منال الحصيني
يبدو العنوان كما لو كان فيلماً تحضره عبر شاشات السينما، ولكنه يحمل من المعاني أعمقها.. ماذا عن ليلتك المظلمة؟!
سبق لك وأن تضاربت مشاعرك السلبية مع إلهاماتك الإيجابية لتخرج من حالة التبعية والانصياع والاستسلام إلى حالة القيادة والترويض للنفس.
هي تجربه شخصية تختلف من شخص لآخر قد تمتد لأيام أو أشهر وربما لسنوات وفقاً لمدى تعلقك بهويتك القديمة، ستكون أنت بنسختك الجديدة حينما ترتقي الروح في مراحل أعلى وأسمى، ستستيقظ الروح بعد موت الهوية القديمة، قد تكون مشابهة لأزمة منتصف العمر نوعاً ما.. ولكن الاختلاف فيها يكاد يكون أن ليلتك المظلمة تعتمد على الوقت اللا مشروط فلا هي تُقاس بزمن أو عمر أو صدمة بعينها.
هي حالة من الفراغ داخل الشخص قد تدفعك لطرح أسئلة عميقة من ذاتك لذاتك ستشعر أن البشر (كاركتر) يلعب دور الحياة..
فلا الأشياء التي كنت تستمتع بها تحبها ولا الأدوار التي كنت تؤديها قد تعجبك حينها.
ليست محصورة على أشخاص دون آخرين فقد تكون ثرياً أو مثقفاً أو طموحاً وقد تكون أنجزت معظم طموحاتك ورغباتك ولكن حينما ترى نفسك مكتفياً بذلك ستساورك التساؤلات وماذا بعد؟
وعلى النقيض تماماً قد تحدث لأشخاص ما زالوا يلهثون وراء طموحاتهم ورغباتهم، ستجعلهم يتساءلون عن ما إذا كان هناك متسع من الوقت لتلك الأهداف والطموحات.
الغريب في أمر تلك الليلة المظلمة أنها ترغمك بتغيير معتقداتك جذرياً والتي طالما كنت مؤمناً بها لسنوات كنتيجة من نتائج هذه المرحلة...
ولكن هذا ليس بالأمر السيئ إن كانت معتقداتك القديمة خاطئة.
هي مرحلة مهمة لـ«الترقي الروحي» فليس من السهل أن تنسف معتقداتك القديمة في ليلة وضحاها، لذا ستولد فيها كإنسان آخر أفضل مما كنت عليه بعد مخاض روحي متعب ومؤلم للغاية.
في أثناء مرورك بها فقط حاول أن لا تظلم نفسك ومن هم حولك دعهم يتفهمون هذا التغيير بأقل الخسائر، فأنت لست وحدك.
اقرأ عن هذه المرحلة ستختصر الكثير على نفسك ستستشعر قوة ذلك الموج الذي يغشاك كالظلل وستدعو الله مخلصاً له، فحضرة جنابك في الليلة المظلمة.
ستجد الأمر يحتاج إلى (السلام) وإن الله هو السلام.
ومضة
لتتعمّق أكثر اقرأ فليس كل ما يكتب يحتاج لإسهاب.