«القلق»بين ديل كارنيجي والشيخ عبد الرحمن السعدي. يتحدث المؤلف في هذا الكتاب العظيم بعد قيامه بالتعليم بمعهده الخاص لفنون الخطابة والعلاقات المؤثّرة بأنّ العدو لكل إنسان الذي يسلب متعة الحياة هو (القلق)، وأن ثلث المرضى بالمستشفيات يُعانون من أمراض يرجع أصلها إمّا عصبية أو عاطفية، فقرّر المؤلف أن يقرأ الكتب التي تحدّثت عن القلق فذهب إلى المكتبة العامة بمدينة (نيويورك) فلم يوجد سِوى اثنين وعشرين كتاباً فقط تتحدث عن القلق، فقرأها كُلّها وقام بشراء كُلّ كتاب يتحدث عن هذا الموضوع، ولكن مع هذا كُلّه لم يجد كتاباً واحداً يُنفع لكي يكون مرجِعاً لِطُلاّبه فقرّر تأليف هذا الكتاب، واستمر بالتأليف لمدة سبعة أعوام قرأ خِلالها كُلّ ما كتبه الفلاسفة والحكماء على مَرّ العصور والمئات من من التراجم وَالسِّيَر ، وقام بمقابلة عدد من الشخصيات البارزة في شتّى نواحي الحياة من رجال أعمال ناجحين ومخترعين ورياضيين ومُؤسس أكبر الشركات بالعالم أمثال (هنري فورد) وغيرهم الكثير، ويُضِيف المؤلف أن هذا الكتاب عملي مدعوم بالوثائق والأدلة عن كيف استطاع آلاف البالغين أن يتغلبوا على القلق ولذلك لن تجد فيه لفظ (رَجُلٍ ما) أو لفظ (سيدةٍ ما)، بل يذكر لك أسماء الأشخاص ومواقعهم، وبعد ترجمة الكتاب للغة العربية أثرى المكتبة الإسلامية وسَدّ فراغاً كبيراً فيها، وتأثر بهذا الكتاب من علمائنا الشيخ السعدي - رحمه الله - عند ذهابه للعلاج بالجامعة الأمريكية ببيروت وبعد قراءته لهذا الكتاب أضاف إليه الشيخ - رحمه الله - المفاهيم الشرعية من ديننا العظيم وألف كتابه الشهير (الوسائل المفيدة للحياة السعيدة)، وطريقة المؤلف بأن يقوم بِذكر مجموعة من القواعد ويندرج تحت كُل قاعدة عدد من القصص لأشخاص جاءتهم مصائب وظروف قاهرة وقاسية استطاعوا التغلّب عليها وعلى القلق المُصاحِب لها بحسب المتوافق مع نوع كُل قاعدة، ومن أهم القواعد التي استخلصتُها من خِلال قراءتي لهذا الكتاب هي:1. عِشْ في حدودِ يومك 2. لا تَكُن فارِغاً 3. الرِّضا مِمَّا لا بُدّ مِنْه،4. لا تَندم على ما فات 5. لا تَدعِ التوافِه تَغْلِبُكَ على أَمْرِك 6. حياتُنا من صُنْعِ أفكارِنا 7. لا تَنْتظِر الشكر من أحد 8. أحص نِعَم الله عليك بدلاً مِنْ أن تُحصِيَ متاعبك 9. تذكّر أنّ اليوم هو ذَلِك الأمس الذي أَشْفَقْتَ مِنْ مواجَهتِه.
** **
- فيصل علي محمد الزهراني