ميسون أبو بكر
هناك أصول للتعامل مع البشر في كل مكان ووقت مهما كانت الصلة أو العلاقة بين الأشخاص، وهناك حدود لا بد أن يلتزم بها الإنسان في تعامله وألفاظه وتصرفاته.
تردد في في الآونة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تغريدات وانتقادات عن امتعاض كثيرين من صفات وألقاب يطلقها عليهم البعض سواء في الأسواق أو المقاهي وأماكن أخرى وهذه الألقاب تؤذيهم وتغضبهم، وأعتقد أنه من المهنية في الوظائف والمهن أن تكون هناك حدود ولباقة في مخاطبة الآخر بعبارات رسمية كسيدة وسيد وأستاذ وأستاذة، فالبعض قد يغضب من ألقاب قد تكون بداعي التقرّب والتحبيب والاحترام لكنها مزعجة بالنسبة لهم مثل: عم وعمة وخالة.
لذلك يحرص المدراء أو أصحاب الأعمال أن تُعطى دورات تدريبية للموظفين والعاملين قبل التحاقهم بالعمل لأجل إعطاء صورة جيدة عن المنشأة والعاملين بها ولكسب رضا الزبائن والمتعاملين معهم، وهناك كتب عديدة معظمها مترجم؛ كما نشط مدربون كثر في مراكز وأيضاً في فضاءات السوشيال ميديا على إعطاء دورات أو حلقات مختصرة لاقت رواجاً كبيرا نظراً للعدد الكبير لمستخدمي السوشيال ميديا.
للأسف تمادى بعض الشباب والفتيات في استخدام عبارات قد تكون مناسبة داخل إطار المنزل والصداقات المقربة جداً وليس لزملاء أو مراجعين في العمل وزبائن مارين.
(حبيبتي وحبيبي وعزيزي وعيوني )هذه كلها عبارات دخيلة على المجتمع العربي بشكل عام والسعودي على الأخص - في معاملة الغرباء إن صح التعبير- الذي لديه طابع خاص في احترام الكبير والصغير والقريب والبعيد دون خلط في الألفاظ والألقاب وتبسط في المعاملة قد تسيء ولا تحقق الهدف أو ترضي الآخر.
التربية في المنزل ودور المدرسة كذلك لها أهمية كبيرة وأثر في نشأة الطفل الذي يلتقط السلوكيات منذ صغره، بعض وزارات التعليم تقترن تسميتها بالتربية (وزارة التربية والتعليم) وهذا يؤكد دور المدرسة في تربية الطفل وتعليمه السلوك الجيد الذي من شأنه أن ينتج أجيالاً حظيت بنصيب جيد من الاحترام والتربية.
بعض القوانين تحظر إرسال - إيموجي- إشارات غير مناسبة عبر الرسائل والتطبيقات في جهاز الهاتف قد تدينه قانونياً مثل قلوب حمراء وقبلات.
الكثير من المشاكل الأسرية تسببت بها الميانة الزائدة بين الزملاء، وإن كانت بريئة إلا أنها قد تشير للبعض بعلاقات مشبوهة.
لا نضع العتب أو اللوم على وسائل التواصل فلا بد أن نكون محصنين ضد أي عاصفة أو ظاهرة قد تهدد المجتمع وأن نعي أن لكل مقام مقالاً، وأن نبينا العظيم خاطبه الخالق «إنك لعلى خلق عظيم» فالإسلام صدر الأخلاق الحميدة للعالم، وتكاد أوروبا مثلاً نموذجاً حيث يتعامل الناس بحذر شديد وعبارات مدروسة، في فرنسا بلد الاتكيت يقال Madame/Monsieur ولا تستخدم أبداً في التعامل كلمة ma Cherie
مثلاً، ولنا في رسولنا الأسرة الحسنة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.