما نصّت المادة (29) من لوائحها وقال:
تولي الدول المتقدمة الثقافة عناية الفائقة، فلا نستغرب من قرار إنشاء قناة خاصة بالثقافة، بل هو قرار تأخر كثيراً، ولعل التأخر حتى تكون البداية قوية، وهو ما يرجوه رواد الثقافة ومحبو المعرفة.
ونجد الاهتمام بالثقافة في لوائح النظام الأساسي للحكم – فقد نصت المادة (29) على الآتي: «ترعى الدولة العلوم والآداب والثقافة، وتعنى بتشجيع البحث العلمي، وتصون التراث الإسلامي والعربي، وتسهم في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية».
كما أسس المنظّم لجنة وطنية للتربية والثقافة والعلوم، ولها ترتيبات تنظيمية وفيما يلي رابطها:
- الترتيبات التنظيمية للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم .
وأما تنظيمات المكتبات العامة فصدرت عدة تشريعات هي:
- الترتيبات التنظيمية لهيئة المكتبات .
- تنظيم مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية .
- تنظيم دارة الملك عبد العزيز .
- نظام حماية التراث والمخطوط لعام 1422هـ .
- نظام مكتبة الملك فهد الوطنية .
وحرص المنظّم على وضع تنظيمات للنشر والطباعة وهي:
- نظام المطبوعات والنشر .
- اللائحة التنفيذية لنظام المطبوعات والنشر.
- الضوابط الخاصة بنشر المطبوعات أو البحوث العلمية أو الفتاوى أو الدراسات أو نحوها بأي وسيلة كانت.
ولمّا كانت حماية الحقوق الفكرية من أهم ما يحافظ على الإبداع ومنع السرقات الفكرية، فقد وضع المنظّم في السعودية تنظيمات الحماية الفكرية للمنتجات الثقافية وهي:
- نظام حماية حقوق المؤلف.
- قواعد الترخيص لتقديم خدمات الملكية الفكرية.
- تنظيم الهيئة السعودية للملكية الفكرية.
- الترتيبات التنظيمية للهيئة السعودية للملكية الفكرية.
وحتى تشمل الثقافة مفهومها الواسع فقد صدرت القرارات السامة بإنشاء عدة هيئات تحت إشراف وزارة الثقافة وفيما يأتي تنظيماتها:
- الترتيبات التنظيمية لهيئة الأدب والنشر والترجمة.
- الترتيبات التنظيمية لهيئة الأفلام.
- الترتيبات التنظيمية لهيئة الأدب والنشر والترجمة.
- الترتيبات التنظيمية لهيئة التراث.
- لائحة التراث العمراني.
- لائحة المسح الأثري والتنقيب عن الآثار.
- لائحة التفتيش وضبط مخالفات نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني والنظر فيه.
- نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني.
- الترتيبات التنظيمية لهيئة الفنون البصرية.
- الترتيبات التنظيمية لهيئة المسرح والفنون الأدائية .
- الترتيبات التنظيمية لهيئة فنون العمارة والتصميم .
- الترتيبات التنظيمية لهيئة المتاحف .
- لائحة المتاحف .
ونظرا لارتباط الثقافة بالتعليم والتدريب، فقد اهتم المنظّم السعودي بالتعليم والتدريب على سبيل الإجمال والتفصيل، فقرر أن التعليم حق من الحقوق، ووضح الهدف الأسمى من التعليم في المملكة، كما حث على التعليم الديني وخصوصاً تعليم كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعلوم الدينية، كما نظّم التعليم العام والتعليم الأهلي والطفولة المبكرة والتربية الخاصة وتعليم الكبار والتعليم العالي العام والأهلي، التعليم الفني والتدريب المهني. وتفصيل ذلك فيما يأتي:
أولاً: حق التعليم وأهدافه
النظام الأساسي للحكم: المادة (13): «يهدف التعليم إلى غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء، وإكسابهم المعارف والمهارات، وتهيئتهم ليكونوا أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم، محبين لوطنهم، معتزين بتاريخه». وفي المادة (29): ترعى الدولة العلوم والآداب والثقافة، وتعنى بتشجيع البحث العلمي، وتصون التراث الإسلامي والعربي، وتسهم في الحضارة العربية والإسلامية والإنسانية. وفي المادة (30): توفر الدولة التعليم العام، وتلتزم بمكافحة الأمية.
- نظام حماية الطفل: المادة (3/4)، وفيها: يعد إيذاء أو إهمالًا التسبب في انقطاع الطفل عن التعليم.
ثانيا: التعليم الديني.
- تنظيم المدارس الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم.
- النظام الأساسي واللائحة الداخلية للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.
- الدليل التنظيمي لمسابقة الملك سلمان المحلية لحفظ القرآن الكريم.
- جائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.
ثالثا: التعليم العام.
- الدليل التنظيمي للمدارس.
- الدليل التنظيمي لنظام التسريع.
- تنظيم المركز الوطني للتعليم الإلكتروني.
- دليل ضوابط مدارس التعليم العام.
- القواعد التنظيمية لرعاية الموهوبين.
رابعا: التعليم الأهلي.
- لائحة تنظيم المدارس الأهلية.
- لائحة المدارس الأجنبية.
- القواعد المنظّمة لمدارس وبرامج التربية الخاصة والأهلية.
- الضوابط المنظّمة للرسوم الدراسية في المدارس الأهلية .
- اشتراطات إنشاء المدارس الأهلية.
خامسا: التربية الخاصة
- الدليل الإرشادي للتربية الخاصة.
- الدليل التنظيمي للتربية الخاصة.
- القواعد التنظيمية لمعاهد وبرامج التربية الخاصة.
- الدليل الإجرائي للتربية الخاصة.
- البرنامج التربوي التأهيلي للتربية الفكرية بعد المرحلة المتوسطة.
سادسا: الطفولة المبكرة.
- لائحة تنظيم العمل الداخلي برياض الأطفال.
سابعا: تعليم الكبار.
- نظام تعليم الكِبار ومحو الأُميِّة في المملكة العربية السعودية.
- الدليل الإجرائي لتعليم الكبار.
ثامنا: التعليم العالي.
- نظام الجامعات.
- لائحة الكليات الأهلية.
- لائحة الجامعات الأهلية.
تاسعا: التعليم الفني والتدريب المهني.
- تنظيم المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي.
وختاماً نقول: إن الآمال منعقدة على وزارة الثقافة بإشراك المثقفين في خططها وقراراتها والاحتفاء بهم ودعمهم، والحرص على المناشط الثقافية من معارض للكتاب والمسابقات الثقافية في التأليف والإبداع، وتكثيف البرامج والمناشط التي تعيد الشغف بالقراءة في عصر وسائل التواصل التي سرقت القراء وتسببت في ضحالة الفكر وهشاشة المنطق، وعلاج ذلك بقراءة الكتب الرصينة وإعادة حب القراءة للنشء بالتعاون بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم.
الاهتمام بالشأن الثقافي
وأعرب الدكتور فايز الحربي عن سعادته الغامرة بتأسيس هذه القناة الذي ستسدّ فراغا كبيرا في الساحة الثقافية السعودية وقال:
لا يسعني إلا أن أعبر عن شعوري بالسعادة الغامرة لهذا الخبر السار. لقد جاء هذا القرار بعد طول انتظار؛ لتسد هذه القناة فراغا كبيراً في الساحة الثقافية السعودية. ولا شك أن هذه القناة ستحرك عجلة الثقافة التي عانت من الخمول وبخاصة؛ بعد جائحة كرونا التي عصفت بكثير من المناشط الثقافية وعلى رأسها الأندية الأدبية والصالونات الثقافية التي لم تستعد نشاطها بالمستوى الذي كانت عليه قبل الجائحة؛ ليس هذا فقط؛ بل يضاف إلى ذلك التأثير المدّمر لأجهزة التواصل الاجتماعي التي أشغلت الناشئة، وحولت المنتج الإعلامي من المؤسساتي إلى الفردي، فغاب الزخم الوطني الفاعل للثقافة، فضلاً عن انحدار المستوى الثقافي، وإبراز الكثير من الشخصيات التافهة، وتواري المثقفين الحقيقيين عن الساحة الإعلامية والثقافية.
إن الذي يتطلع إليه المهتمون بالشأن الثقافي هو أن تكون هذه القناة بالمستوى المأمول، وأن يقوم عليها مثقفون مؤهلون علميا وثقافيا ولغويا، لتعكس ثقافتنا الأصيلة بوصف بلادنا مهبط الوحي، وأرض الفصاحة والشعر والأدب.
نافذة الثقافة السعودية
وقام الأستاذ سهم بن ضاوي الدعجاني بتقديم عدد من التوصيات والاقتراحات للقائمين على إنشاء هذه القناة الذي رآها «نافذة» لكثير من المهتمين بالشأن الثقافي في المملكة وقال في ورقة معنونة بـ:» القناة الثقافية وصناعة الرمز الثقافي»:
عندما وقّع الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافية مع الوليد بن إبراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC ، اتفاقية تدشين وتشغيل قناة تلفزيونية ثقافية كان هذا الخبر (نافذة) لكثير من المهتمين لشأن الثقافة السعودية لننظر من جديد إلى المشهد الثقافي بكل تفاصيله وتحولاته ، وحضرت لدي عدد من الصور التي تستحق التأمل لعلّها ترسم خارطة طريق للقائمين على هذه القناة الثقافية الوليدة بقيادة المبدع الزميل مالك الروقي:
_ لا شك أن هذه القناة الوليدة هي «منصة» ثقافية إعلامية ونافذة فكرية متجددة على مدار الساعة لإبداعات أبناء وبنات الوطن الكبير للوصول إلى مستهدفات رؤية 2030.
_ رواد الثقافة السعودية الأحياء منهم، ماذا يمكن أن تستثمره القناة بشكل محترف لرصد مسيرة كل مثقف سعودي وكل مثقفة سعودية لمزيد من تجاوز المحلية إلى العالمية من خلال خارطة طريق لصناعة «المثقف العالمي».
_ الجيل الجديد من مثقفي ومثقفات مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال متابعتي لتلك الساحات وجدت أن هناك جيلا سعوديا رائعا له حضوره الثقافي وطرحه الفكري في وسائل التواصل الاجتماعي إنها فرصة للقناة الثقافية لصناعة «جسور التواصل» على نحو حيوي ومختلف مع هؤلاء ومنحهم الفرصة للحضور اللائق بهم في كل مفاصل هذه القناة لمزيد من التواصل الحضاري معهم.
_ أن تعقد القناة عدداً من الاجتماعات واللقاءات التشاورية مع المثقفين السعوديين والمثقفات السعوديات لسير أغوار طموحاتهم وآمالهم لإعادة «معمار» الثقافة السعودية لتصبح ثقافتنا علامة فارقة في مسيرة الإنسانية.
_ عمل استبانة على نحو رقمي ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي لرسم خارطة آمال المثقفين والمثقفات من كل الأعمار وألوان الطيف الثقافي المحلي والإقليمي.
_ على القناة الثقافية أن تعانق اهتمامات وذائقة الجيل الجديد من خلال برامج نوعية متجددة وحيوية تعكس تضاريس الحراك الثقافي في مملكة الإنسانية.
_ على القائمين على» القناة الثقافية» أن يبادروا بإطلاق حساب في وسائل على التواصل الاجتماعي لرصد مرئيات وأفكار محبي الثقافة لرسم خارطة الذائقة الثقافية لجمهور القناة.
اهتمام المؤسس بالثقافة
ويشيد المؤرخ المدني الأستاذ عبدالرحمن النزاوي الجهني بقرار تأسيس القناة الثقافية الجديدة وأنها تتماشى مع رؤية المملكة 2030 في الاهتمام بالثقافة لا سيما وأن أساس الثقافة العربية كان منشؤها من هذه الأرض المباركة وقال: بلدنا منبع الثقافات للعالم أجمع ويكفي الثقافة الإسلامية إشعاعها من هذه الأرض المباركة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. وقبل ذلك انتشار الأسواق الثقافية من دومة الجندل حتى سوق عكاظ. رحم الله المؤسس الملك عبدالعزيز فقد كان اهتمامه كبيراً بالثقافة ورجالاتها ممن حوله وسار على نهجه أبناؤه البررة. ومع الرؤية 2030 صارت الثقافة السعودية مركزاً لجميع الوزارات والهيئات وللتمشي مع الرؤية توجه وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود إلى إبراز ثقافتنا السعودية من خلال الإعلام السعودي، وتعطش مثقفي الوطن من إعلاميين وأدباء وكتّاب ومؤلفين لإبراز أعمالهم من خلال قناة إعلامية سعودية، ولا سيما كقناة سعودية المتمثلة بـ mbc من أوائل القنوات العالمية، ونسأل الله التوفيق لإيصال ثقافة الوطن من قناة الوطن وبشباب الوطن.
الثقافية.. عودا حميدا
وأعرب الأستاذ عبدالله بن ناصر الداود عن سعادته بإعادة افتتاح القناة الثقافية بثوب جديد وقال:
سعدنا مؤخراً بخبر إعادة افتتاح «القناة الثقافية» بثوب جديد، هذا الخبر أثلج صدر كل مثقف وأديب، باحث عن المعلومة، متتبعاً لأخبار الثقافة والأدب، وراصداً حركة النشر والكتب، فالثقافة في بلادنا تشهد حضوراً لافتاً من خلال تعدد معارض الكتب، والعدد الكبير لما يصدره أبناء وبنات هذا البلد من كتب منوعة، إضافةً إلى الحركة الفنية، وانتعاش السوق السينمائي بافتتاح دور سينما، وظهرت أفلام قصيرة وطويلة ذات أفكار جيدة.
لقد كان للتوقف أو الإيقاف الذي طال «القناة الثقافية» في وقت مضى فرصة للمعنيين بتتبع كل نجاح وتأكيده، وتلمس كل سلبية وتلافيها، ومهما يكن من ضعف في أداء الثقافية السابقة إلا أنها صوت لا بد منه لكل مثقف، ومهتم بأخبار الأدب والثقافة.
لقد كانت «القناة الثقافية» حاضرة في كل معرض كتاب تقدم وجبة دسمة عبر بث طويل، تحاور فيه كل صغير وكبير، رجلا كان أم امرأة ، تحتفي معهم في ذلك العرس الذي يعيشونه، وتسلط الضوء على الجديد، فتقدم للمهتم أهم العناوين والفعاليات كي يخطط لما سيشاهد، ويدوّن ما سيشتري.
إن كل قناة إذا وجد فيها صيادون ماهرون يقتنون من كل جزيرة فناً جيداً، ومن كل بلاد محتوى مفيدٌ ومن كل بحر ونهر لآلئ لامعة، ويقود ذلك ربان سفينة ماهراً يبحر بها بأمان عبر أمواج قد تصادفها، أو رياح عاتية قد توقف مسيرتها، ومصاعب مختلفة قد تضعفها، لكان ذلك كفيل أن يصل بها إلى بر الأمان وساحل النجاح.
الثقافة حيّة وحيويّة
وألمح الشاعر حسن الزهراني مستبشرا بعودة هذه القناة وأمله الكبير في اختيار الطاقم الذي يعمل بها واستقطاب الخبرات الثقافية وقال:
ما أجملها من بشرى أن تعود ثقافيتنا إلينا وكلنا رجاء أن تعود بوعي مختلف وتحقق الطموحات الكبيرة. أملنا كبير في أن يختار الطاقم الذي يعمل بها بعناية فائقة فهم مفتاح النجاح لها ولنا. والوطن بحمد الله مليء بالطاقات الثقافية والإعلامية العالية. وكذلك التخطيط الواعي لبرامجها في شتى المجالات الثقافية بدأ بالشعر والفكر ونهاية بالطهي والأزياء كذلك الخروج من نمطية القنوات المعتادة.
فالثقافة حيّة وحيويّة و(عشمنا) أن تخرج القناة إلى الساحة الثقافية في كافة مناطق المملكة تبحث عن الجديد تواكب كل الأحداث تشجع المواهب. وتنتشل الكثير من الخبرات الثقافية من عزلتها. وأن تضع لها بصمة رفيعة في كل بقعة من هذا الوطن المكتظ بالمبدعين والمبدعات.
وأن يكون لها في كل دولة أيضًا عين ترصد الأحداث الثقافية العالمية. وأن يكون لها دور بارز في إبراز التاريخ الثقافي محليا وعربيا وعالميا من أجل جيلنا الثقافي الواعد. وأن تستقطب الخبرات الثقافية العربية والعالمية بين حين وحين.
قناة الثقافية
ورأى الأستاذ هزاع بن قنا أن خبر إنشاء هذه القناة من اسعد الأخبار المبهجة التي تلقيتها هذا العام 2023 وعودة القناة الثقافية بثوب mbc حيث يجتمع الزخم الإعلامي الاحترافي بالثقافة السعودية الزاخرة بتنوعها وعمقها وبالتأكيد ستلوح بالأفق العربي لوحة إبداعية تعكس المستوى المتقدم الذي وصلنا إليه منذ انطلاق الرؤية السعودية الرائدة، وإذ أهنئ المبدعين السعوديين؛ أشكر وزير الثقافة على هذه الخطوة الذكية والخلاقة التي سَتُحْتَوَى المشهد الثقافي بمجالاته المتعددة وتقدمه للعالم بصورة ناصعة وجذابة تسوق الهوية الثقافية وتحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة في أن تكون السعودية الخضراء دائما فوق «هام السحب».
القناة والقرار المبارك
وباركت الأستاذة سارا القرني الكاتبة بصحيفة الجزيرة لوزير الثقافة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، قراره بتدشين وتشغيل القناة ثقافية هي تحتفي بالثقافة السعودية، ما يعكس اهتمام المسؤولين بالثقافة التي تعتبر واجهةً أولى للدولة والتعريف بها ونقل تراثها وثقافتها وتقاليدها بالشكل المطلوب، كنا منذ زمن نطالب بمواكبة المثقفين لرؤية المملكة من خلال منبر إعلامي مميز، عصري وحيوي يكون محتواه الثقافة السعودية بكافة أنواع طرحها «مرئية ومسموعة» وبطرف مختلفة كالسينما والوثائقيات واستعراض التاريخ الحضاري والثقافي للمملكة، نحن نعيش في ظلّ النهضة والتطور، وهذا القرار نتاج رعاية واهتمام مسؤولي الدولة بجيلنا الحالي والحفاظ على مكتسبات الدولة التاريخية والحضارية والثقافية في كلّ الأجيال.
مجموعة MBC وصناعة الثقافة
ورأت الممثلة ناجية الربيع أن مجموعة mbc لها من الخبرة الإعلامية على مدى أكثر من ثلاثة عقود وقادرة على إنشاء تلك القناة التي تهتم بجميع الفنون والأدب والسينما والمسرح والموسيقى وقالت: كلنا فخر بما تحرزه المملكة من نهضة في جميع مجالات الحياة في ظل رؤية 2030 ومما لا شك فيه بأن التعاون بين وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة مجموعة MBC لإنشاء قناة ثقافية تسلط الضوء على ما تعيشه المملكة من نهضة ثقافية من خلال برامج منوعة على مدار الساعة سيكون له عظيم الأثر في تحفيز الأجيال لمواكبة التطور، ومجموعة MBC لها من الخبرة والموارد البشرية ما جعلها رائدة في العالم المسموع والمرئي على مدى سنوات طويلة. أهنئ مثقفي وطني والوطن العربي اجمع بهذا التعاون.
الثقافة وحضارات الأمم
ورأى الأستاذ عمر بساطي أن للمملكة إرثاً ثقافياً وفني كبير ويجب الاحتفاء به وتصديره للعالم بصورته الأمثل من خلال هذه القناة الجديدة وقال: هناك حقيقةٌ تُقال، وحقيقةٌ تُرى، لكن الثابت أن هناك رؤيةً تُدرك بالقلوب، تلك هي رؤية المملكة العربية السعودية 2030، بقيادة فذة من سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وبما أن الرؤية تكاملية في جميع جوانب الحياة، فإن الثقافة جزءٌ مهم في أي نشاطٍ إنساني تكون غايته الارتقاء، لأن التعرف إلى حضارات الأمم يبدأ بالثقافة.