د. علي بن صالح الخبتي
أطلق ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) يوم الأحد 20 أغسطس 2023، الإستراتيجية الجديدة للجامعة والتي تهدف إلى تحويل البحث إلى ابتكارات منتجة اقتصاديًا من خلال التركيز على الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار. وتشمل الصحة والوقاية، والبيئة المستدامة والاحتياجات الأساسية، والطاقة والقيادة الصناعية، واقتصاديات المستقبل. وهذا يحقق للمملكة التقدم وبسرعة في ما يُسمى بـ»اقتصاد المعرفة». دول العالم المتقدم اليوم حققت نجاحاً بنسبة تتعدى أكثر من 50 % في اقتصاد المعرفة.. ويسعى جاهداً للوصول إلى 100 % في هذا النوع من الاقتصاد.. والإستراتيجية التي أطلقها سمو ولي العهد يوم الأحد الماضي تعزِّز المضي قدماً لتحقق المملكة العربية السعودية نجاحات كبيرة نحو اقتصاد المعرفة وذلك بالتركيز على المخترعات وتحويلها إلى شركات منتجة تسهم في نمو اقتصاد المملكة وفق رؤية 30 20 الطموحة.. واللافت للنظر أن الإستراتيجية كما فهمتها تركز على الداخل وتنمية اقتصاد الوطن وكل ما يساهم في نجاح مستهدفات رؤية 2030 . وقال ولي العهد: «إن الإستراتيجية الجديدة تمثِّل حقبة جديدة للجامعة لتصبح منارة للمعرفة ومصدراً للإلهام والابتكار تماشياً مع تطلعات رؤية 2030 نحو تحسين المملكة والعالم، ومنذ تأسيس جامعة الملك عبدالله، ميزت نفسها بأبحاثها وابتكاراتها وأعضاء هيئة التدريس فيها، لتصبح واحدة من الجامعات البحثية الرائدة في العالم.» بالإضافة إلى ذلك، تهدف الإستراتيجية إلى تعزيز شراكات جامعة الملك عبدالله مع كل من القطاعين العام والخاص، مما سيسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 وذلك من خلال ثلاث مبادرات رئيسة هي:
أولاً: إطلاق «المعهد الوطني للتحول» مهمته تسريع تطوير التكنولوجيا وتسويقها بهدف تنويع الاقتصاد.
ثانياً: تطوير مراكز الأبحاث لتركز على الأولويات الوطنية المتعلقة بالبحث والتطوير والابتكار.
ثالثا: يُنشأ صندوق لدعم الاستثمارات غير المستوفاة في الشركات المحلية والدولية متخصص في التكنولوجيا المتقدِّمة وذلك بهدف تعزيز الاقتصاد والإسهام في خلق وظائف فنية عالية الجودة وذلك بقيمة 750.000.000 ريال سعودي. كما تهدف الإستراتيجية إلى إفساح المجال للباحثين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب وتوفير الفرص لهم ودعمهم لعمل أبحاث تطبيقية تسهم في خلق تأثير عالمي وتعزيز الشراكات الدولية والمحلية. وكذلك عمل شراكة مع نيوم في ما يخص أبحاث البحر الأحمر المتعلِّقة بالشعب المرجانية في جزيرة شوشة في البحر الأحمر. كما ستقوم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بعمل شراكات مع الشركات الكبرى في المملكة مثل أرامكو وسابك وأكوا باور وآي بي إم وداو وبوينغ ودعم المبادرات الإستراتيجية مع المؤسسات الأكاديمية الرائدة في مجال التكنولوجيا في العالم بالإضافة إلى عمل اتفاقيات تعاون إستراتيجي مع المعاهد الأكاديمية والتجارية في الصين للتعاون في مجال أبحاث تطبيقية في مجالات الفضاء والروبوتات والإلكترونيات الدقيقة. كما تهدف الإستراتيجية إلى تعزيز القدرة التنافسية وتعزيز البحث الابتكار العالمي وتشجيع الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المتقدمة في المملكة والمجال البيئي للتعليم لدعم اقتصاد المملكة ومكانتها العالمية في مجال الابتكار لتصبح تلك الشركات عالمية رائدة في مجال الابتكار. وتقوم جامعة الملك عبدالله بكل ذلك مستثمرةً إرثها ومكانتها الأكاديمية العالمية وإنجازاتها الرائدة عالمياً، حيث تحتل مكانة عالية في مجال الاستشهادات وفقاً لتقييم QS عام 2021م وفي مجال النشر العلمي في أفضل المجلات العلمية المحكمة عالمياً.
وتعتبر هذه الإستراتيجية إنجازاً كبيراً سيكون له -بإذن الله -نتائج إيجابية على اقتصاد بلادنا. وجامعة الملك عبدالله مؤهلة للقيام بكل ذلك، حيث إن لها تاريخاً قصيراً لكنه مشرِّف من خلال مخرجاتها في صقل المواهب المواهب، وإسهامها في توفير مهنيين ذوي مهارات عالية يشغلون الآن مناصب قيادية ويعملون كرؤساء تنفيذيين وباحثين في العديد من المؤسسات الدولية الكبرى، مثل وكالة ناسا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ونيوم وغيرها.
وخلاصة القول نبارك لوطننا تدشين سمو ولي العهد لهذه الإستراتيجية الطموحة التي ستسهم بلا شك في تقوية اقتصاداتنا ووصولنا للعالمية في المجالات التي حددتها الإستراتيجية.. وحبذا لو أضيفت مخترعاتنا المسجلة عالمياً في المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO إلى مهام جامعة الملك عبدالله بتحول تلك المخترعات لشركات منتجة، فهناك الآلاف من مخترعاتنا المسجلة في هذه المنظمة وهذا سيسرِّع الاستفادة من هذه المخترعات..
بلادنا تعيش كل يوم إنجازاً نوعياً نفخر به، ونسأل الله أن ينفع به الدين والوطن وأن يبارك في هذه الجهود لتحتل بلادنا المكانة العالمية التي تليق بها بين دول العالم المتقدم.