د.شامان حامد
فكرة زراعة أسنان جديدة هي حلم كل طبيب أسنان، لكونه بشرا يُعاني ويتألم لمعاناة مرضاه، لذا فحُلم كل طبيب أن يجد الدواء الشافي لكل حالة تقع بين يديه، فقبل جيلٍ واحدٍ فقط، كان معظم الأشخاص يدخلون الشيخوخة بل وشبابهم بأطقم أسنان اصطناعية أو بدون أسنان على الإطلاق.. لكن هناك ما يدعو للتحسن في معدلات الفقد السني، بل ويُعد النخور السني الناجم عن البكتيريا ومفتاح الألم المفجع للمريض، بالإضافة لأعراض مصاحبة من الصداع والزكام وأمراض اللثة، مما قد يُؤدي عدم علاجه إلى فقدان الأسنان، وبالتالي يكون من الحلول علاج قناة الجذر لإصلاح الموضع، وعلاج قناة الجذر بدلاً من خلع السنّ التالفة وعدم إجراء أي علاج إضافي، أو استبدال السنّ بزراعة أو إنشاء جسر أو طقم جزئي قابل للإزالة ولاسيما مع تقدم طب الأسنان والتخدير الموضعي، الذي يُساهم في تقليل معظم الآلام خلال العقود القليلة الماضية.
إن العيش بسنّ فاسدة أكثر إيلامًا على الأرجح، وارتباطها بتغيرات طارئة على الوجه بسبب فقدان الدعم السني للشفتين والخدين والأنف والذقن، وتتأثر عملية المضغ بشكل كبير، ويُصبح النطق أكثر صعوبةً، ويميلون لتناول الأطعمة الطرية التي غالبًا ما تكون غنية بالكربوهيدرات وفقيرة بالبروتينات والفيتامينات والمعادن ويصعبُ مضغها، فالحلم واقع مع الايمان بالعلم وتجاربه حيثُ يمكن أن تكون الأدوية العلاجية لنهاية ومعاناة هؤلاء متاحة بحلول عام 2030، فقد بدأت التجارب السريرية لدواء قد يقلب الأمور لصالح الإنسان البشري في ثورة حقيقية لعلاجات الأسنان ومشاكلها، في طفرة علمية في علاج تشوهات الأسنان لدى البشر، تسمح بإعادة نمو الأسنان مُجددًا بعد تلفها أو كسرها، خاصة للأشخاص المصابين بقصور نمو الأسنان، وهي حالة وراثية نادرة تمنع أسنان الأطفال وأسنان البالغين من النمو بطريقة طبيعية، ليكون اكتشاف الأطباء في معهد البحوث الطبية بمستشفى كيتانو اليابانية لجسم مضاد قادر على الحد من نشاط جين يسمى «USAG-1» مهمتهُ تقييد نمو الأسنان مرة أخرى، في عملية إعادة بناء مينا الأسنان يمكن اختبارها على البشر في المستقبل القريب، لنجاحها على الفئران والقوارض دون أية آثار جانبية، ويمكنها التجاوب مع التفاعلات الكيميائية نفسها لدى البشر، لكنها لن تكون متوفرة إلا في عام الرؤية الحالمة 2030، ولا ننسي أنه في عام 2019 خرج علينا فريق صيني بتطوير تقنية تعمل على نمو المواد الاصطناعية بسهولة تحاكي البنية الهرمية من خلال خلط «آيونات الكالسيوم والفوسفات» - الموجودان في المينا - مع مركب «ترايميثيلامين» الكيميائي في محلول كحول يؤدي إلى نمو المينا بنفس بنية الأسنان على مساحات واسعة، مع القدرة على ضبط خصائصها.
إنها الفكرة النموذجية للعلم وزراعة الأسنان بصورتها الجديدة، وهي حلم بشري وحلم كل طبيب أسنان قبلهم، فليكن الحظ حليف الإنسان طالما يخدم الخير.