عبد الله سليمان الطليان
أنت تعيش لتأكل وليس العكس، هذا حقاً في واقعنا اليوم، فمع توفر الطعام المتنوع والانتشار الصارخ للمطاعم بكثرة فإنك تبحث عن ما لذَّ وطاب لكي تطفئ جوعك، ولكن أين تجد هذه اللذة في البيت أم في خارجه؟ سؤال إجابته قطعاً تختلف من شخص إلى آخر وبنسبة كبيرة، المهم هل تقضي وقتاً طويلاً في تناوله أم أنك تلتهم بسرعة لكي تحافظ على الوقت من أجل العمل، هذا يعتمد على ثقافة وتربية الأسرة التي هي موطن الغرس. في مرحلة ما يمكن أن تغزوك السمنة فيبدأ الخمول يتسرب إلى جسمك شيئاً فأشياء وفتركن إلى حب الجلوس وعدم الحركة الذي يجلب النعاس أحياناً، ويقترب عقلك من التبلد عندما تكبله الشراهة المفرطة فتلاحق أصناف الطعام عبر دعوة الأقارب والأصدقاء أو عبر الاطلاع والمشاهدة التي تسيطر بشكل مطلق وتصبح ثقافتك اليومية، ولن يكون هناك اهتمام بمعنى (أن المعدة بيت الداء) عليها أن تتوسع يوماً بعد يوم لكميات الطعام الهائلة التي تأتي في أي وقت فلا يوجد (ثلاث وجبات)، إنه نظام عفى عليه الزمن، لا تحرم نفسك فعمرك يمضي فلا تتوقف، تناول طعامك بشراهة ولا تكن حريصاً على فائدته وقيمته الغذائية ولا في الأثر الصحي على جسمك.
فجأة استيقظ من غفلته مجبراً بعدما أخذت الأمراض تغزو جسمه البدين وأصبح أسيراً لتلك الأمراض فيبدأ بالاستنجاد بالطبيب لكي يتخلص من هذه الأمراض، يمر الوقت والتحسن ما زال بعيداً، الطبيب: نصيحتي لك ابتعد عن البطنة إذا اردت الشفاء، (لا تضرب بخمس) إنك إن تماديت في طريقك وأصررت على فعلك فإنك سوف تخسر صحتك ومعها تفقد نشاطك وقوتك في مزاولة وممارسة عملك وتصبح عالة على أسرتك ومجتمعك.
يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِن بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ وثُلثٌ لشرابِهِ وثُلثٌ لنفَسِهِ)
قيل لبقراط: مالك تقل الأكل جداً؟
قال: إني آكل لأحيا، وغيري يحيا ليأكل.
يقول سقراط:
الناس الذين لا قيمة لهم يعيشون فقط ليأكلوا ويشربوا، الناس الذين يستحقون يأكلون ويشربون فقط ليعيشوا.
هونور دي بلزاك:
الشره هو أكثر بكثير من مجرد حيوان وأقل بكثير من الإنسان.
(البِطْنَةُ تُذْهِبُ الفِطْنَةَ) البِطْنَة: الامتلاء الشَّديد من الطَّعام - الفِطْنَةُ: الحِذْقُ والمهارةُ، حِكْمة، تبصُّر.