سهوب بغدادي
قال تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، حيث تتنوع صلات القرابة بين الناس نتيجة التعارف من خلال الزواج وتبعاته على الزوجين والأهالي والتابعين بحسب موقع الشخص، فهناك نسب وصهر أو رحم، وقرابة من الرضاعة، والأخيرة تعتبر موضوعًا شائكًا على الرغم من إباحته لما فيه من رحمة وتيسير على العباد، إلا أن عددًا كبيرًا من الأشخاص تأثروا في حياتهم المستقبلية نتيجة الرضاعة العشوائية -للأسف، فنسمع عن قصص فوق الخيال والتصورات متمثلة في زواج أخ وأخت من الرضاعة، وكم من زيجة تمت بين محارم، وكم من حالة طلاق تمت بينهم بناء على شكوك أو مخاوف تواجد حرمانية بين الشخصين دون تقديم ميثاق أو دليل على توفر شروط الرضاعة المتعارف عليها. لذا لتلافي هذه الإشكالية، لفتني أمر على منصة ناجز على موقع وزارة العدل مؤخرًا، وهي أيقونة مميزة تحت عنوان «توثيق رضاعة»، وتتضمن الخدمة تسجيل بيانات الرضيع وبيانات زوج المرضعة، ولم أجد خانة لبيانات المرضعة على الرغم من أهمية تواجد اسمها نظرًا لأن بعض المرضعات دون زوج في وقت حدوث الرضاعة إما بوفاة -حمانا الله و إياكم - أو بطلاق وفرقة، إلا أن تواجد مثل هذه الخدمة مهم جدًا ومفصلي لأبنائنا في المستقبل لحمايتهم من تداعيات لا تحمد عقباها وألم ممتد لأجيال في حال الإنجاب. لذا يجب على وزارة العدل والجهات المعنية تكثيف الوعي بهذه الخدمة عبر الرسائل والمنصات الملائمة، أيضًا التعريف بآليات التسجيل فيها والبحث في حال رغب الشخص بالتحقق قبل الزواج من صلته بشخص، عبر خلو سجلاته من الرضاعة والصلة بأخوة مع غيره من الأشخاص لاحقًا، حيث قد يكون له أخوة وأخوات من الرضاعة بالنزول، أي نزولاً من الشخص الذي ربطتهما الرضاعة، لذا فإن اسم المرضعة مهم جدًا كذلك اسم زوجها في كل فترة حدوث رضاعة باعتبار أن الزوج غير ثابت بالضرورة. بشكل عام، شهدنا تطورًا في الخدمات المقدمة من العديد من الجهات الحكومية في المملكة بالتماشي مع رؤية المملكة الطموحة 2030، إلا أن وزارة العدل أثبتت تواجدها بين الخدمات الرقمية المقدمة بجدارة، سواء كان ذلك من سهولة الوصول إلى الخدمات أو سرعة إنجازها في وقت قياسي، ولهم الشكر الجزيل على الجهود الطيبة، سائلين المولى لهم التوفيق والمزيد من التميز.