د.عبدالعزيز الجار الله
في المقال السابق الاثنين الماضي 14 أغسطس 2023 ذكرت: بأننا أضعنا فرصة الاستفادة استثمارياً وسياحياً من بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية التي اختتمت يوم السبت الماضي على مرتفعات جبال السروات في: الطائف والباحة وعسير. ولم توظف المناسبة الرياضية في الاستثمار المالي والسياحي داخلياً وخارجياً.
حيث أقيمت البطولة في أجمل البيئات الطبيعية في بلادنا بيئات المرتفعات الجبلية والأودية المشجرة، والهواء الرطب تصل درجاته إلى العشرينات، والمدن والقرى المتداخلة بالسحب وأمطارها التي تغسل الشوارع والشجر في صورة تبقى ذاكرتها طويلاً في مجتمعات مدن الشموس الحارقة.
نحن نحتاج في المجال الرياضي إلى كوادر إعلامية في مجال الصحافة من المراسلين والمحللين الرياضيين، وفي الأعمال التلفزيونية والإخراج تنطلق من خلفيات وتخصصات أكاديمية ومهنية في: الاستثمار المالي، والتسويق، والإعلان، والسياحة، والتنمية، والبيئة، والتاريخ الحضاري. ليقدموا لنا صورة موسعة للمناسبات الرياضية في أبعاد استثمارية، مستفيدين من بيئة وجغرافية المكان وجمال المدن، وخصائص بلادنا ذات التنوع المناطقي والإمكانات الحضارية التي وصلت إليها السعودية من أجل نقلها للعالم بصورة إخراجية إبداعية تساهم في جلب الاستثمار وتنامية، ليتناسب مع حجم الأموال التي خصصت للعقود، والتي ضخت في الأندية، وبخاصة أننا نعد في هذه المرحلة من أكبر المنصات الإعلامية العربية وتتابع بطولاتنا و تنظيم المسابقات واللقاءات الرياضية تتابع من شبكات العالم حرصاً منها التعرف على هذا المنافس الجديد في الشرق الأوسط.
العمل الإخراجي والتليفزيوني ليس بالضرورة أن يكون في محيط أرضية الملعب والمدرجات والأستوديو، بل يجب أن يشمل أبرز المعالم وما نمتلك من مخزون بيئي وجمالي وسياحي لبلادنا يقدم في ثنايا الفراغات وقبل وبعد اللقاءات عبر مشاهد فيلمية تبث مع البرامج الرياضية، بحيث لا ينصب تقديم البرامج الرياضية والتغطيات على تفاصيل مجريات المباراة وأدق الملاحظات، بل نخصص وقتا مناسبا للاستثمار والإعلام الوطني الشامل، وإظهار ما نمتلك من الجماليات لنقدم بلادنا على شاشات العالم: تنوعا بيئيا ومدنا حديثة، وقوة إمكاناتنا المعمارية، لا الصورة النمطية المتمثلة بالأقاليم الجافة، التي لا تعبر بالضرورة عن واقع شواطئنا بطول البحر الأحمر والخليج العربي، ومرتفعاتنا الغربية سلسلة الجبال من الشمال إلى الجنوب، ولا الهضاب التي تتعاقب مع الرمال والأودية حيث نشأت في نهاياتها المدن والتجمعات السكانية، في صورة تعاشقية لأطالس متصالحة، مكنت إنسان هذه الأرض من إعمارها بتوافقية وانسجام.
لذا لابد من جيل من الشباب والطاقات الأخرى لديهم الدافعية في تقديم وطنهم في أجمل حالاته.