ودعت محافظة الرس قبل عدة أسابيع الشيخ (محمد بن حسن بن عبد الله العماري) والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد معاناة مع المرض لازمه في السنوات الأخيرة, والفقيد من أسرة العماري من قبيلة الأساعدة من روق من عتيبة وأحد أبناء هذه الأسرة المعروفة في محافظة الرس, ومن أعلام الرس ورجالاتها الذين نالوا شهرة في العديد من الصفات الفاضلة في مجال العلم والتجارة, وعرف عنه الكثير من ارتباطاته في أعمال الخير والإنسانية وعطفه على الضعفاء والمساكين والمحتاجين سواء من القريبين منه أو ممن طرق بابه لطلب المساعدة, وقد اتصف بهذه الصفة الحسنة منذ بداية عمره وكانت له محبة من الجميع لسعيه وطلبه للرزق وبارك الله له بماله وولده.. كما أنه أمضى عدة سنوات في التنقل بين مدن المملكة في بداية شبابه لغرض التجارة والسعي لطلب الرزق أكسبته خبرة في مجال التجارة والعمل الجاد في الشركات الخاصة والأجهزة الحكومية, واستمر على ذلك عدة سنوات حتى استقر به المقام في مسقط رأسه الرس بجانب أسرته وأقاربه بعد أن كسب خبرات متعددة في مجال المهن التي أهلته للعمل رسمياً في القطاع الحكومي, كانت البداية موظفاً في إدارة الهاتف ثم نقل خدماته للمعهد العلمي إلى جانب عمله في مزاولة تجارة الذهب والمجوهرات حتى وصلت إحالته للتقاعد وتفرغ لعمله بمهنة صياغة الذهب التي كسب فيها شهرة من خلال تعامله مع المشترين والبائعين بكل صدق ونزاهة, ومع تقدم عمره تفرغ للعبادة وترك التجارة ليكون ملازماً للتمسك أكثر في طاعة الله والمحافظة خاصة على أداء الصلوات الخمس وخاصة في أداء الصلوات جماعة في المسجد, وقد زاد عليه المرض وكان يذهب للمسجد على كرسي متحرك لأداء كافة الصلوات في كل الأوقات حتى توفاه الله, وكان قبل وفاته له مجلس خاص بمنزله في حي القادسية يجتمع فيه مع أبناؤه ويستقبل الأقارب والجيران يومياً بعد صلاة المغرب.
وبهذه المناسبة كان لابد لنا أن نشير إلى مراحل حياته العملية وخاصة أعماله الإنسانية من باب ذكر محاسن موتانا والتي لا نعلم عنها إلا بعد وفاته.. نسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته ويسكنه الفردوس الأعلى.
كما نوجه الشكر والتقدير لابنه المهندس (خالد محمد العماري) والذي زودنا بالأعمال الوظيفية في خدمة الوطن وكذلك بعض المشاريع الإنسانية في العمل الخيري والتي يدعو فيها الله أن ينال الأجر والثواب وهذه الوقفات جاءت من خلال مسيرته العملية والخيرية على النحو التالي وهي:
1 - العمل في مدينة الظهران في شركة أبناء فيصل بن ماجد (في اللاينات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن) عام 1369هـ.
2 - العمل في الظهران في سكة الحديد 1370هـ.
3 - العمل في مصانع الخرج أعمال بناء شركة فرنسية 1371هـ.
4 - العمل في مستشفى الخرج العسكري شركة القصيبي 1372هـ.
5 - العمل في مطار الرياض في شركة بيكر.
6 - العمل في الحائر في أعمال البناء شركة بيكر.
7 - العمل مساعد معلم في التعليم العام في الرياض1375هـ.
8 - العمل في هاتف القصر الأحمر (الديوان الملكي) في الرياض تابع للمواصلات مع الملك سعود من عام 1375 وحتى 1385هـ.
9 - العمل في الهاتف في الرس من عام 1385 وحتى 1995هـ.
10 - العمل في المعهد العلمي بالرس من 1395 وحتى 1398هـ.
11 - العمل في تجارة الذهب من عام 1398 وحتى 1430هـ.
كما أن له أعمالاً خيرية مثل:
دعمه للجمعيات الخيرية والإنفاق على الفقراء والمحتاجين...
1 - بناء مسجد ومدرسة تحفيظ قرآن باليمن.
2 - بناء مسجد في مصر.
3 - بناء مسجد في الهند.
4 - بناء مسجد في الفلبين.
في الختام نقدم العزاء لكافة أفراد العائلة وإلى ابنه الأكبر (حسن) (متسبب) وابنه المهندس (خالد) عميد كلية السياحة بالقصيم (وزياد) (متسبب) و(بدر) من منسوبي الدفاع المدني والمهندس (بسام) والمهندس (فيصل) و(فهد) أخصائي تمريض في قوى الأمن.
والعزاء موصول لبنات الفقيد وأحفادهم وأقاربهم.
سائلين الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
**
- منصور بن محمد الحمود