رمضان جريدي العنزي
كنا نسمع هذه المقولة الجميلة منذ أن كنا صغاراً، حتى حفظناها عن ظهر قلب، بأن قيادة السيارة فن وذوق وأخلاق، ولها أهمية كبرى، في الحفاظ على الأنظمة والقوانين والممتلكات والأرواح، إن قيادة السيارة عنوان شخصية وثقافة سائقها، لكن ما نراه ونشاهده بشكل يومي من طيش وجنون وعدم مبالاة وأحداث وخوف وذعر من بعض السائقين وخاصة فئة الشباب، ينم عن عدم مبالاة واستهتار بالأنظمة والقوانين وبأرواح الناس وممتلكاتهم, لقد أصبحت السياقة في شوارعنا عبارة عن مضمار سباق مفتوح «الشاطر» هو الذي يحدث فوضى وعبثاً وقلقاً وتوتراً للآخرين.
إننا فعلاً نعيش أزمة حقيقة يومية مع هؤلاء اللامبالين والمستهترين والمراهقين الذين لا يهتمون سوى بإشباع رغباتهم المجنونة على حساب النظام والقانون، لقد أصبحت الحوادث بسبب رعونتهم كارثية وصادمة، إن المراهقة والصبيانية قد تصنع سائقاً متهوراً لا يفقه أبجدية السياقة الأمينة، يعيث ذعراً ويبعث خوفاً في الشوارع ويرسم أسىً، بعيداً عن السياقة الراقية المتزنة الحكيمة واحترام الآخرين، إن السياقة ليست بالسرعة الجنونية، ولا بالتهور، وليست سباقاً، ولا بالتجاوز الخاطئ في الشوارع والطرقات والمنعطفات، ولا هي بقطع الإشارة، ولا بالوقوف الخاطئ، أو بالانعطاف المفاجئ، دون تهدئة أو إعطاء إشارة مسبقاً، إن السياقة ليست في إقلاق الآخرين واستفزازهم ومضايقتهم ومزاحمتهم وتحديهم، أو مجرد «تحجير» وعناد لهم، واستعراض غبي.
إن التهور وعدم الانضباط والاتزان في السياقة يعد مظهراً من مظاهر الشخصية المعادية للمجتمع، التي لا تقبل الامتثال للنظام والقانون والمعايير الاجتماعية، وهي عادة الإنسان «الفاشل»، الذي لا يتمتع بقدر كافٍ من الصبر والتأني والاتزان وعدم الانفعال، والنقص الشديد في الوعي والإدراك، إن البعض من السائقين المتهورين لهم ميول عدوانية واستعراضية وحب المخالفة والمغامرة والمتعة الزائفة في السياقة المتهورة أمام الجميع والتي تؤدي في النهاية حتماً للموت أو الكسور أو الشلل.
إن نمط السياقة المجنونة التي نراها في شوارعنا وطرقاتنا يجب أن تتوقف وذلك باتباع الأنظمة والقوانين وقواعد السلامة المرورية، إننا نريد أن نقود سياراتنا بشوارع هادئة، وبقلوب مطمئنة، وبنفوس مرتاحة، وهذا لا يتأتى إلا بوجود نظام رادع جداً وقوي جداً لهؤلاء الذين يستبيحون الشوارع برعونة تامة وكأنها جزء من أملاكهم الخاصة، والذين لا يراعون أنظمة السير والمرور ويعرضون حياة الآخرين للخطر المميت ويتسببون في عرقلة وإرباك السير والمرور، إن المناظر المجنونة والتي أصبحت بكل أسف مألوفة في شوارعنا وطرقاتنا يجب أن تنتهي بأي طريقة كانت ومهما كانت لأنها تسبب القتل والخراب والهلاك وحصد الأرواح البريئة.