أحمد المغلوث
أثارت زاويتي الأسبوع قبل الماضي حفيظة البعض من الذين قرؤوا ماكتبته عن (الأزواج والاهتمام بأنفسهم)، وبتواضع أقول إن سيل الاتصالات من القراء أزواج وزوجات كان كثيراً، ويبدو أن ذلك نتيجة طبيعية وحتمية لحاجة مجتمع المتزوجين إلى المزيد من الصراحة والوضوح في غياب التوعية الحقيقة التي يحتاج إليها كل زوج وزوجته في كيفية التعامل بينهما داخل بيتهما وفي طريق الحياة الزوجية. بعد مرور الأيام والشهور واكتشاف كل واحد منهما لحقيقة الآخر. فهو يراه بصورته الحقيقية ودون رتوش أو ماكياج أو تكلف، ولا شك أن هناك صدمة يتعرض لها كل من الزوج والزوجة وبعد فترة من الزواج. فتتضح الصورة الواقعية، وينكشف «المستور» وكل شيء يظهر تحت النور، وإذا كانت صورة الزوج خلال فترة الخطوبة وكذلك الزوجة تتسم بنوع من الاهتمام والمثالية وكل شيء يظهر ممتازًا ورائعًا، ومع مرور الأيام تتضاعف المشاهد فالزوج بات يعود إلى «شلة» الاستراحة ويأتي متأخراً إلى عش الزوجية متعطرًا برائحة الجراك وغير ذلك. بل إنه لا يكلف نفسه الاستحمام قبل أن يتمدد على فراش الزوجية وهو ما زال ممسكًا بأيفونه. ويواصل متابعة ما يصل إليه من مقاطع ورسائل واتسابية. والزوجه تتسأل ما غَيَّر الرجل. هل عادت حليمة لعاداتها القديمة.. أين هو الآن عن أيام الخطوبة. هكذا قالت لي إحدى الزوجات عبر الجوال، وهي تقول: هل معقول يتغير الزوج بعد عامين من الزواج صدقني يا أستاذ إنني مصدموه.! أكاد لا أصدق ما أشاهده ليس هذا هو زوجي الذي عرفته أيام الخطوبة، والذي كان يمطرني برسائل الحب والكلام العذب. هل غيرت الأيام من سلوكه المثالي وتحول إلى زوج عادي وربما أقل؟ وتضيف الزوجه المصدومة أم فهد جميل «يا أستاذ أن تثير صحافتنا مثل هذه المواضيع التي تلامس الواقع المعاش في هذا الزمن الذي دخلت فيه مستجدات العصر فأصبح الجميع الرجال والنساء يعانون من متاعب الحياة المعاصرة والتي اختطفت المشاعر الرومانسية من العديد من بيوت الأزواج والزوجات».. مضيفة قبل أن تختتم اتصالها: «كانت أمهاتنا تنصحنا من أن نترك الفرصة لدخول «ضرة» في بيوتنا. لكن في هذا الوقت باتت الزوجات يعانين من العشرات من «الضرات» أنها التقنية التي اختطفت الأزواج والزوجات. لابتوبات. أيبادات. أيفونات ترافقنا حتى على السرير».. أما الأستاذ أبا عبد الرحمن معلم متقاعد فيقول: جميل أن تثير صحيفتكم «الجزيرة « مثل هذا الموضوع ودون مجامة، كان متميزًا لأنه يشير لظاهرة معاشة وممجوجة. فالأزواج جميعهم بحاجة للاهتمام ببعضهم بعضًا فهما زوجان. لقد تغيرت حياتنا مع زحف التطور التقني وسحبه البساط من تحت أقدامنا، لقد بتنا أسرى لكل ما تضخه لنا التقنية من مغريات انشغلنا جميعًا بمنتجاتها وما يقدم لنا. وهاهو الذكاء الاصطناعي بات أيضاً يحوم حولنا بل إنه يكاد يسيطر على الحياة وفي جميع المجالات كما تشير الدراسات العلمية في الجامعات الغربية. وعليه يجب أن يهتم الأزواج بأنفسهم بعيدًا عن الأنانية ووصولاً إلى حياة زوجية أفضل وأن يقلل الأزواج من انشغالهم عن زوجاتهم والعكس صحيح، فالأزواج شركاء في الحياة بل كل شيء حتى الوقت يجب أن يستفيد منه الطرفان بدلاً من ذهاب كل واحد منهما إلى مقهى أو كافيه بحجج قد تكون واهية، وماذا بعد ما أشارت إليه أم فهد وكذلك أبا عبد الرحمن عين الحقيقة. ولن أزيد.