علي الزهراني (السعلي)
هناك بأحساء النخيل والثقافة والأدب والفكر والمسرح التقيت بالقامة والقيمة الأستاذ الدكتور ظافر الشهري وهو يحمل بين يديه أوراقه الخاصة الشخصية، وقبل أن يترجّل من كرسي الرئاسة مرر عينيه كآخر لمحة وهو راحل تذكّر ودمعات توقفت في محجر عينيه وآهات أطلقها في القاعة الكبرى للنادي، جلس وهو يتأمل المكتبة الطريق الذي يستقبل فيه كبار الشخصيات للنادي من أمراء وأعيان وقامات ثقافية وفكرية وإعلامية وأدباء من داخل المملكة وخارجها، وعند واجهة مبنى النادي التفت التفاتته الأخيرة وهو يقلب بصره يمينة ويسرة فوق وعند المدخل للنادي وأعاد بصره مرتين مناجيا ربه حامدا شاكرا فضله ومنته عليه وقد أدّى الأمانة وعاد شريط ذكرياته حين تسلّم رئاسة نادي الأحساء الأدبي في شهر ذي القعدة من العام 1432هـ وهو يشغل ثلاث غرف في المكتبة العامة في الأحساء لا يجد لنا مكانا نستقبل فيه ضيوفنا ويغادره في العام 1445هـ وهو يمتلك مقرا نموذجيا يعد من الصروح الثقافية على مستوى المملكة.
وعندما تولى رئاسة النادي كان شغله الشاغل أن يجد في نوعية الأنشطة الأدبية والثقافية والمجتمعية التي يقدمها النادي، وإيجاد مقر مناسب يخرجه من المكتبة، وتم الحصول على قطعة أرض مناسبة وفي مكان مناسب لإقامة مبنى يكون ملكا ومقرا للنادي، وقد حصل على الأرض من قبل أمانة الأحساء، وهو يغادر النادي في شهر محرم من العام 1445هـ، سألت الدكتور ظافر مداعبا وعندما غادرت أدبي الأحساء ماذا تركت وراءك؟ قال مبتسما كعادته:
أذكر شيئا مما تحقق للنادي خلال هذه الفترة على النحو التالي:
1- بني مقر نموذجي للنادي يعد صرحا أدبيا وثقافيا في محافظة الأحساء يضم المرافق التالية:
• قاعة كبرى للنشاط الثقافي والمسرحي بميزانين تتسع لأكثر من ألف شخص.
• ديوانية للمثقفين تتسع لأكثر من مائة شخص.
• قاعة لكبار الشخصيات تتسع لخمسين شخصا.
• قاعة للتدريب وورش العمل تتسع لأكثر من مائة متدرب.
• مكتبة فيها مئات الكتب الأدبية والثقافية والتاريخية والمعارف العامة.
• ركن خاص بالطفل تحت مسمى ركن الأديب الصغير.
• رواق كبير للمعارض بجميع أنواعها.
• مقهى ثقافي مزود بكل الخدمات.
• عقد النادي عددا من الشراكات المجتمعية والثقافية مع كثير من المؤسسات الحكومية والأهلية.
• حافظ النادي على الاستمرار في إقامة ملتقى جواثى الثقافي حيث أقمنا منه ستة ملتقيات متنوعة تحدث فيها عشرات من الباحثين والباحثات من داخل المملكة وخارجها.
• أثناء جائحة كرونا حولنا نشاط النادي إلى افتراضي فأقمنا أكثر من مائة فعالية منوعة عن بعد ونجح النادي نجاحا كبيرا في هذا الجانب حيث تجاوز عدد من تابعوا هذه الأنشطة خمسمائة ألف شخص.
• رغم عمر النادي الزمني القصير، فقد وصلت مطبوعات النادي إلى أكثر من (130) مائة وثلاثين مطبوعة في شتى المعارف.
• استضاف النادي عددا من الجهات الحكومية لتنفيذ بعض برامجها على مسرح النادي.
• شارك النادي في الاحتفاء بالأيام الرسمية للدولة كاليوم الوطني ويوم التأسيس، كما شارك في الأيام العالمية كيوم اللغة العربية ويوم الطفل ويوم الأم وغيرها.
• شارك النادي في معارض الكتب التي تقام داخل المملكة وخارجها..
هكذا هي الأيام يداولها الله بين الناس بين مقبل ومدبر، ولعمري أن الدكتور ظافر الشهري حفر اسمه في أحساء الوفاء وزرع أدبا وخلقا وتألق فحصد أحسائيين أوفياء وأدباء ومثقفين ومفكرين في شتى المجالات وكان همه أن ينقل الأديب الأحسائي إلى المشهد الثقافي فخطط ورسم خارطة طريق فأوصلهم إلى قمّة المجد ولا يزالون يواصلون إبداعهم لكل من تعطّرت بظافر يدياه فكان الظفر بمجد تليد وجديد والنصر لنخيل وارف الظلال ثقافة وأدبا وفكرا وفنا ومسرحا وإعلاما، ولعل في ختام مقالتي هذه أقترح أن يرد أحساء الوفاء بالوفاء والمثقف والأديب الأحسائي وكل مسؤول فيها بإطلاق الطريق الموصل لنادي الأحساء الأدبي باسم ظافر الشهري هم يستطيعون وهو يستحق..
سطر وفاصلة
لا تذهب فاللهفة تحرقني
يزلزلني الفراق
يحطمني وداعك دون عناق
يكسرني برواز الذكريات
كالزجاجة
تقذفني المقادير ومسافة الطريق
في اعجاجه
يدي تخثر فيها دمي
توقف الطريق قي قدمي
ما أشد الرحيل وما أقسى الدمعات
تلك التي ترتوي من سحابة الأماني
دون خراجه
الفراق كلمة والفاصلة حسرة
وحضن الأيام سرى بليل قمرٍ