خالد بن حمد المالك
بعد الإعلان عن تغيير السياسات في جامعة الملك سعود، ونقلها عن وزارة التعليم، وتشكيل مجلس لإدارتها من قطاعات مختلفة وشخصيات اعتبارية، والإفصاح عن توجهها الجديد، والرؤية لما يمكن أن تكون عليه في المستقبل وفق نظام حمل تفاصيل كثيرة عن النقلة النوعية التي ستكون عليها.
* *
ها هو سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء يأخذ بالخطوة الثانية تعليمياً من خلال جامعة الملك عبدالله فيعلن عن مفاجأة أخرى سارة، بإطلاق سموه الإستراتيجية الجديدة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» التي تهدف إلى تحويل العلوم والأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي من خلال التركيز على الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار.
* *
وبهذا الإعلان نستطيع القول دون تحفظ إن جامعة الملك عبدالله أصبحت الآن أمام نقطة انطلاق جديدة، وإنها بذلك إنما تعمل على تعظيم أثرها الإيجابي على المملكة والعالم، بتعزيز الشراكات الدولية والمحلية المثمرة، خاصة مع اهتمامها القادم بالأبحاث والتطوير والابتكار، والتركيز في ذلك على الأولويات الوطنية، دون إغفال للمردود الاقتصادي، وكل ما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
* *
وإذا علمنا أن جامعة الملك عبدالله تعد منذ تأسيسها واحدة من أفضل الجامعات البحثية العالمية الرائدة باستقطابها لأفضل المواهب من المملكة والعالم، أدركنا قيمة وأهمية إطلاق الأمير محمد لإستراتيجية الجامعة الجديدة.
* *
ومن المؤكد أن إطلاق هذه الإستراتيجية سوف يمثل نقطة تحول مهمة في تسريع تأثيرها الإيجابي على المملكة والعالم في مجالات صحة الإنسان، واستدامة البيئة، والطاقة المتجددة، واقتصاديات المستقبل، خاصة إذا علمنا أن الجامعة في أبحاثها تركز على التعامل مع أبرز التحديات التي تواجه العالم، وأن لها في ذلك تعاوناً كبيراً مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، ومع هذه الإستراتيجية سوف تتيح مجالات جديدة للشراكات المحلية والدولية.
* *
من الأشياء الجديدة في إستراتيجية الجامعة التي أطلقها ولي العهد أنها سوف تمنح أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب فرصاً كبيرة لتطبيق العلوم والبحوث بسرعة وحجم غير مسبوق، وتمكينهم من القيام بدور أكبر في الابتكارات، وخلق الأثر الاقتصادي والاجتماعي في المملكة والعالم، فضلاً عن أنها إنما ترسخ مع هذه الإستراتيجية الجديدة مكانة الجامعة الأكاديمية والبحثية.
* *
اهتمام الأمير محمد بن سلمان بأي قطاع لا يشغله عن بقية القطاعات الأخرى، فهو اهتمام نلمسه من خلال المشاريع العملاقة، والانفتاح على العالم، وتمكين المرأة والشباب، كما هو الاهتمام بعلاقات المملكة الدولية، وتطوير القوات المسلحة، والمحافظة على الأمن، وتحسين أداء العمل بالدولة من خلال استخدام التقنيات الجديدة، والقضاء على الفساد، وتوفير متطلبات المواطنين والمقيمين بكل ما يجعلهم سعداء ومرتاحين في دولة تهتم بجودة الحياة.