ليلى أمين السيف
كانت هذه الجملة تكررها أمي دائماً وكنت أخشى سماعها وأتعوذ بالله من أن أكون ابنة عاقة..
حتى قرأت اليوم في إحدى حالات الواتس أب لصديقة لي هذه الجملة التي هزتني ونفضتني من الأعماق..
«عندما تصل إلى العمر الذي تظن أن والديك كانا على حق سيكون لك ابن يعتقد أنك على خطأ»..
ارتجف قلبي لهذه المقولة وتذكرت وصايا ربي بوالدينا ومر بي شريط حياتي أمام عيناي سريعاً..
بالأمس القريب كنت أتناقش مع إحدى ابنتاي فاحتدت في كلامها وارتفعت نبراتها وهي تكلمني فقلت لها «ليش ترفعي صوتك عليّ».
تذكرت ذات الجملة قالها لي أبي وقالتها لي أمي..
لم أتمالك نفسي..
تزاحمت الدموع في عيناي وانهرت باكية لا من ارتفاع صوت ابنتي ولكن من عدل ربي..
يبدو أن حق الوالدين يوفى في الدنيا والآخرة..
يقول جل شأنه: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} والله نفس الكلمات وجدتني أرددها بلا شعور..
وهذا والله منتهى العدل لمن ألهمه الله مراجعة النفس ولحق نفسه قبل أن يأتي يوم عليه فيندم..
كثيراً ما أرى حملات تدعو إلى البر بالوالدين وايفائهما حقهما.. ولكنني أعتقد أن أعظم وأنفع حملة هي نحن.. برنا بوالدينا في الواقع أنفع من آلاف الحملات في المواقع..
واقع يعاش فيحفر في القلوب معاني البر والرحمه فيتبعها الأبناء.. فالبر بهما ليس مقالات تكتب وعبارات تصف ولكنه واقع يراه الأبناء فيتبعون خطاكما أيها الوالدان..
يقول جل شأنه: {رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}
اللهم اغفر لي ما مضى وأعني على البر بأمي والدعاء لها ولأبي والتصدق عنهما وارحمهما واغفر لهما وللمسلمين أجمعين..