سهم بن ضاوي الدعجاني
ما أجمل الحديث عن مدينة «الرياض»، وأجمل منه وأروع عندما يتحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أيده الله - عن معشوقته «الرياض»، والتي تشرفت بإمارته، أكثر من نصف قرن مضى، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، تذكرت هذا عندما أعلنت أمانة منطقة الرياض، إطلاق جائزتها الجديدة والمبتكرة تحت مسمى «جائزة الأمانة للإبداع المعماري والعمراني»، وهنا عادت بي الذاكرة إلى محاضرة ألقاها الملك سلمان، قبل (25) سنة عن «الرياض والعمران في ذاكرة الأمير سلمان بن عبدالعزيز» ضمن اللقاء السنوي التاسع للجمعية السعودية لعلوم العمران، إبّان توليه حفظه الله إمارة منطقة الرياض والتي سرد فيها تأريخ مراحل نشأة مدينة الرياض والتطور الحضاري الذي حصل فيها من خلال عناية إخوانه ملوك المملكة السابقين - رحمهم الله - واليوم تعلن أمانة منطقة الرياض جائزة متخصصة تسعى من خلالها بشكل غير مسبوق إلى تحسين المظاهر العمرانية على مستوى مدينة الرياض، لتحقيق التميز والابتكار والإبداع في عناصر ومكونات البيئة عمرانياً ومعمارياً، بل وتسعى الأمانة من خلال هذه الجائزة النوعية إلى المساهمة في الارتقاء بجودة المشاريع والنهوض بمفاهيم الإبداع المعماري والعمراني تشجيعاً منها للممارسين المتميزين لإبراز مشروعاتهم الناجحة من خلال تطبيق المعايير المعتمدة من أفضل الممارسات العالمية لمزيد من تعزير التميز وإبرازه ورفع مستوى الوعي العام بأهمية وأثر المشاريع العمرانية والمعمارية التي تقدمها القطاعات العامة بالإضافة إلى القطاعات غير الربحية، كل ذلك من أجل إبراز «هوية مدينة الرياض» التي كانت ومازالت عشق الملك سلمان ورعاية واهتمام ولي عهده الأمين -حفظه الله- الذي جعل منها في السنوات الأخيرة محط أنظار العالم ومحور الحراك السياسي لصناعة السلام العالمي على الطريقة السعودية في عاصمة القرار الرياض.
متى ما نجحت الهوية المعمارية لمدينة الرياض في رسم هويتها ومكانتها بين مدن العالم المتطورة، بوجود طراز عمراني واضح لها مستمد من تاريخها العريق وهويتها التاريخية المتفردة، هنا سيكون وجه الرياض متناسقًا جميلاً واضح الهوية، ولا يتعارض الحفاظ على الطراز العمراني العريق مع وجود مبانٍ حديثة فيها، ففي مدينة لندن نرى الطابع العمراني الجميل الذي يميّز مبانيها وشوارعها منذ قرون، مع وجود إضافات حديثة مصممة بتناسق مع الطابع العمراني لم تزدها إلا روعة وحضوراً بين مدن العالم ذات الهوية المستقلة، ولاشك أن «جائزة الأمانة للإبداع المعماري والعمراني» والتي يقف خلفها سمو أمين منطقة الرياض، ستصل بالمشاريع المتميزة بمدينة الرياض لآفاق أوسع من أجل الرياض درة العواصم.
السؤال الحلم متى تصل «جائزة الأمانة للإبداع المعماري والعمراني» إلى مستهدفاتها العمرانية، التي ترسخ هوية مدينة الرياض؟ إن ذلك مرهون - في نظري - بحالة التكامل الحضاري مع الجهات المعنية مثل الجامعات والتعليم العام في القطاعين الحكومي والخاص في رفع مستوى الوعي بأهمية وأثر المشاريع المعارية والعمرانية القادمة من خلال شراكات فاعلة تعيد صياغة الوعي العام في المجتمع السعودي بـ»هوية مدينة الرياض»، كما أنه على الأمانة أن تمد جسور التواصل مع المحاضن الأكاديمية التي تبني كلاً من: «المعماريين» و»الممارسين» و»المخططين» و»المصممين العمرانيين» ليكونوا هم «حراس الهوية» لمدينة الرياض في المستقبل.