عثمان أبوبكر مالي
تغير كبير ملموس ومشهود في جميع النواحي والأمور الفنية والإدارية أصبح ظاهراً وواضحاً جداً على الأندية الرياضية السعودية الأربعة التي تم خصخصتها لمصلحة صندوق الاستثمارات الوطنية العامة، والذي أصبح يمتلك 75 % من حصة هذه الأندية (الاتحاد والهلال والأهلي والنصر).
التغير الكبير واضح جداً فيما يتعلق بفريق كرة القدم في الأندية الأربعة واستقطاباتها العناصرية وأسماء اللاعبين والنجوم الذين تم شراء عقودهم وبأرقام خيالية، حيث أحضر لاعبون لم يكن أحداً يتوقع أنهم سيأتون يوماً ويرتدون قمصان أندية سعودية، إلا في مباراة عابرة أو لقاءٍ ودي في فترة معسكر إعدادي (مثلاً) أو مهرجان اعتزال لنجم سعودي كبير.
ما حصل يفوق التصور بفضل الدعم الكبير الذي وجدته إدارات هذه الأندية والميزانية الضخمة التي رصدت لها من قبل الحكومة الرشيدة باهتمام من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ومتابعة مباشرة من سمو ولي العهد الأمين، وأفسح ذلك للأندية الأربعة الفرصة والمجال للدخول في سوق المنافسة الدولي لشراء عقود أشهر وأفضل نجوم لاعبي كرة القدم العالميين في (الميركاتو الصيفي) الحالي والمستمر بل والتفوق في هذا السوق والخروج منه بأفضل وأقوى وأغلى الأسماء، حتى أصبح هذا التفوق حديث المجتمعات الرياضية عالمياً وخبراء الاقتصاد المهتمين بالتسويق والعقود الرياضية.
حتى على صعيد الأجهزة الفنية تغير الوضع كثيراً وارتقى للأعلى بشكل مضاعف، وتواجدت أسماء مدربين كبار فيما ينتظر أن تأتي أسماء أخرى (أكثر ضخامة وشهرة وعالمية) في قادم السنوات، بعضها قدم لها بالفعل عروض لتدريب بعض الأندية، وسينعكس كل ذلك على الأداء الفني واللعب الميداني والمنافسة على المستطيل الأخضر في السنوات القادمة -بإذن الله تعالى.
هناك ملاحظة دقيقة تظهر أمام المتابع المهتم وتساؤل كبير هل هذا التغير سيقتصر على اللاعبين والمدربين والملعب فقط؟! أم أنه كما يفترض سيشمل الجوانب الأخرى المتعلقة باللعبة واللاعب والجهاز الفني والمؤثرة عليه أيضاً، ويظهر هنا في هذا الجانب بشكل رئيس وواضح العمل الإداري ومن يتولونه والمسؤولين عنه حتى الآن، بعض الأحداث الأخيرة والقليلة في الأيام الماضية أثبتت أنه لا يزال على وضعه السابق وخطواته العتيقة غير الاحترافية، والتي تتواجد من زمن الهواية والاجتهاد، ولا تزال قائمة في بعض الأندية وبنفس مستواها وطريقتها البدائية وتلك أمور تستحق، بل وجب أن يلحقها التغيير وأن تخرج من كلاسيكيتها العتيقة لتواكب التطور والتقدم الكبيرين.
صحيح أن بعض الأندية قد بدأت بالفعل في التغيير المطلوب والمتعمق في مجالات مهمة، من ذلك على سبيل المثال تطبيق وظيفة (المدير الرياضي) الذي أخذت به بعضها لأهميته وضرورته وواجباته الكثيرة التي يقوم بها (المتخصص) فيها، والمدير الرياضي وظيفته (تخطيط إستراتيجية وأنشطة النادي والتصدي لها إدارياً ومالياً داخلياً وخارجياً...).
هناك أيضاً مسؤولية أخرى ومهمة تحتاج إيضا إلى اهتمام بل تغيير كبير ونظرة مختلفة، هي ما يتعلق بالشأن الإعلامي فلا يزال بشكله القديم البدائي لم يتغير، ناهيك عن أن يتطور، ولا تزال (الشفافية) بعيدة بل غائبة عن إدارات أغلب الأندية، لا تهتم بها ولا تتعامل معها وربما بتعمد رغم أهميتها في الفترة الحالية والقادمة، لإعطاء العمل الذي يتم (صورته الحقيقية) ووقف التشويش الذي يحدث (بقصد أو دون) وتأثير ذلك سلبيًا على الصورة المتغيرة والخطوات المتقدمة ولجعلها تنطلق بقوة وجدية وسرعة تقترب مما نراه من قوة وجدية وسرعة اللاعبين النجوم المستقطبين.
كلام مشفر
- حتى على صعيد الأنشطة الأخرى في أندية الاستحواذ لا بد من إعادة النظر فيها، فهي أيضاً تستحق الاهتمام والصرف عليها خاصة (الألعاب المختلفة) والتي تراجعت كثيرًا جدًا خاصة في المنافسة والمتابعة الجماهيرية.
- حدث الأسبوع هو بالتأكيد نجاح إدارة نادي الهلال في التوقيع مع الكابتن حسان تمبكتي وشراء عقده من ناديه السابق الشباب، وللمرة الألف يثبت الهلاليون أنهم يغردون خارج السرب بقدرتهم على استقطاب المواهب والنجوم والأسماء (بطريقتهم) منذ دخول الاحتراف في حياة اللاعب السعودي.
- القدرة الزرقاء ليست وقفاً على إدارة في أندية صغيرة دون الأندية الكبيرة أو مركز لاعب دون غيره أو زمن وجيل دون غيره، وإنما هو تكرار (واستمرار) من عهود نجوم قدامى سابقين، مرورًا بنجوم كبار قريبين مثل ياسر القحطاني موأسامه هوساوي وناصر الشمراني وعيسى المحياني إلى سعود عبدالحميد وانتهاء بحسان تمبكتي والبقية تأتي فكل إدارة للزعيم تشعر أنها امتداد للإدارة السابقة.